تفاصيل توضح قرارات حكومة الدبيبة تفجّر خلافات الليبيين حول أهدافها
آخر تحديث GMT07:42:25
 العرب اليوم -

تفاصيل توضح قرارات حكومة الدبيبة تفجّر خلافات الليبيين حول أهدافها

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - تفاصيل توضح قرارات حكومة الدبيبة تفجّر خلافات الليبيين حول أهدافها

رئيس الحكومة الليبية عبد الحميد الدبيبة
طرابلس - العرب اليوم

أحدثت القرارات التي أصدرها مؤخراً عبد الحميد الدبيبة، رئيس الحكومة الليبية، بهدف تحسين الأوضاع المعيشية لشرائح كبيرة بالمجتمع، تبايناً بين المواليين للحكومة والمعارضين لها. وفيما رأى بعض السياسيين أنها تستهدف البحث عن تأييد الشارع في مواجهة مجلس النواب، نظر إليها آخرون على أنها حق مشروع للمواطنين. بداية، يرى عضو مجلس النواب، إسماعيل الشريف، أن بعض الليبيين استقبلوا القرارات الحكومية بارتياح؛ خصوصاً تلك المتعلقة بالمنح، وزيادة الرواتب، إلا أنه قال إن هذا «لا ينفي أن غالبية المواطنين يريدون الاطمئنان على مستقبل أبنائهم في قادم الأيام، أو أنهم يعيشون حياة مستقرة، وهذا لن يتحقق إلا عبر الانتخابات». وأضاف الشريف في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن الانتخابات الرئاسية «ستحقق السيادة الوطنية، فيما ستفرز (التشريعية) مجلساً نيابياً قوياً، يشرع قوانين ترسخ تحقيق العدالة الاجتماعية، ومراقبة الإنفاق العام».

وكان الدبيبة قد أصدر في أعقاب سحب الثقة من حكومته قراراً يقضي بزيادة أجور المعلمين، ووعد بقية القطاعات العامة بزيادة رواتبهم أيضاً، كما أصدر قراراً بتخصيص مبلغ مليارين وربع المليار دينار لصالح صرف علاوة الزوجة والأبناء للأشهر الستة الأخيرة للعام الحالي. لكن الشريف استدرك موضحاً أن أغلب القرارات التي اتخذتها الحكومة مؤخراً سبق للبرلمان مناقشتها، بل إصدار قوانين بشأنها على مدار الأعوام الأخيرة «لإدراكه بأهميتها، بل طالب الحكومة بعد تسلمها مسؤولياتها بتنفيذها، لكنها تعللت حينذاك بعدم وجود ميزانية». مشيراً إلى أن «عدم معارضة البرلمان لكل هذه القرارات، التي اتخذتها الحكومة، سواء بعد سحب الثقة، أو خلال فترة مساءلتها، يعود لإدراكه بأنها حقوق أصيلة لمستحقيها، وأنه لم يكن ينبغي استخدامها كوسيلة استقطاب، أو ابتزاز سياسي من أي طرف كان».

وإلى جانب حرصه على المشاركة في توزيع صكوك مبادرة منحة الزواج، التي أطلقها منتصف أغسطس (آب) الماضي، وخصص لها مليار دينار، والتي تستهدف تزويج 50 ألف شاب وشابة، أصدر الدبيبة قراراً بتشكيل لجنة مركزية لدراسة طلبات الحصول على الجنسية الليبية لمناقشة الصعوبات، التي تواجه الحاصلين على الأرقام الإدارية، وكذلك أبناء الليبيات المتزوجات من أجانب. من جهتها، اعتبرت سليمة بن نزهة، عضو «المجلس الوطني للحريات العامة وحقوق الإنسان»، أن مشاعر الترحيب والاستحسان التي استقبل بها البعض القرارات الحكومية «ليست إلا تعبيراً عن بساطة تطلعات الشعب وأحلامه»، وقالت بهذا الخصوص إن «الاستفادة الحقيقية لأي مواطن ليبي تكمن في بناء المستشفيات، وتمهيد الطرق، واسترجاع الحقوق، والاستفادة من المواد الخام، وتشغيل المصانع المتوقفة بعموم البلاد، وخاصة بالجنوب. وبالتالي لا بد من خلق وظائف ليتمكن الشاب من إيجاد دخل له».

بدورها، رأت آمال الناني، مديرة جمعية «أنا ليبية وابني غريب»، أنه رغم الاهتمام الحكومي بشريحة الليبيات المتزوجات من أجانب، فإنها أكدت لـ«الشرق الأوسط» أن المساعدة الحقيقية في حل مشكلات تلك الفئة «يكمن في تفعيل قانون 24 لسنة 2010 بشأن أحكام منح الجنسية، وليس تشكيل مزيد من اللجان، التي ستستغرق مزيداً من الوقت، ما يعني استمرار هذه الشريحة». وعارضت الناشطة الليبية الآراء، التي ترى أن الشارع لم يستفد شيئاً من حكومة «الوحدة» الوطنية إلا بعد تفجر الخلاف بين الأخيرة ومجلس النواب، وقالت بهذا الخصوص: «الدبيبة وفريقه الوزاري حركوا كثيراً من الأمور المتوقفة بالبلاد، وبدرجة كبيرة، وهناك إشادة حقيقية من الليبيين بجهود بعض وزرائها، ومن بينهم وزيرة الخارجية نجلاء المنقوش، التي تسعى لإعادة هيكلة صحيحة لعمل السفارات الليبية بالخارج».

أما عضو المجلس الأعلى للدولة، عادل كرموس، فيختلف بشدة مع تفسير البعض للقرارات الحكومية الأخيرة، واعتبارها مجرد محاولة من الدبيبة لكسب تأييد الشارع لمواجهة البرلمان، وقال موضحاً: «من يقول بهذا يتناسى أن اللوم في تعطيل بعض القرارات، التي أصدرها البرلمان منذ سنوات، يجب أن يوجه لرؤساء الحكومات السابقة، وليس للدبيبة». وأضاف كرموس أن «رئيس الحكومة سبق أن أعطى تصريحات بشأن أغلب تلك القرارات قبل أن يصطدم مع البرلمان»، لافتاً إلى أن البعض «يتناسى أن المال العام الليبي ينهب من سنوات، دون أن يستفيد منه المواطنون، وجلّ الليبيين كانوا يتمنون من الحكومات السابقة العمل لصالح البلاد وأهلها». وأرجع كرموس انحياز الشارع مبكراً للدبيبة في خلافه مع مجلس النواب لإدراكه بمدى ما تبذله الحكومة من جهود، ولنجاحه في التواصل المباشر مع الجميع، وتفهمه لأدق مشكلاتهم مقارنة بمن سبقوه. ورأى أن «هذا الفهم ظهر جلياً في تركيزه على معالجة أسباب عزوف الشباب عن الزواج، وتصديه لقضية منح الجنسية، التي ظلت عالقة لسنوات قبله، مع حرصه على وجود لجان مسؤولة للحيلولة دون حدوث أي تأثيرات تتعلق بالهوية والأمن القومي، أو على العملية الانتخابية، وذلك بإضافة أصوات لسجل الناخبين كما يتخوف البعض». وانتهى كرموس قائلاً: «نحن لسنا مع استمرار الإنفاق على معالجة بعض القضايا، دون الاهتمام بمشروعات التنمية المستدامة، طبقاً لخطط اقتصادية واضحة، وأعتقد أن الحكومة تعرف هذا، لكنها ترغب في تقديم ترضيات بسيطة للمواطن بعد فترة عناء طويلة»

قد يهمك ايضا 

البرلمان الليبي يطالب بفتح تحقيق مع الدبيبة بشأن منح الجنسية لفئات محددة

الدبيبة يؤكد ضرورة إجراء الانتخابات في موعدها

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تفاصيل توضح قرارات حكومة الدبيبة تفجّر خلافات الليبيين حول أهدافها تفاصيل توضح قرارات حكومة الدبيبة تفجّر خلافات الليبيين حول أهدافها



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف
 العرب اليوم - دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 08:50 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
 العرب اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 08:28 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية
 العرب اليوم - واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"فولكس فاغن" تتمسك بخطط إغلاق مصانعها في ألمانيا

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 15:39 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا يوسف تخوض تحديا جديدا في مشوارها الفني

GMT 15:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 14:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 17:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

حماس تعلن مقتل رهينة بقصف إسرائيلي شمالي غزة

GMT 08:28 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية

GMT 08:16 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

"حزب الله" يعلن استهداف قوات إسرائيلية في الخيام والمطلة

GMT 08:32 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 22:49 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

غارة إسرائيلية على معبر حدودي بين سوريا ولبنان

GMT 17:46 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الشيوخ الأميركي يطالب بايدن بوقف حرب السودان
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab