فرنسا تراهن على الشراكة مع أستراليا لتشكيل محور ثلاثي يضم الهند
آخر تحديث GMT11:48:45
 العرب اليوم -

فرنسا تراهن على الشراكة مع أستراليا لتشكيل محور ثلاثي يضم الهند

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - فرنسا تراهن على الشراكة مع أستراليا لتشكيل محور ثلاثي يضم الهند

سكوت موريسون رئيس الوزراء الأسترالي
باريس ـ مارينا منصف

قد لا يعرف كثيرون أن بين فرنسا وأستراليا حدوداً مشتركة بفعل انتماء جزيرة كليدونيا الجديدة لفرنسا التي لها ممتلكات متعددة في المحيطين الهندي والهادي، ويبلغ عدد الفرنسيين في هذه المنطقة ما لا يقل عن 1.6 مليون نسمة.

وفي السنوات الأخيرة، نمت بين البلدين علاقات عسكرية واستراتيجية تُوّجت أمس بالتوقيع النهائي على ما وصفته الصحافة الفرنسية بـ«اتفاق القرن» الخاص بعقد قيمته 50 مليار دولار، تبيع بموجبه باريس لكانبيرا 12 غواصة من الجيل الجديد.

العقد الجديد الذي يعد الأضخم من نوعه، بالغ الأهمية بالنسبة للصناعات الدفاعية الفرنسية، وخصوصا لشركة «نافال غروب» المتخصصة بالصناعات والبحرية التي تساهم بها الدولة الفرنسية. إضافة إلى طابعه الصناعي - التجاري، فإنه يعكس وفق المحللين الفرنسيين أمرين متلازمين: الأول، أهمية «الشراكة الاستراتيجية» القائمة بين باريس وكانبيرا والتي يشكل هذا العقد أفضل تعبير عنها. والثاني، أنه يوضح الطموحات الاستراتيجية لأستراليا في منطقة تشكو بالدرجة الأولى من الخطط الصينية، ورغبة بكين في التمدد في بحر الصين ومياه المحيط الهادي.

أقرأ يضًا

- القوات الفرنسية تدعم الجيش التشادي لعرقلة تقدم "عدائي" لرتل من 40 آلية

وكان العقد قد وقع أمس في العاصمة الأسترالية بحضور رئيس الحكومة سكوت موريسون، ووزيرة الدفاع الفرنسية فلورانس بارلي. والجدير بالذكر أن الرئيس ماكرون قام بزيارة رسمية لأستراليا العام الماضي، وكان هذا العقد أحد المحاور الأساسية التي طرحها في محادثاته مع كبار المسؤولين الأستراليين. إلا أن التفاهم الأولي على الاتفاق يعود للعام 2016، أي قبل أن يصبح ماكرون رئيساً للجمهورية في ربيع عام 2017.

وبمناسبة التوقيع، أعلن موريسون أن العقد الذي وصفه بـ«الخطة الطموحة للغاية» يشكّل «أكبر استثمار دفاعي في زمن السلم» تقوم به أستراليا. بيد أنه يتعين على كانبيرا أن تنتظر طويلا (11 عاماً) قبل أن تتسلم أول نموذج من الغواصات الـ12 التي ستبنى غالبيتها في مرفأ أديلاييد. وبموجب العقد، يتوجب على الشركة الفرنسية أن تبني حوضاً لبناء السفن «الغواصات» في المدينة المذكورة. ذلك أن المنافسة الشرسة التي خاضتها شركة «نافال غروب» تفرض عليها شروطا صعبة لجهة نقل التكنولوجيا وبناء الغواصات محلياً. وسينجز بناء آخر غواصة في عام 2040، على أن تسري التزامات الشركة الفرنسية لعشرين عاما إضافية.

في كلمتها بمناسبة التوقيع، أمس، أشارت بارلي إلى هذا الجانب بقولها إنه «يتعين توافر قدر كبير من الثقة لأستراليا لتراهن على فرنسا وكثير من اليقظة لفرنسا لتتقاسم مع أستراليا كفاءاتها (التقنية) المتأتية عن استثمارات ضخمة لعقود كثيرة، كما أنه في قلب (محافظة فرنسا) على سيادته واستقلاليتها الاستراتيجية». وثمة أصوات تسمع دوريا في فرنسا توجه سهامها للعقود المبرمة، التي تتخلى الشركات الفرنسية بموجبها عن أجزاء واسعة من معارفها ومهاراتها الفنية. وقد حصل ذلك في العقد الضخم الذي أبرم قبل عامين مع الهند في أكبر صفقة لطائرات الرافال الفرنسية التي تصنعها شركة داسو للطيران. وتراهن «نافال غروب» على العقد الأسترالي لتشجيع بلدان أخرى على الاحتذاء بكانبيرا، وأولها على اللائحة هولندا التي تسعى بدروها لتعزيز قوتها البحرية.

وترى باريس أن تزويد البحرية الأسترالية بهذا النوع من الغواصات المتفوقة تقنيا وعسكريا سيمكن كانبيرا من أن تكون لها حضور عسكري متقدم في منطقة تشهد تصارع الأطماع الصينية والأميركية، إضافة إلى القوى الإقليمية. وتمثل أستراليا بالنسبة لفرنسا اليوم «أفضل صديق» في المحيط الهادي، فيما علاقاتهما في جميع المجالات تتطور باضطراد خصوصا في الميدانين العسكري والاستراتيجي.

بيد أن العلاقات بين الطرفين لم تكن دائما بهذا المستوى، إذ إنها تدهورت في تسعينات القرن الماضي عندما قرر الرئيس شيراك عام 1995 استئناف التجارب النووية الفرنسية تحت الأرض في أرخبيل بولينيزيا الفرنسي وتحديدا في جزيرتي موروروا وفانغاتوفا. بيد أن الأمور تغيرت عندما وقعت باريس في عام 1996 على التزام الامتناع عن إجراء تجارب نووية إضافية.

ونقلت صحيفة «لي زيكو» في عددها أمس، عن مالكولم ديفيس وهو باحث أسترالي في «المعهد السياسي الاستراتيجي»، أن بلاده ترى في الصين «شريكا دبلوماسيا وتجاريا مهما، إلا أنها قلقة من سياسة بكين الخارجية والدفاعية الأكثر تشددا شيئا فشيئا، خصوصا لجهة تسليح بحر الصين الجنوبي، إضافة إلى ما تقوم به من لتعزيز نفوذها في الجزء الجنوبي من المحيط الهادي، ومنافسة الهيمنة الأميركية الاستراتيجية (التقليدية) فيها».

وليست فرنسا بعيدة عن هذه المشاغل. ففي زيارته إلى أستراليا في ربيع العام الماضي، وهي الثانية فقط لرئيس فرنسي إلى هذا البلد، دعا ماكرون لبناء محور فرنسي - أستراليا - هندي. وبعد صفقة الرافال الكبرى للهند، جاءت صفقة الغواصات لتعطي مضمونا دفاعيا لرغبات باريس. وخلال زيارته المشار إليها إلى سيدني العام الماضي، اعتبر ماكرون أن محورا كهذا «سيمكن من التعاطي مع الصين من موقع «الشراكة المتكافئة». كذلك، أسفرت الزيارة عن التوقيع على اتفاق للتعاون اللوجيستي لقوات البلدين في المنطقة التي تقوم دوريا بتمارين عسكرية مشتركة.

بيد أن الولايات المتحدة تبقى الشريك الاستراتيجي الأول لأستراليا في المنطقة. والبلدان ينتميان إلى ما يسمى تحالف «العيون الخمسة» الأنكلو - ساكسونس لجهة تقاسم المعلومات الاستخبارية والتكنولوجيا العسكرية. ويضم التحالف، إضافة إلى الولايات المتحدة وأستراليا بريطانيا وكندا ونيوزيلاندا وكلها تتحدث الإنجليزية. إلا أن لواشنطن شراكات دفاعية أساسية أخرى في المنطقة، بدءا من اليابان وكوريا الجنوبية وصولا إلى الفلبين والهند وسنغافورة وفيتنام. والخلاصة أن فرنسا تستطيع أن تكون شريكاً مهماً في المنطقة، ولكن ليس الشريك الأول.

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا

- أستراليا تعترف رسميًا بالقدس المحتلة عاصمة لـ"إسرائيل"

- صائب عريقات يدعو جميع الدول العربية إلى قطع العلاقات مع أستراليا

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فرنسا تراهن على الشراكة مع أستراليا لتشكيل محور ثلاثي يضم الهند فرنسا تراهن على الشراكة مع أستراليا لتشكيل محور ثلاثي يضم الهند



GMT 10:34 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
 العرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 13:32 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 العرب اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 10:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
 العرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 09:52 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

أحمد حلمي يكشف تفاصيل لقائه بتركي آل الشيخ وجيسون ستاثام
 العرب اليوم - أحمد حلمي يكشف تفاصيل لقائه بتركي آل الشيخ وجيسون ستاثام

GMT 10:40 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

الكرملين ينفي طلب أسماء الأسد الطلاق أو مغادرة موسكو
 العرب اليوم - الكرملين ينفي طلب أسماء الأسد الطلاق أو مغادرة موسكو

GMT 03:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 04:01 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 20:58 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الجيش الأميركي يقصف مواقع عسكرية في صنعاء

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

موسكو تسيطر على قرية بمنطقة أساسية في شرق أوكرانيا

GMT 14:19 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إلغاء إطلاق أقمار "MicroGEO" الصناعية فى اللحظة الأخيرة

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

وفاة جورج إيستام الفائز بكأس العالم مع إنجلترا

GMT 17:29 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

سائق يدهس شرطيا في لبنان

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إصابات بالاختناق خلال اقتحام الاحتلال قصرة جنوبي نابلس

GMT 07:06 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مقتل 6 في غارة إسرائيلية على مدرسة تؤوي نازحين بغزة

GMT 17:33 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

حرب غزة ومواجهة ايران محطات حاسمة في مستقبل نتنياهو

GMT 14:05 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

مي عز الدين بطلة أمام آسر ياسين في رمضان 2025

GMT 03:30 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

11 قتيلا وعشرات الجرحى إثر حادث دهس في سوق بألمانيا

GMT 08:45 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب توفيق يكشف للمرة الأولى سراً عن أشهر أغانيه

GMT 09:03 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

تامر حسني يشوق جمهوره لدويتو مع رامي صبري

GMT 14:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مدحت صالح يروى صفحات من قصة نجاحه على المسرح الكبير

GMT 14:05 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab