فرنسا تُوجّه اتهامات بالغة الخطورة إلى شركة لافارج بتمويل داعش
آخر تحديث GMT02:42:04
 العرب اليوم -

فرنسا تُوجّه اتهامات بالغة الخطورة إلى شركة "لافارج" بتمويل "داعش"

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - فرنسا تُوجّه اتهامات بالغة الخطورة إلى شركة "لافارج" بتمويل "داعش"

مجمع الاسمنت في سوريا التابع لشركة «لافارج» الفرنسية
باريس ـ مارينا منصف

يُوجّه القضاء الفرنسي، للمرة الأولى في تاريخ الصناعة الفرنسية الحديث، اتهامات بالغة الخطورة إلى شركة فرنسية رائدة لها حضور عالمي لارتكابها جُرم "التواطؤ في جرائم ضد الإنسانية" و"تمويل منظمات إرهابية"، إضافة إلى تعريض موظّفيها للخطر وانتهاك حظر دولي.

تتناول القضية شركة "لافارج" التابعة إلى المجموعة الفرنسية السويسرية "لافارج - هولسيم"، وهاتان الشركتان اندمجتا عام 2015 لتشكلا أحد كبرى المجموعات العالمية لإنتاج الإسمنت، وسبق للشركة الفرنسية، قبل عملية الاندماج، أن أسست شركة تابعة لها في سورية تحت اسم "شركة لافارج السورية للإسمنت"، ويقع المصنع الخاص بالشركة في محلة الجلابية (بين منبج والرقة).

والقصة ليست جديدة تماما لأن القضاء الفرنسي سبق له خلال الأشهر الماضية أن وجّه تهما مماثلة إلى 8 أشخاص من كوادر الشركة ومن بينهم رئيسها ومديرها العام برونو لافون، ما بين عامي 2007 و2015، وجرّم الشركة التي طلب منها دفع كفالة في إطار المراقبة القضائية قيمتها 30 مليون يورو، بأنها تعاملت مع تنظيم "داعش" عندما بسط سيطرته على المنطقة التي يقع فيها مصنع "لافارج" من أجل الاستمرار في تشغيله وتوفير الحماية لموظفيه.

وبعد توجيه الاتهامات رسميا إلى إدارة الشركة، أتى دور توجيه اتهامات مماثلة إلى الشركة كشخصية اعتبارية، ولم يكن ذلك ممكنا إلا بعد أن جمع قاضيا التحقيق في الجرائم المالية، شارلوت بيلغر ورينو فان ريمبيك، وزميلهما المتخصص في شؤون مكافحة الإرهاب ديفيد دوبا، وهو ما يكفي من الأدلة لاستهداف أحد رموز نجاح الصناعة الفرنسية على المستوى العالمي.

واعتبر القاضيان أنهما "يملكان أدلة جادة ومتناسقة"، ومن الناحية التسلسلية فإن "شركة لافارج السورية للإسمنت" تعود غالبية أسهمها إلى الشركة القابضة "لافارج إس آي".

وتسرب من التحقيق أن شركة "شركة لافارج السورية للإسمنت" دفعت نحو 13 مليون يورو بين عامي 2011 و2015 للحفاظ على مصنعها في سورية حين كانت غارقة في الحرب. هذه المبالغ التي استفادت منها جزئيا جماعات مسلحة بما في ذلك تنظيم "داعش"، تتعلق خصوصا بدفع "ضريبة" لضمان أمن حركة الموظفين والبضائع ومشتريات مواد خام ومن ضمنها النفط، من مقربين من التنظيم المتطرف وكذلك الدفع لوسطاء للتفاوض مع الفصائل، وفقاً للتحقيق. وبالإضافة إلى قنوات التمويل هذه، تحوم شكوك بشأن احتمال بيع الإسمنت للتنظيم الإرهابي كما ظهر في التحقيقات الأخيرة، وفقا لتقارير متداوَلة في باريس.

ويؤخذ على "لافارج" أنها أسست لمعاملة تمييزية بين موظفيها المحليين وبين الذين أُرسلوا من الخارج لإدارة المصنع، إذ قامت بترحيل هؤلاء من سوريا، بينما طلبت من أولئك الاستمرار في تشغيل المصنع. ورغم تشديد "لافارج" على "أولوية" أمن طواقمها، فإنه بين العديد من الموظفين المخطوفين، قُتل واحد وما زال آخر مفقودا، وفقا لشهادات متوافرة.

وكان من الطبيعي أن تنفي الشركة الاتهامات وتقرر أن تقدم استئنافا ضدها، وكانت المسألة أثارتها في نوفمبر/ تشرين الثاني 2016 منظمة "شيربا" غير الحكومية المتخصصة في ملاحقة الفساد المالي، والتي اعتبرت أن "القرار التاريخي" الذي اتُّخذ أول من الخميس، "يجب أن يقرر أن تتحمل (لافارج) المسؤولية وتفتح صندوق تعويضات مستقلاً حتى يتمكن الضحايا من التأكد من إصلاح ما لحق بهم من أضرار". وأضافت: "إنها المرة الأولى في العالم التي يتم فيها اتهام شركة بالتواطؤ في جرائم ضد الإنسانية، ما يشكّل خطوة حاسمة في مكافحة إفلات الشركات المتعددة الجنسيات العاملة في مناطق نزاعات مسلحة، من العقاب".

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فرنسا تُوجّه اتهامات بالغة الخطورة إلى شركة لافارج بتمويل داعش فرنسا تُوجّه اتهامات بالغة الخطورة إلى شركة لافارج بتمويل داعش



GMT 00:35 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

لبنان يتعهد بالتعاون مع "الإنتربول" للقبض على مسؤول سوري
 العرب اليوم - لبنان يتعهد بالتعاون مع "الإنتربول" للقبض على مسؤول سوري

GMT 21:53 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

زينة وباسم سمرة معاً في الدراما والسينما في 2025
 العرب اليوم - زينة وباسم سمرة معاً في الدراما والسينما في 2025

GMT 10:40 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

الكرملين ينفي طلب أسماء الأسد الطلاق أو مغادرة موسكو
 العرب اليوم - الكرملين ينفي طلب أسماء الأسد الطلاق أو مغادرة موسكو

GMT 20:36 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الأمير الحسين يشارك لحظات عفوية مع ابنته الأميرة إيمان

GMT 02:56 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

النيران تلتهم خيام النازحين في المواصي بقطاع غزة

GMT 17:23 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنتر ميلان الإيطالي يناقش تمديد عقد سيموني إنزاجي

GMT 16:59 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نتنياهو يتوعد الحوثيين بالتحرّك ضدهم بقوة وتصميم

GMT 17:11 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

اتحاد الكرة الجزائري يوقف حكمين بشكل فوري بسبب خطأ جسيم

GMT 02:52 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

مقتل 10 ركاب وإصابة 12 في تحطم طائرة في البرازيل

GMT 06:45 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

انفجار قوي يضرب قاعدة عسكرية في كوريا الجنوبية

GMT 17:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

.. قتلى في اصطدام مروحية بمبنى مستشفى في تركيا

GMT 11:24 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

GMT 10:40 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

الكرملين ينفي طلب أسماء الأسد الطلاق أو مغادرة موسكو

GMT 06:35 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تعليق الرحلات من وإلى مطار دمشق حتى الأول من يناير

GMT 09:16 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أحمد العوضي يتحدث عن المنافسة في رمضان المقبل

GMT 20:44 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 10:53 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

شام الذهبي تعبر عن فخرها بوالدتها ومواقفها الوطنية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab