بيروت - العرب اليوم
استأنفت القيادات اللبنانية مشاوراتها في ملف تشكيل الحكومة الجديدة، وسط أجواء تفاؤلية تعمد معظم الأطراف ضخها أمس، وتحدثت عن بصيص أمل قد يقود إلى ولادة الحكومة قريباً بعد مضي أربعة أشهر ونصف الشهر على عملية التكليف. وتوّج ذلك باللقاء الذي عقد بين رئيس الجمهورية ميشال عون، والرئيس المكلّف سعد الحريري في القصر الجمهوري، مساء الاربعاء، وتقاطعت مع مواقف للقوى المعنية بتعقيدات الأزمة الحكومية. وعبّر الحريري بعد اجتماعه مع عون لمدة ساعة كاملة عن تفاؤله بإمكانية تشكيل الحكومة قريباً، وقال في تصريح مقتضب بعد اللقاء: "تشاورت مع الرئيس، واتفقنا على وجوب الإسراع في تشكيل الحكومة اللبنانية بسبب الوضع الاقتصادي، وأنا متفائل جداً". يُذكر أن الحريري سيجري مساء اليوم الخميس لقاء مع تلفزيون "MTV" يتحدث فيه مطولاً عن جميع مواضيع الساعة.
هذه الانفراجات عبّرت عنها مصادر القصر الجمهوري، التي كشفت عن توفّر أجواء حقيقية لتشكيل الحكومة، هي عبارة عن أفكار واقتراحات بحثها الحريري من الرئيس عون. وأكدت أن معظم هذه الأفكار تتضمن إجابات على التحفظات التي وضعها رئيس الجمهورية على الصيغة السابقة، وهذا لا يعني أن الحكومة ستشكّل الآن، لكن بالتأكيد تكوّن مناخ جديد يشكّل أرضية لبحث جدي في تشكيلة الحكومة، وإذا ترجمت هذه الأجواء الإيجابية قد تبصر الحكومة النور في خلال أيام أو أسبوعين على أبعد تقدير.
أجواء التفاؤل هذه بدأ التمهيد لها من مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، حيث أعلن رئيس مجلس النواب نبيه برّي أن "ألف باء الحلّ للأزمات القائمة يبدأ بتشكيل حكومة في أسرع وقت ممكن". وكشف عن بصيص أمل في هذا المجال يتجلّى في لقاء الرئيسين عون والحريري.
ولا تخفي القوى السياسية خطورة التهديدات الإسرائيلية، والتحضير لمواجهتها بدءاً بتشكيل الحكومة، وشددت كتلة "التحرير والتنمية" التي يرأسها رئيس مجلس النواب نبيه بري، على أن التصريحات والتهديدات الإسرائيلية تستدعي الوحدة الوطنية التي تشكل السلاح اللبناني وتدعو اللبنانيين إلى التعامل بجدية معها. ورأت أن الوضع القائم يستدعي تشكيل حكومة لإخراج البلاد من الأزمات.
من جهته، اعتبر رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، أن العقبة الوحيدة الأساسية أمام تشكيل الحكومة داخلية، وتتمثل بمحاولة تحجيم النتائج التي أفزرتها الانتخابات النيابية للقوات اللبنانية. وقال في تصريح: الأرقام أكدت أن ثلث الصوت المسيحي صب لمصلحة (القوات) ما يفترض منطقيا حصولها على ثلث الصوت المسيحي في الحكومة، وها نحن نُحرم من هذا الحق. ورأى أن لا لزوم لحكومة الضرورة، فثمة خطوات بالغة الأهمية يفترض اتخاذها اليوم قبل أن ينزلق البلد إلى الهاوية السحيقة، فليشكلوا الحكومة اليوم قبل الغد. ورأى أن الخروج من أزمة التشكيل يتطلب تدخل رئيس الجمهورية شخصياً وإعطاء كل ذي حق حقه، متمنياً على الرئيس شخصياً الإقدام على هذه الخطوة لإحقاق الحق استناداً إلى نتائج الانتخابات.
أرسل تعليقك