طرابلس ـ فاطمة السعداوي
أبقت المفوضية الوطنية العليا للانتخابات على مقرها في العاصمة الليبية طرابلس، بعدما رفضت ضمنيًا عروضًا من السلطات، التي تدير المنطقة الشرقية لاستضافة المقر، الذي تعرض حديثًا لعمل إرهابي أدى إلى مقتل 14 شخصًا. وفي غضون ذلك، عززت قوات الجيش الوطني الليبي من وجودها على تخوم مدينة درنة.
وأعلن رئيسها عماد السايح أن مقرها باق في الوقت الحالي في العاصمة طرابلس، وأضاف في تصريحات تلفزيونية: "عندما نفذنا انتخابات مجلس النواب في 25 يونيو (حزيران) قبل أربعة أعوام، كانت الأوضاع الأمنية متدنية مقارنة بأوضاعنا اليوم... ومن يطالب بنقل مقر المفوضية من طرابلس إلى مدينة أخرى، يتعين عليه أن يقدم مبررًا رسميًا لذلك" قبل أن يتساءل: "حتى لو نقلنا المقر إلى مدينة أخرى... فما تأثير ذلك على العملية الانتخابية؟، وهل إذا تم نقل المفوضية إلى خارج طرابلس سينخرط البرلمان في إصدار القوانين المتعلقة بالانتخابات؟".
ورأى السايح أنه إذا أقر البرلمان نقل مقر المفوضية إلى خارج طرابلس، فإنه يجب عليه تعديل قانون ينص على أن مقرها في العاصمة، مشيرًا إلى أن المشكلة تكمن في التشريع، ومعرفة هل سيتمكن البرلمان من تمرير قانون للانتخابات أم لا.في سياق ذلك، أوضح السايح أن "الانتخابات ليست حلًا، لكنها قاعدة لإطلاق الحلول، وهي الأساس لتداول السلطة سلميًا، وممارسة العملية الديمقراطية".
وكان حاتم العريبي، الناطق باسم الحكومة المؤقتة التي يترأسها عبد الله الثني في شرق ليبيا، وتحظى بدعم من مجلس النواب، قد أعلن أن حكومته مستعدة لاستقبال المفوضية العليا للانتخابات في مدينة بنغازي بالمنطقة الشرقية، وتذليل جميع الصعوبات والعوائق أمامها. وقال إنه تم افتتاح مقر للمفوضية حديثًا في بنغازي، وتجهيزه بأحدث الأجهزة والإمكانيات للارتقاء بمستوى الخدمات، وأصبح جاهزًا لأي عملية انتخابية محتملة، لافتًا إلى أن عبد الله الثني، رئيس الحكومة التي لا تحظى بالاعتراف الدولي: "وقف إلى جانب الخيار الديمقراطي، والمطلب الشعبي، عبر تذليل كل الصعاب، وتوفير كل الحاجات المادية والمعنوية التي تسهل العملية الانتخابية".
وقتل 14 شخصًا على الأقل، و أصيب عشرة آخرين بجروح في هجوم استهدف الأربعاء الماضي مقر مفوضية، وتبناه تنظيم "داعش."
إلى ذلك، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أمس الجمعة أن وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، ناقش مع المشير خليفة حفتر، القائد العام للجيش الوطني الليبي، مكافحة الإرهاب الدولي، وسبل حل الأزمة الليبية، عبر جسر تلفزيوني. ولم يقدم البيان المزيد من التفاصيل عن فحوى المحادثات، التي قال إنها شملت أيضًا قضايا الأمن في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وخاصة مكافحة الإرهاب الدولي وتسوية الأوضاع في ليبيا.
وجاء الاتصال بين حفتر والمسؤول الروسي، بينما دفعت قوات الجيش بمزيد من عناصرها باتجاه درنة، إذ قالت شعبة الإعلام الحربي، التابعة للجيش، إن قواته تتقدم بخطى ثابتة نحو تحرير درنة، مشيرة في بيان مقتضب أن الجيش سيطر على مواقع جديدة: "واتخذ تمركزات متقدمة على تخوم العدو"، وفقًا للخطة التي وضعها حفتر، التي تهدف إلى تضييق الخناق على الجماعات الإرهابية.
وتابعت الشعبة موضحة أن "ساعة الحسم اقتربت، وسندخل درنة فاتحين بعد هلاك كل الإرهابيين وزبانيتهم". كما توعد اللواء ونيس بوخمادة، آمر القوات الخاصة التابعة للجيش: "الإرهابيين المتحصنين داخل المدينة بالموت"، وقال في كلمة خلال تدريب لقواته، التي ستشارك في عرض الجيش بمناسبة الذكرى الرابعة لعملية الكرامة، التي أطلقها حفتر عام 2014، إنّ "وحوش الصاعقة وأسود الميادين الذين واجهوكم في محاور القتال في شوارع وضواحي بنغازي هم في الطريق إليكم لسحقكم... فلا تبرحوا أماكنكم... نحن قادمون".
ولقي أربعة عناصر من جنود الجيش الوطني مقتلهم، وأُصيب ستة آخرين بجروح خلال اشتباكات عنيفة جرت الخميس مع مسلحين في مدينة درنة، آخر معاقل الجماعات المتطرفة في منطقة ساحل شرق ليبيا، وقال مسؤول عسكري إن قوات الجيش شنت هجومًا موسعًا عبر محوري الحيلة والظهر الأحمر، جنوب المدينة.
أرسل تعليقك