دعوات لتحويل الدستور العراقي من جامد إلى مرن
آخر تحديث GMT17:44:39
 العرب اليوم -

دعوات لتحويل الدستور العراقي من "جامد" إلى "مرن"

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - دعوات لتحويل الدستور العراقي من "جامد" إلى "مرن"

زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني
بغداد - نهال قباني

رغم البداية ذات الطابع المطلبي الخدمي للمتظاهرين في العراق لكنها سرعان ما تحولت إلى أكثر القضايا السياسية سخونة. الدستور العراقي الذي تم التصويت عليه عام 2005 بنسبة أكثر من 80 في المائة من العراقيين لا سيما المناطق والمحافظات الشيعية والكردية (مقاطعة سنية شبه كاملة له) بات اليوم أحد أسباب ما وصلت إليه الأوضاع في البلاد.واستبق زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني أي مسعى لتعديل الدستور يمس حقوق الشعب الكردي ووفقا لخبراء القانون لا يمكن تعديل الدستور ما لم يتحول من «جامد إلى مرن».

 ويرى الخبير القانوني أحمد العبادي في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن «المشكلة الأساسية في الدستور العراقي تكمن في المادة 126 التي تضع المزيد من العراقيل أمام أي إمكانية لتعديله».
وطبقا للعبادي فإن «هذه المادة تنص على أنه في حال كان أي تعديل دستوري يقلل من صلاحيات الإقليم (والمقصود هنا إقليم كردستان) فإن المواد التي يراد تعديلها تعرض على برلمان الإقليم لكي يقرها نواب الإقليم ومن ثم تعرض على استفتاء داخل الإقليم مفاده هل توافقون على تقليل صلاحيات الإقليم وهذا أمر مستحيل أن يوافق طرف على تقليل صلاحياته».

ويؤكد العبادي إنه «ما لم يتم الاتفاق على تحويل الدستور العراقي من جامد إلى مرن أولا وقبل كل شيء فإنه لا يمكن تعديله بأي حال من الأحوال». ويرى أن «الآليات التي تتبع في حال أردنا تعديل الدستور بصيغته الجامدة الحالية وفقا للمادة 142 هي تشكيل لجنة وهو ما عمله البرلمان مؤخرا تقدم توصياتها في غضون 4 شهور بشأن المواد التي يراد تعديلها وفي حال تم الاتفاق عليها داخل البرلمان بالأغلبية تعرض على الاستفتاء العام وفي حال لم يعترض ثلثا سكان ثلاث محافظات تعد التعديلات سارية وهو أمر يكاد يكون مستحيلا لأن الدستور كتب لكي يرضي المكونات الثلاثة الشيعية والكردية والسنية»، مبينا أن «أي تعديل لا يقبل به الشيعة سوف يصوت ثلثا سكان ثلاث محافظات شيعية ضده والأمر نفسه بالنسبة للأكراد والسنة وبالتالي نبقى ندور في حلقة مفرغة تماما».

وردا على سؤال بشأن مطالب الناس بتعديل الدستور بينما الخدمات الأساسية التي يعانون منها لا صلة مباشرة لها بالدستور، يقول العبادي إن «السبب الرئيسي لمطالبة الناس بتعديل الدستور تتمثل في أن المساومات الخاصة بتشكيل الحكومات تقوم على مبدأ المحاصصة التي أعاقت الكثير من جوانب العمل التنفيذي تحت ذريعة الاستحقاق الانتخابي وبالتالي أصبح الوزير تابعا للكتلة التي ينتمي إليها ويمثل المكون الذي ينتمي إليه وليس العراق وبالتالي تراكم الفشل طوال السنوات الستة عشر الماضية لأن المواطن البسيط سواء كان شيعيا أم سنيا أم كرديا لم يستفد من هذه المساومات بقدر استفادة ممثلي الأحزاب ومن هو قريب منهم».

الأكراد أعلنوا رفضهم أي تعديل يمس حقوقهم طبقا لما أعلنه زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني. وقال بارزاني في بيان أمس إن «ما يجري حاليا ليس وليد اليوم بل هو نتاج تراكم 15 عاماً من الفشل الذي جعل الناس يتحملون وجعاً وأذى كبيرين». وأضاف: «من حق المواطنين التعبير عن سخطهم من أوضاعهم الراهنة، ولكن يتعين الأصغاء لمطالبهم بعيداً عن العنف وسفك الدماء». وتابع بارزاني أن «من أهم المشاكل التي تواجه العراق هو عدم تطبيق الدستور ولو أنه تم تنفيذه لما واجهنا غالبية المشاكل السابقة والحالية».

وأنحى بارزاني باللائمة على قانون الانتخابات الحالي، وقال إنه «سبب الوضع الراهن ولا بد من إعادة النظر به لكي تعكس نتائج الانتخابات مطالب المكونات كافة». ومضى يقول «نرى أن تغيير الدستور لا يكون بالقوة أو بالفرض، وفي جميع الأحوال يجب ألا يكون تغيير الدستور سبباً في تقويض النظام الديمقراطي، وكذلك انتقاص حقوق الشعب الكردي وباقي المكونات».

 وختم بارزاني بيانه بالقول إن «النظام الديمقراطي هو من يصب في صالح الشعب العراقي، وليس النظام الديكتاتوري، ونأمل أن تجرى كل التغييرات المطلوبة ضمن أطر القانون والآليات الدستورية». ويأتي الموقف الكردي الذي من شأنه أن يضيف مزيدا من التعقيد على الأوضاع الحالية في وقت دخلت الاحتجاجات شهرها الثاني وأسفرت عن سقوط أكثر من 250 قتيلا من المتظاهرين والقوات الأمنية، وإصابة الآلاف منهم.

من جهته يقول حسن توران نائب رئيس الجبهة التركمانية بأن «الدستور العراقي وقع هو الآخر ضحية التوافقات السياسية حيث إنه حتى الآن نصف مواده تحتاج إلى تشريعات قانونية بينما لم يحصل هذا ونحن الآن في الدورة البرلمانية الرابعة». ويضيف توران: «حتى المواد التي جرى تشريعها فإن الحكومات المتعاقبة تقاعست في تنفيذها».

 ويؤكد توران أن «هذا لا يعفينا من القول بأن الدستور كتب على عجالة وفيه فقرات تعبر عن رغبة مكون واحد مثل المادة 140 التي تتعلق بما يسمى المناطق المتنازع عليها». وبشأن ما إذا كان الدستور أنصف المكونات والقوميات يقول توران إن «الدستور يتضمن موادا إيجابية لصالح التركمان ولكن لم تطبق مثل المادة 125 وكذلك مواد أخرى تنصف المكونات لكنها لم تأخذ سياقها القانوني بعد».

قد يهمك أيضا:

القضاء يؤكد أن الدستور العراقي لا يسمح بانفصال اي جزء منه

السعدي يطالب بتغيير الدستور العراقي وإجراء انتخابات نزيهة

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دعوات لتحويل الدستور العراقي من جامد إلى مرن دعوات لتحويل الدستور العراقي من جامد إلى مرن



GMT 18:53 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيس دولة الإمارات وأمير قطر يبحثان التطورات في المنطقة

GMT 20:53 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

مصر تنفي بشكل قاطع وجود أي تعاون عسكري مع إسرائيل

GMT 20:15 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

انتخاب محمود المشهداني رئيسا للبرلمان العراقي

GMT 22:03 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مجلس الأمن يحذر من محاولات تفكيك أو تقليل عمليات الأونروا

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 00:54 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أبرز قصات فساتين الزفاف الهالتر الرائجة في 2025
 العرب اليوم - أبرز قصات فساتين الزفاف الهالتر الرائجة في 2025

GMT 16:06 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه
 العرب اليوم - بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 01:10 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

دليل مُساعد لإضافة لمسة جذابة إلى صالون المنزل
 العرب اليوم - دليل مُساعد لإضافة لمسة جذابة إلى صالون المنزل

GMT 02:43 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريس "قلق جدا" لوجود قوات كورية شمالية في روسيا
 العرب اليوم - غوتيريس "قلق جدا" لوجود قوات كورية شمالية في روسيا

GMT 15:16 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

العلاقة بين الاكتئاب وحرارة الجسم دراسة جديدة تسلط الضوء
 العرب اليوم - العلاقة بين الاكتئاب وحرارة الجسم دراسة جديدة تسلط الضوء

GMT 01:49 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يحدد 3 مفاتيح لاستعادة الأمن في شمال إسرائيل
 العرب اليوم - نتنياهو يحدد 3 مفاتيح لاستعادة الأمن في شمال إسرائيل

GMT 10:59 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حمية مستوحاة من الصيام تدعم وظائف الكلى وصحتها

GMT 08:56 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

هجرات جديدة على جسور الهلال الخصيب

GMT 17:12 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 31 شخصا على الأقل في هجمات إسرائيلية في قطاع غزة

GMT 03:11 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

الخطوط الجوية الفرنسية تعلق رحلاتها فوق البحر الأحمر

GMT 22:38 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 5.2 درجة على مقياس ريختر يضرب شمال اليونان

GMT 17:36 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة 32 جنديا بينهم 22 في معارك لبنان و10 في غزة خلال 24 ساعة

GMT 01:36 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

الدولة الفلسطينية

GMT 09:18 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

هيدي كرم تتحدث عن صعوبة تربية الأبناء

GMT 15:09 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

توتنهام يتأخر بهدف أمام أستون فيلا في الشوط الأول

GMT 11:18 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

رامي صبري يُعلق على حفلته في كندا

GMT 04:13 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يعرب عن «صدمته» إزاء المعارك في وسط السودان

GMT 21:38 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

هاريس تتعهد بالعمل على إنهاء الحرب في الشرق الأوسط
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab