بروكسل ـ عادل سلامه
عقد فؤاد بلقاسم زعيم جماعة "الشريعة في بلجيكا"، الذي يقضي حالياً عقوبة السجن في ملف له صلة بالإرهاب، قرانه على سيدة بلجيكية من أصول مغربية، حتى يتفادى احتمالية سحب الجنسية منه وإعادته إلى المغرب وطنه الأصلي، حسبما ذكرت وسائل إعلام بلجيكية أمس.
وقالت صحيفة "ستاندرد" اليومية إن بلقاسم (35 عاماً) والمعروف بأنه أحد أبرز قيادات جماعات تجنيد الشباب للسفر للقتال في الخارج، عقد قرانه قبل أسابيع قليلة في سجن مدينة هاسلت، وإنه أراد بذلك تفادي احتمالية سحب الجنسية منه وإعادته إلى المغرب. وأشارت إلى أن بلقاسم تقدم بعدة طلبات من قبل لعقد القران في أثناء فترة سجنه في مدينة أنتويرب، ولكن كل هذه الطلبات قوبلت بالرفض من عضوة البلدية المختصة بهذا الملف، وهي زوهال ديمير التي تركت منصبها، وأصبحت الآن وزيرة دولة في الحكومة البلجيكية ومكلفة بملف تكافؤ الفرص ومكافحة الفقر.
وكان بلقاسم في السجن المؤقت منذ 3 سنوات تقريباً في انتظار الحكم النهائي في ملف جماعة الشريعة في بلجيكا وصدر القرار في بداية عام 2015 بالسجن لمدة 12 عاماً وغرامة 30 ألف يورو واعتبرته المحكمة مؤسس وزعيم جماعة الشريعة في بلجيكا، وهي جماعة إرهابية بحسب ما ذكرت الصحيفة، التي أضافت أن القاضي اعتبر بلقاسم قد لعب دوراً كبيراً في نشر الفكر المتشدد وتجنيد العشرات من الشباب الذين ذهبوا للقتال في مناطق الصراعات. وخلال جلسات المحاكمة أنكر بلقاسم كل هذه الاتهامات.
وفي السنوات التي سبقت إدانته واجه بلقاسم عدة ملفات قضائية تتعلق بارتكاب جرائم مثل الاعتداءات والدعوة إلى الكراهية والتمييز، ولهذا تقدم المدعي العام إلى محكمة الاستئناف العالي بطلب لسحب الجنسية البلجيكية من بلقاسم، وتساءل المدعي العام قائلاً: ماذا قدم بلقاسم لبلجيكا؟ مجيباً: فقط مخاطر تهدد المجتمع.
وقال فؤاد بلقاسم، إن السلطات القضائية في البلاد، بدأت النظر في مسألة إسقاط الجنسية عنه، وإن ذلك لم يأتِ على سبيل المصادفة في هذا التوقيت، وأشار إلى أن النظر في هذا الملف جاء بعد أسابيع قليلة، من رفضه عرضاً تلقاه من جهاز الاستخبارات البلجيكي، للتعاون معه للعمل مخبراً. ووصف بلقاسم، النظر من جانب السلطات القضائية في إسقاط الجنسية عنه بأنه عمل ظالم.
جاء ذلك في تصريحات عبر المراسلة بالبريد بين مجلة "هيمو" الأسبوعية البلجيكية، وبلقاسم. وفي إجابته على سؤال حول ملف إسقاط الجنسية، قال بلقاسم: لقد ولدت هنا في بلجيكا وعائلتي تعيش هنا وأجدادي جاءوا إلى بلجيكا منذ عام 1970 ولا أعرف في المغرب سوى بعض الأشياء التي زرتها على مدى عدة أسابيع طوال حياتي. وقال أيضاً: أنا بلجيكي، وبلجيكا جزء مني. ولمح بلقاسم إلى أن التوقيت لم يأتِ مصادفة، وقال: منذ نقلي إلى سجن هاسلت تلقيت عدة زيارات من عناصر جهاز الاستخبارات وسألوني 4 مرات أن أكون مخبراً لهم وأتعاون معهم، وفي مقابل ذلك سأحصل على مزيد من الراحة داخل السجن، ووعد بالإفراج المبكر عنه.
واختتم يقول إنه عقب رفضه عرض الوظيفة من جانب جهاز الاستخبارات، كان لا بد أن تنتقم الدولة، ولهذا انطلق المسار القضائي للنظر في سحب الجنسية البلجيكية، وقال: لقد أصبحت الفرصة حقيقية لتقديمي على طبق من ذهب إلى الجلادين في نظام محمد السادس، حسبما نقل الإعلام البلجيكي عن بلقاسم.
أرسل تعليقك