الجزائر – سفيان سي يوسف
دعا زعيم ''الجيش الإسلامي للإنقاذ''، مدني مزراق، الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إلى إنشاء الهيئة الوطنية لحماية وإنقاذ تركيا، لتكون شاهدة على قرارات العدالة بشأن المتورطين في محاولة الانقلاب الفاشلة، مطالبًا بالعفو عن الذين ناضلوا سابقًا من أجل أن تصبح تركيا على ما هي عليه الآن.
وكشف أمير الجيش الإسلامي للإنقاذ، وهو الذراع المسلح للجبهة الإسلامية للإنقاذ الجزائرية "المحظورة"، في رسالة وجهها إلى الرئيس التركي، الأربعاء، إنه على "هذه الهيئة أن تضم في هياكلها جميع الأطراف السياسية والاجتماعية، على اختلاف مشاربهم وانتماءاتهم، ومعهم لجنة شرعية منتخبة من أهالي الانقلابين ومن آزرهم، ليكونوا جميعًا شركاء وشهودًا في قرارات العدالة العقابية وفي قرارات العفو الرئاسية". وأضاف مزراق، أن إنشاء "الهيئة الوطنية لحماية وإنقاذ تركيا"، الهدف منها "ردع التمرد والعصيان ومنع الظلم والطغيان وتصفية الحسابات"، قبل أن يبدي مخاوفه من إمكانية صدور قرارات عقابية في قضية المحاولة الانقلابية ضد أناس أبرياء، قائلًا "ولإن يخطئ القاضي في العفو، أفضل له من أن يخطئ في العقوبة".
وحذّر مزراق، من المخاطر التي تحيط بتركيا، قائلًا "وإذا كان من حق الرئيس وأعوانه، اتخاذ الإجراءات اللازمة، لقطع دابر الانقلابيين، ومحو أثرهم وقبر مشروعهم، فإن من واجبه أيضا، أن يعمل جاهدًا على حماية تركيا، من الأخطار التي تفرزها تداعيات الانقلاب، ولن يكون ذلك إلا بإنشاء هيئة وطنية لحماية وإنقاذ تركيا". وأكد مدني مزراق، أن جميع "أبناء الجبهة الإسلامية للإنقاذ سابقًا، ورجال الجيش الإسلامي للإنقاذ لاحقا، وفرسان جبهة الجزائر للمصالحة والإنقاذ حاليًا"، يعلنون تضامنهم الكامل اللامحدود ودعمهم الشامل اللامشروط، لدولة تركيا الرشيدة، رئيسا وحكومة وشعبا، ضد كل المحاولات التآمرية اليائسة، من أي طرف كان داخليًا وخارجيًا .
واعتبر المتحدث، أن موقف تنظيمه بشأن تركيا يأتي منسجمًا مع موقف الدولة الجزائرية، الذي عبر عنه الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في بيان رسمي، أين ندد فيه بالانقلاب الغادر ووقف إلى جانب دولة الحق والقانون في تركيا، وأعلن دعمه الكامل للمؤسسات الشرعية فيها. وأضاف زعيم الجيش الإسلامي للإنقاذ، "نعبر عن هذه العواطف الصادقة والمواقف التي لا نرجو من ورائها إلا نصرة الحق والدفاع عن القضايا العادلة، فإننا ندعو القائمين على شؤون الدولة في تركيا، وخاصة السيد الرئيس، الذي عرفناه مسلمًا ملتزمًا داعيًا، قبل أن يعرفه الناس رئيسًا حاكمًا قاضيًا، أن يتمسك بهدي الرسل والأنبياء وأخلاق الصالحين والأولياء، وأن يجمع بين الحزم واللين، والقوة والرفق، والعقوبة والعفو، ويبقى رئيسًا لكل الأتراك، ومن الأتراك خصومه وأعداءه ومخالفوه، لا يفرق بينهم في تطبيق الحق والقانون، ليعطي بذلك درسًا، في الحكم والسياسة والعدل، للعدو والصديق، القريب والبعيد، القوي والضعيف".
ودعا، مزراق، الرئيس التركي، إلى العفو عن الانقلابيين، قائلًا "أيها الرجل الطيب لقبًا واسمًا، كن رجلًا طيبًا حقًا وصدقًا، فإن الله يرفع الطيبين المتواضعين إلى الدرجات العلى، ويعطي على الرفق واللين، ما لا يعطيه على القوة والعنف، ويزيد أهل العفو بعفوهم عزا وقوة وتمكينا"، مضيفًا أن العفو عند المقدرة من أخلاق المؤمنين السامية، وشيم الرجال العالية، وكان العفو، من سجايا الشجعان عند الأولين وأصبح من مكارم الأخلاق عند المسلمين، وخاصة عند نبينا صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين من بعده".
أرسل تعليقك