بروكسل ـ نبيل الفيشاوي
اعتقلت الشرطة البلجيكية، سيدة تبلغ من العمر 25 عامًا، تسكن وتعمل في مدينة هرستال التابعة لمقاطعة لياج القريبة من الحدود مع هولندا، وذلك على خلفية التحقيق في ملف له صلة بالإرهاب. وقالت محطة التلفزة البلجيكية «في تي إم»، إن السيدة اعتقلتها الشرطة، الخميس، في مكان عملها بأحد مراكز الاتصالات، وذلك عقب اكتشاف عدة محاولات من جانبها للسفر إلى سورية، ولكن كل هذه المحاولات باءت بالفشل لأسباب مختلفة.
وخضعت السيدة للتحقيق معها من جانب رجال الشرطة، وبعد ذلك جرت إحالتها إلى قاضي التحقيقات الفيدرالي. ونقلت تقارير إعلامية في بروكسل تصريحات لمديرها في العمل أدلى بها لمحطة التلفزة الناطقة بالفرنسية «آر تي إل»، قال فيها إنه لم يلحظ أي شيء على الموظفة الشابة خلال الفترة الماضية، وإنه فوجئ بالأمر. وقبل أسابيع قليلة وفي النصف الثاني من مارس/ آذار الماضي بالتحديد، عاقبت محكمة بلجيكية 3 سيدات غيابيًا بالسجن لمدة 5 أعوام وغرامة مالية على خلفية المشاركة في أنشطة جماعة إرهابية، كما أصدرت قرارًا يقضي بسرعة اعتقالهن في أقرب وقت لتنفيذ العقوبة.
وفي رد فعل على قرار المحكمة، قال المحامي البلجيكي والتر دامين المكلف بالدفاع عن سيدتين من الثلاث، إنه ليس لديه أي اعتراض على سرعة اعتقال موكلتيه بعد أن أظهرتا الرغبة في العودة من سورية إلى بلجيكا واحترام أي عقوبة تصدر من القضاء البلجيكي
وصدر قرار المحكمة في أنتويرب البلجيكية، شمال البلاد، وتضمن عقوبة السجن لمدة 5 أعوام وغرامة مالية 8 آلاف يورو ضد كل من تتيانا "25 عامًا" وبشرى "25 عامًا" وكوثر "30 عامًا"، بتهمة المشاركة في أنشطة جماعة إرهابية، وقالت في نص القرار إن السيدات الثلاث كان لهن نشاطًا ملحوظًا في «داعش» من خلال الزواج باثنين من المقاتلين في صفوف التنظيم وتربية أطفال في هذا المحيط الذي قد ينتهي بهم إلى مصير الآباء نفسه. أما الثالثة وهي كوثر، فقد لعبت دورًا في تسهيل زواج الفتيات بالمقاتلين في صفوف «داعش»، كما أنهن أظهرن صراحة التأييد والدفاع عن عقيدة «داعش»، ما يجعلهن خطرًا على المجتمع «ونأمر باعتقالهن في أقرب وقت ممكن».
وبالتزامن مع صدور القرار من المحكمة، كان الإعلام البلجيكي قد نشر تصريحات لكل من تتيانا وبشرى أعربتا فيها عن الندم عن تصرفاتهما السابقة، وتريدان تصحيح هذه الأخطاء، وجاء ذلك في تصريحات لمحطة التلفزة البلجيكية «في آر تي» من داخل أحد المعسكرات المغلقة في شمال سورية، حيث يوجد عدد من أرامل وزوجات الدواعش ينتظرن تقرير مصيرهن.
وكانت النيابة العامة قد طالبت بعقوبة السجن لكل من الأرملتين لمدة 5 أعوام، وعلقت تتيانا بالقول: «حتى لو صدر ضدنا حكم بالسجن 20 عامًا، سنحترم قرار المحكمة». بينما قالت بشرى: «ما دام أن أطفالنا في أمان وسيذهبون إلى المدرسة ويعيشون حياة طبيعية في بلجيكا، لا يهم بعد ذلك أي شيء». وعلق عضو البرلمان البلجيكي بيتر ديروفر من كتلة التحالف الفلاماني أكبر الأحزاب في الائتلاف الحكومي الحالي بالقول «لن نسعى لإعادة اللائي سافرن عن عمد إلى تنظيم داعش وسبق لهن أن هاجمن الدولة البلجيكية عبر وسائل التواصل الاجتماعي».
أرسل تعليقك