كابل - أعظم خان
أصدرت محكمة فيدرالية في نيويورك حكما بالسجن على أميركي سافر إلى أفغانستان واشترك في هجوم على قاعدة عسكرية أميركية هناك قبل 9 أعوام، وكان المشتبه به نجا من محاولة قتله بطائرة درون أميركية عندما كان في أفغانستان.
أدانت هيئة محلفين فيدرالية في نيويورك مهند محمود الفارخ (32 عاما) بتهمة التآمر والشروع في قتل جنود أميركيين خلال هجوم على قاعدة عسكرية أميركية في أفغانستان عام 2009 العام الماضي.
وقالت وكالة "أسوشييتد برس" إن من بين التهم التي وجهت إليه: التآمر لقتل مواطنين أميركيين، واستخدام سلاح دمار شامل، وتفجير مبانٍ حكومية، وتوفير دعم لمتطرفين.
وقالت بريدجيت رود، ممثلة الادعاء في المحاكمة: "اليوم، يمثل عضو أميركي في القاعدة أمام العدالة في قاعة محكمة أميركية"، وطلبت الحكم عليه بالسجن المؤبد بسبب "محاولته قتل أميركيين، وارتباطه بأكثر التنظيمات الإرهابية شهرة في العالم".
وحسب وثائق الاتهام، وقع هجوم على قاعدة "فوروارد أوبيريتنج بيز تشابمان" في مدينة خوست، شرقي أفغانستان، وقاد مهاجمون سيارتين محملتين بالمتفجرات باتجاه القاعدة العسكرية، وتسبب انفجار إحداها في إصابة كثير من الناس.
واستمعت هيئة المحلفين إلى شهادات خبراء الطب الشرعي في أفغانستان الذين قالوا إنهم حصلوا على 18 من بصمات الفارخ على قنبلة لم تنفجر، بعد تحقيقات استمرت 6 أعوام، وفي عام 2015 اعتقل الفارخ في باكستان وسلم إلى الحكومة الأميركية.
وقالت صحيفة "واشنطن بوست" إن محاكمة الفارخ أثارت جدلا سياسيا وقانونيا وأخلاقيا في عهد الرئيس السابق باراك أوباما، وذلك لأن وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) كانت استهدفته عندما كان في أفغانستان، وكان الجدل عن "إذا كان مسموحا، قانونياً وأخلاقياً، استهداف وقتل مواطن أميركي في الخارج من دون محاكمة".
بعد الحكم عليه قال مساعد المدعي العام للأمن القومي، جون ديمرز: "اليوم، صار إرهابي القاعدة مهند محمود الفريخ مسؤولا عن جرائمه". وقال جوشوا غيلتزر، مسؤول سابق في البيت الأبيض في قسم الحرب ضد الإرهاب، إن الحكم هو "حكم آخر ناجح في قضية إرهاب دولية، حتى في الوقت الذي تتصارع فيه إدارة ترمب حول ما إذا كان يجب إحالة قضايا في المستقبل إلى محاكم عسكرية".
وأضاف: "تظهر هذه القضية، مرة أخرى، أن الملاحقات الجنائية في المحاكم الفيدرالية تتحرك بسرعة، وتقود إلى إصدار أحكام ثقيلة على أولئك الضالعين في أنشطة إرهابية". حسب وثائق المحكمة، كان الفارخ ولد في هيوستن (ولاية تكساس). وتربى في دبي. ودرس في كندا. في عام 2007. عندما كان في كندا، سافر، واثنان من زملائه من جامعة مانيتوبا، إلى باكستان، وقالوا إنهم يريدون قتال القوات الأميركية هناك انتقاما لما قالوا إنها تحارب المسلمين. وقالت الوثائق إنهم، قبل سفرهم، شاهدوا فيديوهات تشجع على "الجهاد العنيف". واستمعوا أيضا إلى خطب أنور العولقي، الأميركي اليمني الذي سافر إلى اليمن، وصار قائد العمليات في تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية. وقُتل في غارة أميركية بطائرة من دون طيار هناك في عام 2011.
وقبل قتل العولقي، شهدت إدارة أوباما "جدلا داخليا مكثفا عن استهداف قتل مواطن أميركي في الخارج يدون إجراءات قضائية سياسة قانونية وسليمة". في أعقاب قتل العولقي، أمر أوباما بوضع قواعد جديدة بأن البنتاغون، وليس وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه)، هو الذي يجب أن يقوموا بهجمات قاتلة ضد أميركيين في الخارج يشتبه في أنهم إرهابيون، بعد موافقة البيت الأبيض.
أرسل تعليقك