الجزائر تلجأ إلى الإعلام لإظهار الوجه الإنساني السّمح مع المهاجرين
آخر تحديث GMT09:10:27
 العرب اليوم -

الجزائر تلجأ إلى الإعلام لإظهار "الوجه الإنساني السّمح" مع المهاجرين

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - الجزائر تلجأ إلى الإعلام لإظهار "الوجه الإنساني السّمح" مع المهاجرين

الحكومة الجزائرية
الجزائر ـ سناء سعداوي

دعت الحكومة الجزائرية مراسلي وسائل الإعلام الأجنبية العاملين في البلاد إلى تغطية عملية ترحيل مئات المهاجرين السريين، المتحدرين من جنوب الصحراء، التي ستجري خلال الأسبوع الجاري، انطلاقا من مدن بالشمال إلى الحدود مع النيجر.

وتريد السلطات الجزائرية من خلال "إشهاد" الإعلام الدولي على موجات الترحيل، إظهار "الوجه الإنساني السمح" في تعاملها مع المهاجرين المقيمين لديها بطريقة غير قانونية، وهو بمثابة رد على انتقادات حادة لمنظمات حقوقية دولية بشأن هذه القضية.

وقال مراسل صحيفة فرنسية لـ"الشرق الأوسط"، إن وزارة الإعلام الجزائرية طلبت منه لأول مرة تغطية نشاط رسمي، موضحا أنه سيسافر مع "الهلال الأحمر الجزائري"، الذي أشرف على التحضير لترحيل نحو 400 مهاجر إلى الحدود مع النيجر، يتحدرون من عدة بلدان بالساحل الأفريقي، منها مالي والنيجر وبوركينافاسو.

وذكر الصحافي أن الوزارة دعته إلى "الاستعداد إلى السفر، لكنها لم تذكر التاريخ بالتحديد، لكن بلغني أن العملية ستتم قبل الخميس المقبل".

يذكر أن "الهلال الأحمر الجزائري" هو من وفر الإمكانيات البشرية واللوجيستية لموجات الترحيل، الجارية منذ نهاية العام الماضي.

وأفاد مصدر في وزارة الداخلية بأن الدعوة لتغطية عملية الترحيل الجديدة لا تشمل الصحافة المحلية: "فقد أردنا للصحافة الأجنبية التي تأخذ ما تنشره المنظمات الحقوقية الأجنبية على أنه حقيقة مطلقة، أن تكون شاهدة على عكس مزاعم خطيرة"، في إشارة إلى اتهام الجزائر بـ"سوء معاملة المهاجرين"، و"ممارسة التمييز العنصري ضدهم"، و"التملص من التزاماتها الدولية بشأن عدم ترحيل المهاجرين العمال".

وبحسب المصدر ذاته، فإن الإعلام الأجنبي الذي يغطي الأحداث في الجزائر "مدعو إلى نقل الحقيقة عندما يرى ممثلوه بأنفسهم شكل معاملة السلطات مع المهاجرين".

ودافع المصدر عن "حق الجزائر في الحفاظ على أمنها القومي، لأن ظاهرة الهجرة السرية مرتبطة بالمخدرات والاتجار بالبشر والإرهاب وتجارة السلاح".

وقال حسن قاسيمي، وهو مدير في وزارة الداخلية مكلف الهجرة السرية، من داخل مركز لجمع مهاجرين بالعاصمة صدر بحقهم قرار بالطرد، إن الجزائر "تبذل جهودا كبيرة لصالح المهاجرين فوق أراضيها وبخاصة في مجال المساعدة الإنسانية".

ودان تقارير دولية تحدثت عن "تخلي الجزائر عن مهاجرين في الصحراء الجزائرية"، وأوضح قاسيمي أن عمليات الترحيل الجارية منذ ستة أشهر كلفت خزينة الدولة 12 مليون دولار، مشيرا إلى تخصيص "مبلغ آخر في غضون أيام" لتمويل عمليات ترحيل جديدة، واللافت أن السلطات الجزائرية لا تكترث لدعوات التنظيمات الدولية ومجلس حقوق الإنسان بالأمم المتحدة بوقف الترحيل الجماعي للمهاجرين، وبخاصة طالبي اللجوء والعاملون في ورش للبناء، وهم بالآلاف.

وأضاف مسؤول الداخلية أن الجزائر "أنجزت أعمالا إنسانية في موريتانيا وفي حدودها مع مالي، حيث نقلت مساعدات إلى المناطق التي يواجه فيها السكان صعوبات، تتضمن كميات مهمة من الأغذية والأدوية ومولدات الطاقة الكهربائية، وبلغ عدد المستفيدين من المساعدات 56 ألفا".

وتابع قاسيمي مدافعا عن سياسة بلده في مجال الهجرة "لقد اتهمتنا جهات أجنبية زورا بأننا تخلينا عن 13 ألف مهاجر في الصحراء، والحقيقة أن هؤلاء هم من يقطعون الصحراء والفيافي، ويجازفون بأنفسهم للوصول إلى الجزائر، بينما نحن نساعدهم على العودة إلى بلدانهم بالتنسيق مع حكوماتهم".وردا على اتهام حكومته بالتخلي عن المهاجرين قال قاسيمي "نحن لم نتخلّ أبدا عن المهاجرين في الصحراء، وما على المنظمات غير الحكومية، التي تتهمنا بذلك، إلا أن تكون حاضرة في الميدان لتوفر الوسائل المهمة من غذاء ونقل، إن كانت تريد حقا حماية أرواح المهاجرين، فتشارك معنا في هذا الظرف حتى نتقاسم الأعباء معا"، مشيرا إلى أنه "يأسف لكون غالبية المهاجرين السريين فوق أرضنا يعيشون في محنة بأوطانهم، فحكوماتهم لا تلبي حاجياتهم الأساسية، ولهذا السبب يهاجرون بحثا عن عيش أفضل".

وقالت "هيومن رايتس ووتش" في تقرير صدر الخميس، إن الجزائر "رحّلت آلاف الرجال والنساء والأطفال منذ يناير/ كانون الثاني الماضي إلى النيجر ومالي في ظروف لا إنسانية، وفي حالات عدة، دون النظر إلى وضعهم القانوني في الجزائر أو وضعياتهم الهشة".

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الجزائر تلجأ إلى الإعلام لإظهار الوجه الإنساني السّمح مع المهاجرين الجزائر تلجأ إلى الإعلام لإظهار الوجه الإنساني السّمح مع المهاجرين



GMT 02:48 2023 الثلاثاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

«الدعم السريع» تشكك في إعلان «إيغاد»

GMT 03:07 2023 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

عبور أكثر من 100 شاحنة مساعدات إلى الجانب الفلسطيني من مصر

GMT 03:00 2023 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

الاتحاد الأوروبي يبحث خطواته "التصعيدية" ضد إسرائيل وحماس

GMT 00:35 2023 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

إسرائيل تمارس التدمير في جنوب لبنان رداً على هجمات "الحزب"

الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
 العرب اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 08:21 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

أحمد الفيشاوي يتعرّض لهجوم جديد بسبب تصريحاته عن الوشوم
 العرب اليوم - أحمد الفيشاوي يتعرّض لهجوم جديد بسبب تصريحاته عن الوشوم

GMT 07:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
 العرب اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 01:16 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

مسمار جحا

GMT 00:55 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

شراسة بلوزداد بعد مباراة القاهرة!

GMT 06:28 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

الكونغرس... وإشكالية تثبيت فوز ترمب

GMT 08:43 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

باكايوكو بديل مُحتمل لـ محمد صلاح في ليفربول

GMT 20:13 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

هزة أرضية بقوة 3.1 درجة تضرب الجزائر

GMT 20:28 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

زلزال بقوة 5.1 درجة يهز ميانمار

GMT 09:28 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

كليوباترا وسفراء دول العالم

GMT 00:15 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وفاة ملاكم تنزاني بعد تعرضه الضربة القاضية

GMT 09:27 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

مطار برلين يتوقع ارتفاع عدد المسافرين إلى 27 مليونا في 2025

GMT 04:57 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

زيلينسكي يتهم الغرب باستخدام الأوكرانيين كعمالة رخيصة

GMT 06:02 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

ريال مدريد يخطط لمكافأة مدافعه روديجر

GMT 14:39 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

بيتكوين تقترب من حاجز 98 ألف دولار

GMT 09:33 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

صور متخيلة لعالم وهو ينتقل من عام إلى آخر

GMT 08:10 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

الباشا محسود!

GMT 09:27 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

«قيصر» وضحايا التعذيب في سوريا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab