عكّرت الميليشيات الحوثية في صنعاء وعدد من المناطق الخاضعة لها أجواء العيد، عبر حملات التفتيش والاعتقال والحواجز الأمنية، في سياق الانتهاكات المتواصلة للجماعة الانقلابية بحق السكان المدنيين، وهو ما ضاعف من معاناتهم خلال الأيام الثلاثة الأخيرة.
وذكر شهود في صنعاء أن الجماعة الحوثية عززت النقاط التابعة لها في صنعاء بعشرات الحواجز الإضافية، كما ضاعفت من أعداد نقاطها الأخرى على الطرقات الرئيسية التي تربط العاصمة ببقية المحافظات، وسط قيامها بحملات تفتيش وتحقق من هويات السكان وسائقي السيارات. وأكد الشهود قيام الجماعة الحوثية باعتقال عدد من السكان أثناء أعمال التفتيش واقتيادهم إلى أماكن مجهولة، في الوقت الذي أدت فيه حملات التفتيش إلى اختناق الشوارع بالسيارات عند الحواجز الأمنية التي استحدثتها عناصر الجماعة.
وجاء الاستنفار الحوثي في صنعاء في ظل تصاعد حالة الرفض للجماعة في أوساط السكان وعلى وقع المخاوف المستمرة لدى عناصر الميليشيات من اندلاع أعمال مناهضة للوجود الحوثي بالتزامن مع حالة الانهيار التي تشهدها صفوف الجماعة في جبهات القتال.
وأكدت المصادر قيام عناصر الجماعة في النقاط المنتشرة بين الطرق الرئيسية التي تربط صنعاء وذمار والبيضاء والضالع وإب بحملات تفتيش واعتقالات في صفوف المسافرين، لا سيما على طريق ذمار البيضاء المتجهة إلى مناطق سيطرة الشرعية في محافظة مأرب.
وذكر مسافرون أن النقطة الحوثية الموجودة عند مخرج مدينة رداع أوقفت خلال الأيام الماضية العشرات من المسافرين، بينهم عائلات تضم نساء وأطفالاً ومنعتهم من السفر إلى مأرب في سياق التضييق على السكان ومنع تحركاتهم بغرض السفر إلى الخارج أو الانتقال للإقامة في مناطق سيطرة الشرعية.
ويتهم ناشطون يمنيون عناصر الجماعة الحوثية في هذه النقطة بارتكاب سلسلة متواصلة من الانتهاكات بحق المسافرين وإخفاء بعضهم واقتياد آخرين إلى سجون الجماعة السرية، بعد تلفيق التهم لهم بموالاة الشرعية أو التعاون مع التحالف الداعم لها.
وحسب مصادر أمنية وحقوقية، كانت الجماعة الحوثية أطلقت نحو 300 مسافر قبيل عيد الأضحى ممن كان تم اعتقالهم خلال الأشهر الماضية في نقطة الميليشيات الموجودة في مدينة رداع، في الوقت الذي ترجح فيه المصادر وجود العشرات ممن لا يزالون في معتقلات الجماعة في محافظة البيضاء.
وأفاد سكان في محافظة الحديدة بأن عناصر الجماعة الحوثية استحدثوا جملة من النقاط الأمنية على مداخل مدن المحافظة ومديرياتها وسط أعمال دهم وتفتيش للمنازل ولسيارات المسافرين وللمارة على متن الدراجات النارية ضمن أعمال القمع المتواصلة بحق سكان المحافظة.
وأكدت المصادر أن المسلحين الحوثيين استحدثوا عدداً من النقاط في محيط وشوارع مدينة زبيد، وسط تشديد أمني يشمل تفتيش هواتف السكان والتحقق من هوياتهم، إلى جانب قيام الجماعة باعتقال كثير منهم ممن تتهمهم بأنهم من مناصري الشرعية والقوات المشتركة التي تطرق أبواب المدينة.
وأفاد شهود لـ"الشرق الأوسط" بأن عناصر الميليشيات فرضوا على المارة في مدينة زبيد تفتيش هواتفهم وتهديد من يرفض بإطلاق النار عليه أو اعتقاله بتهمة مناهضة الجماعة ومناصرة القوات الحكومية.
وذكرت المصادر أن الحملات الحوثية أسفرت عن اعتقال أكثر من 150 مدنياً من سكان زبيد خلال الأيام الثلاثة الأخيرة، من بينهم قيادات حزبية محلية في حزب "المؤتمر الشعبي" في سياق مخاوف الجماعة الحوثية من انتفاض سكان المدينة ضد وجودها الانقلابي.
وأفادت مصادر محلية في محافظة حجة الحدودية بأن عناصر الجماعة الحوثية أقاموا مزيدا من نقاط التفتيش على الطريق الرئيسية بين مديريتي عبس وحيران، كما أقدموا على منع وصول المواد الغذائية والسلع الأخرى باتجاه مناطق وقرى مديرية حيران المحررة، في سياق رغبة الجماعة في معاقبة السكان المدنيين والانتقام منهم جراء ترحيبهم بقوات الشرعية.
أرسل تعليقك