تقرير استخباراتي غربي يكشف الأرقام الحقيقية لكوادر داعش في ليبيا
آخر تحديث GMT23:31:34
 العرب اليوم -

تقرير استخباراتي غربي يكشف الأرقام الحقيقية لكوادر "داعش" في ليبيا

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - تقرير استخباراتي غربي يكشف الأرقام الحقيقية لكوادر "داعش" في ليبيا

عناصر تنظيم "داعش" المتطرف
طرابلس ـ فاطمة السعداوي

أثار تفجير مفوضية الانتخابات في طرابلس الغرب امس الأربعا، حالة من التضارب بين تصريحات العسكرية في ليبيا والتقارير الغربية بشأن الأوضاع في المنطقة، ففي وقت قالت فيه مصادر عسكرية ليبية إن تفجير المفوضية أمس، سبقه اقتتال بين قوتين محسوبتين على رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج بالعاصمة، ما أدى إلى "فراغ أمني كبير فيها"، كشف أحدث تقرير استخباراتي غربي، عن ارتفاع عدد كوادر تنظيم "داعش" في ليبيا من نحو 150 إلى نحو 800 كادر بينهم جنسيات غير عربية، فيما يعتقد أن هناك مئات آخرين من المتطرفين المحليين يعملون مع التنظيم ويوفرون له مسارات للتحرك ومقار للاختباء.

وقال التقرير الإستخبارات وفقًا لما ذكرت جريدة "الشرق الأوسط"، "إن الزيادة الكبيرة في هذا العدد جرت خلال الأشهر الثلاثة الماضية بسبب قدوم المتطرفين الفارين من سورية والعراق إلى ليبيا"، مشيرا إلى انتشار خلايا "داعش" في طرابلس ومناطق في الشمال الغربي من ليبيا، وفي الجنوب.

وكانت التقديرات الغربية لعدد عناصر "داعش" في ليبيا تقول، حتى عامين ماضيين، "إنه قد يصل إلى 6 آلاف، لكن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها الوصول لمعلومات عن الكوادر الفاعلة في التنظيم داخل ليبيا".

وأعد التقرير من داخل الأراضي الليبية "مجموعة عملاء محليين وأجانب"، وتناول الفترة من عام 2016 حتى أسبوع مضى، وأشرف عليه ملحق عسكري سابق، تابع لإحدى الدول الأوروبية، كان يعمل في سفارة بلاده أثناء عهد الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي.

ورصد التقرير تحركات وتمركزات كوادر "داعش" في مناطق متفرقة من ليبيا، وبدأ بمدينة سرت الواقعة في الشمال الأوسط من البلاد، التي حاول التنظيم، منذ عام 2015، تحويلها إلى مقر له، إلا أنه تم طرده منها قبل سنة على يد عملية عسكرية حملت اسم "البنيان المرصوص" وكانت تابعة للسراج.

وقال التقرير "إن عدد كوادر "داعش" ممن تمكنوا من الخروج من مدينة سرت قبل أن تحاصرها قوات "البنيان المرصوص"، في مطلع 2016، بلغ أقل قليلا من مائتين"، مشيرا إلى أن عدد من فروا من كوادر "داعش" من سرت قبيل أيام من الإعلان عن تحريرها، مع نهاية تلك السنة، على يد القوات التابعة للمجلس الرئاسي، بلغ نحو 60.

وتناول التقرير تحركات الـ"دواعش" في بنغازي، في شرق البلاد، التي تعد ثاني أكبر المدن الليبية، وهي المدينة التي تمكن الجيش الوطني، بقيادة المشير خليفة حفتر، من طرد الجماعات المتطرفة منها منذ عدة شهور، وذلك بعد ثلاث سنوات من المعارك الضارية.

وقال التقرير "إن بضع عشرات من كوادر التنظيم المتطرف فروا من المدينة، وانضموا إلى خلايا "داعشية" موجودة في مدن يقع معظمها في شمال غربي البلاد وفي الجنوب، ومن بين هذه المدن، في الشمال الغربي، صبراتة، وطرابلس، والخُمس، ومصراتة. أما في الجنوب، فأشار التقرير إلى تمركز كبير لمجاميع "داعشية" في إقليم فزان.

وتحدث التقرير عن أسباب ارتفاع عدد كوادر "داعش" في ليبيا، وقال إنه يرجع إلى فرار العشرات منهم من مناطق القتال في العراق وسوريا، خلال الشهور الأخيرة، وأضاف أنه جرى رصد دخول نحو 140 "داعشيا" من العراق وسوريا، في مجموعات صغيرة، عبر الحدود الجنوبية الهشة في ليبيا. وأن "العدد في زيادة مضطردة بشكل ملحوظ"، مشيرا في الوقت نفسه إلى وصول نحو 130 من "دواعش" دول بوسط أفريقيا إلى الجنوب الليبي أيضا خلال الفترة الأخيرة.

توجد فقرات في التقرير تخص تسلل المتطرفين عبر الحدود مع تونس والجزائر، لكن لم يتسن الاطلاع عليها، أما عن الدواعش الليبيين، فأشار التقرير إلى أن عدد من انضموا حديثا إلى التنظيم المتطرف، يزيد قليلا على مائة.

وأضاف أنه على الرغم من ذلك يبقى عدد القادة الليبيين في "داعش" أقل من عدد القادة الذين ينتمون إلى دول عربية وأجنبية "معظمها أفريقية وآسيوية"، وتابع أنه إلى جانب انتشار خلايا "داعش" في العاصمة ومدن مجاورة لها، يبدو أن التنظيم اختار في الفترة الأخيرة أن يكون إقليم فزان منطقة ملاذ آمن له، ليس على مستوى ليبيا فقط، ولكن على مستوى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

وقال مصدر عسكري في العاصمة الليبية من جانب آخر، "إن تفجير مفوضية الانتخابات أمس، سبقه بساعات اقتتال في العاصمة بين قوتين محسوبتين على السراج، واحدة تعرف بقوات "كاره" والأخرى بقوات "الككلي"".

وأضاف أن سبب الاقتتال بين هاتين القوتين يرجع إلى قضيتين جرت كل منهما بشكل سريع يوم الأحد الماضي. القضية الأولى تخص نزاعا حول قافلة سيارات جديدة مستوردة كانت في طريقها من ميناء طرابلس إلى إحدى قوات العاصمة، وتعرف باسم "النواصي" وموالية للسراج أيضا. وأضاف: "حين مرت القافلة في طريقها إلى "قوات النواصي"، وقع نزاع بين عناصر من قوات "كاره" و"الككلي"، للاستحواذ عليها".

وتابع أن القضية الثانية تتعلق باتهامات متبادلة بين عناصر من قوات "كاره" وأخرى من قوات "الككلي" بشأن المتسبب في إطلاق النار أمام مصرف منطقة أبو سليم، صباح اليوم نفسه، ما أدى لمقتل امرأة كانت تسعى لصرف مستحقاتها، بصفتها أرملة، من المصرف.

وأكدت مصادر أمنية أخرى الواقعتين، وقال مصدر في الغرفة الأمنية بالعاصمة "إن ما أثار الخلافات بين عناصر من قوات "كاره" و"الككلي" إصرار كل منهما على الاستحواذ على كامل قافلة السيارات المشار إليها، لقواته".

وأوضح مسؤول بمكتب وزير الداخلية في حكومة الوفاق الوطني "التابعة للسراج" فيما يتعلق بقضية السيدة القتيلة، أن الواقعة أغضبت سكان منطقة أبو سليم السكنية، وتسببت في "حالة من الشحن لعناصر مسلحة بالمنطقة ورغبتها في الانتقام".

وأضاف أن زوج السيدة القتيلة كان قد لقي مصرعه أيضا في حادث مماثل، وأن الرجل وزوجته تركا خمسة أطفال دون عائل، ونشب الاقتتال بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة في قلب العاصمة مع حلول مساء الأحد الماضي، واستمر حتى صباح أمس.

وأفاد مسؤول في منطقة طرابلس الدفاعية "تابعة للمجلس الرئاسي"، بأن قوات "كاره" و"الككلي" كان يفترض أن تتعاونا على تأمين وسط طرابلس لصد الخطر المحدق من خصوم السراج، الذين كانوا يتمركزون في منطقة تاجوراء، بشرق العاصمة، ومن بينهم "دواعش"، وأضاف أن الحرب التي شهدتها شوارع العاصمة خلال الأيام الثلاثة الأخيرة، ربما تسببت في تسلل عناصر من المتطرفين المتمترسين في تاجوراء لاستهداف مقر مفوضية الانتخابات.

وقال مسؤول في المخابرات العسكرية في طرابلس "إن مسلحين ملثمين، غير معروفة الجهة التي ينتمون إليها، استغلوا الفراغ الأمني، والحرب بين عناصر "كاره" و"الككلي"، وشوهدوا وهم يتحركون بأسلحتهم في شوارع العاصمة، قبل ساعات من تفجير المفوضية".

وعن تبني "داعش" للعملية أمس، أوضح أن المخابرات العسكرية لديها رصد لانتشار خلايا نائمة لـ"داعش" خاصة في شرق طرابلس، إلا أن ضعف الإمكانات والصراع بين القوى التابعة للرئاسي، قلل من إمكانية القبض على هؤلاء، بما في ذلك المتحصنون في منطقة تاجوراء.

ووقعت كل هذه الأحداث، منذ يوم الأحد الماضي، أثناء وجود السراج خارج ليبيا، حيث قال مصدر في مكتبه، إنه سافر في ذلك اليوم إلى تونس لافتتاح أحد المشروعات التابعة للاستثمارات الليبية الخارجية. واشتعلت نار الاشتباكات سريعا بين العناصر المتنافسة من قوات "كاره" و"الككلي" و"النواصي"، وامتدت إلى ضواحي "باب بن غشير" و"أبو سليم" و"دمشق" و"الهضبة". وأدت إلى نشر الذعر بين السكان.

وأدى هذا الاقتتال في وسط وجنوب طرابلس وفقا لمصدر عسكري في لجنة الأمن القومي بالعاصمة، إلى فراغ أمني كبير، وترك الباب مفتوحا أمام القوات المتطرفة التي كانت تتمركز في مناطق شرق العاصمة، خاصة في "تاجوراء"، و"فشلوم"، و"الظهرة"، و"عين زارة"، وهذه الأخيرة كانت مقرا لزعيم "داعش" في ليبيا حتى مطلع العام الماضي.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تقرير استخباراتي غربي يكشف الأرقام الحقيقية لكوادر داعش في ليبيا تقرير استخباراتي غربي يكشف الأرقام الحقيقية لكوادر داعش في ليبيا



الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 06:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
 العرب اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 06:36 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية المفضلة للشباب خلال عام 2024
 العرب اليوم - الوجهات السياحية المفضلة للشباب خلال عام 2024

GMT 06:33 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
 العرب اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 15:04 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تعلن أعداد السوريين العائدين منذ سقوط نظام الأسد
 العرب اليوم - تركيا تعلن أعداد السوريين العائدين منذ سقوط نظام الأسد

GMT 09:11 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

إرهابى مُعادٍ للإسلام

GMT 21:53 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

زينة وباسم سمرة معاً في الدراما والسينما في 2025

GMT 17:11 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

عبدالله بن زايد يبحث آخر التطورات مع وزير خارجية سوريا

GMT 09:50 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

أزمات قانونية تنتظر عمرو دياب في العام الجديد

GMT 09:42 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

كيف نتعامل مع سوريا الجديدة؟

GMT 21:50 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

دنيا سمير غانم تشارك في موسم الرياض بـ مكسرة الدنيا

GMT 00:35 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

لبنان يتعهد بالتعاون مع "الإنتربول" للقبض على مسؤول سوري

GMT 20:29 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

منتخب الكويت يتعادل مع عمان في افتتاح خليجي 26

GMT 06:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 09:46 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

أحمد السقا يعلّق على المنافسة بين أبطال "العتاولة 2"

GMT 06:36 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية المفضلة للشباب خلال عام 2024
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab