طهران ـ مهدي موسوي
تعمق التوتر بين الحكومة الإيرانية والقضاء بعدما رفض المتحدث باسم إدارة حسن روحاني، محمد رضا نوبخت، أمس الثلاثاء، موقف رئيس السلطة القضائية من رفع الإقامة الجبرية عن الزعيمين الإصلاحيين ميرحسين موسوي ومهدي كروبي، ودعاه إلى مناقشة القضايا الحساسة عبر مجلس الأمن القومي بدلا من نقلها إلى المجتمع، وفي الوقت نفسه رد نوبخت على اتهام وجهه المرشح الخاسر إبراهيم رئيسي إلى الحكومة حول هندسة الانتخابات الرئاسية التي جرت في 19 مايو/أيار الماضي وفاز فيها روحاني بـ23 ميلون صوت.
وأعلنت وزارة الداخلية الإيرانية رسميا أمس تأييد نتائج الانتخابات الرئاسية من قبل لجنة صيانة الدستور، وفي نفس الوقت قال المتحدث باسم لجنة صيانة الدستور عباس كدخدائي إن اللجنة أرسلت تقريرا حول الخروقات الانتخابية إلى القضاء الإيراني. وقابل نوبخت تصريحات رئيس القضاء صادق لاريجاني حول وعود الرئيس الإيراني حسن روحاني برفع الإقامة الجبرية عن المرشحين الإصلاحيين ميرحسين موسوي وكروبي بدعوته إلى مناقشة القضية في المجلس الأعلى للأمن القومي بدلا من سريان تلك القضايا إلى الشارع الإيراني
وعن برامج الحكومة بعد تحذير لاريجاني بإنهاء تكريس النقاش حول الإقامة الجبرية وجه نوبخت تنويها إلى رئيس القضاء بوجود ثلاث سلطات هي البرلمان، والحكومة، والقضاء في هيكل النظام الإيراني، مضيفا أن رئيس الجمهورية، مسؤول عن تنفيذ الدستور وبإمكانه ممارسة صلاحياته، وفق ما نقلت عنه وكالة "إرنا" الرسمية. كما حذر من تعميق الهوة بين السلطات الثلاث بسبب المواقف السياسية وتحت تأثير التنافس الحزبي في الانتخابات، مطالبا القضاء بالابتعاد عن الانحياز لصالح تيار سياسي بعينه والحفاظ على حياده. وقال نوبخت في مؤتمره الأسبوعي، إن الحكومة لا ترد على تصريحات الآخرين وإنما هي مسؤولة عن سياسات الحكومة. وجاء تعليقه ردا على سؤال حول تقسيم أصوات الناخبين إلى حلال وحرام وهندسة الانتخابات
في شأن متصل، أصدرت وزارة الداخلية الإيرانية أمس بيانا ردا على رسالة مفتوحة من رابطة طلبة الجامعات الإيرانية التابع للتيار المحافظ حول دور الوزارة في تجاوزات انتخابية، وهددت الوزارة بملاحقة المسؤولين عن الرسالة بشكل قانوني، وقالت إن الرسالة تضمنت معلومات غير واقعية تهدف إلى تشويش الرأي العام وفق ما نقلت وكالة أنباء «إرنا» الرسمية.
من جهة ثانية، دعا ممثل خامنئي في مجلس تشخيص مصلحة النظام سعيد جليلي إلى إعلان حكومة ظل في إيران، وقال جليلي عبر حسابه في "تويتر" إن "حكومة الظل لسان الشعب الناطق لتحقق مطالبه من قبل الحكومة والوصول إلى الأوضاع المطلوبة". وفي إشارة إلى التشكيك في مسار عملية الانتخابات من قبل المحافظين، قال جليلي: "يجب احترام الخيار النهائي للشعب"، داعيا القوى الداعمة لرئيسي لـ"تأكيد وتبيين خطابها".
أرسل تعليقك