تباين مواقف الأحزاب التونسية من تشكيلة الحكومة الجديدة
آخر تحديث GMT08:58:00
 العرب اليوم -

تباين مواقف الأحزاب التونسية من تشكيلة الحكومة الجديدة

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - تباين مواقف الأحزاب التونسية من تشكيلة الحكومة الجديدة

الرئيس التونسي قيس سعيد
تونس - العرب اليوم

تباينت مواقف الأحزاب التونسية من تشكيلة الحكومة الجديدة، حيث اعتبرها البعض «حكومة الرئيس»، فيما سماها البعض الآخر «حكومة انقلاب»، بينما وصفها آخرون بأنها «مجرد حكومة لفترة استثنائية»، وهو تباين يعكس حدة الخلاف السائد حول المشهد السياسي في تونس.

وقال مصطفى بن أحمد، القيادي في «حركة تحيا تونس»، إن أهم سؤال يطرح اليوم على الحكومة الجديدة هو حجم الإمكانات المالية، التي ستخول لها لبدء الأولويات الاقتصادية والاجتماعية، وهامش حرية اتخاذ القرار المتاح لها، معتبراً أن «آفاق هذه الحكومة ضبابي وغير واضح، خصوصاً في ظل استمرار العمل بالتدابير الاستثنائية، وعدم تحديد موعد لإنهائها، وتجميد أنشطة البرلمان».

من ناحيته، أكد أسامة الخليفي، القيادي في حزب قلب تونس، أن هذه الحكومة «تبقى غير شرعية، وهي ثالث حكومة يشكلها الرئيس قيس سعيد، بعد فشل اختياره الأول مع إلياس الفخفاخ، وتأزم الاختيار الثاني مع هشام المشيشي».

في المقابل، قال هيكل المكي، القيادي في حركة الشعب المؤيدة للتدابير الاستثنائية، إن الحكومة الجديدة مطالبة بخوض حرب حقيقية ضد منظومة الفساد واقتصاد الريع. واعتبر أنه «من حق الرئيس أن يعين وزراء موالين له، لأنه سيتحمل لوحده مسؤولية النتائج، التي سيتم تحقيقها».

ويرى مراقبون أن المسارعة في تعيين أعضاء الحكومة بعد تعيين نجلاء بودن لرئاسة الحكومة، وأدائهم اليمين الدستورية بعد ساعات من إعلان التركيبة الحكومية، كانت بسبب الضغوط التي مارستها الإدارة الأميركية على تونس، بعد تحديدها تاريخ 14 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي موعداً لعقد جلسة بمجلس الكونغرس حول الوضع السياسي في تونس، ووضع الديمقراطية والخطوات المقبلة على مستوى السياسة الأميركية، بعد أن عبرت عن قلقها لاستمرار الإجراءات الاستثنائية في تونس دون آفاق واضحة.

من جانبه، قال زهير الحمدي، رئيس حزب التيار الشعبي (قومي)، إن الإعلان عن تشكيلة الحكومة «محطة مهمة» في إطار استكمال مسار 25 يوليو (تموز) الماضي، معتبراً أنها المرة الأولى التي يتم فيها تشكيل حكومة تونسية «بعيداً عن قبضة منظومة الفساد والإرهاب، وغير خاضعة للصفقات والمحاصصات والبيع والشراء»، على حد تعبيره. بدوره، وصف حزب العمال اليساري حكومة نجلاء بودن بأنها «حكومة انقلاب قانوناً وفعلاً»، مشدداً على أنها «حكومة رئيس الدولة، الذي أسند إلى نفسه بمقتضى الأمر 117 الاحتكار التام للسلطة التنفيذية». واعتبر الحزب أن ما صرحت به رئيسة الحكومة، نجلاء بودن، في خطاب أداء اليمين، أمام رئيس الجمهورية «لا يعدو أن يكون كلاماً إنشائياً، وإعلانات بلا مضامين، لا ترتقي حتى إلى مستوى التوجهات العامة»، مضيفاً أن ما قدمته بودن «هو تكرار للكلام نفسه الذي سئمه التونسيون مع الحكومات السابقة، وأيضاً مع الرئيس قيس سعيّد نفسه»، الذي قال بيان الحزب إنه «ظل طوال عامين يقود تونس بخطب مليئة بالألغاز».

في غضون ذلك، هددت عبير موسي، رئيسة الحزب الدستوري الحر المعارض، بمقاضاة رئيس الجمهورية بتهمة «التستر على العنف والمشاركة في ذلك»، وقالت إنه كان يملك معلومات حول تعرض نواب كتلتها البرلمانية للعنف داخل البرلمان، قبل ثلاثة أيام من حصول ذلك، لكنه لم يوفر لهم الحماية الأمنية الضرورية. وأضافت موسي موجهة كلامها للرئيس سعيد: «اليوم أنت رئيس ولديك حصانة، ولكن تأكّد أنه فور مغادرتك الرئاسة ستجد شكاياتي لدى القضاء في انتظارك». كما انتقدت موسي بشدّة ما اعتبرته تعمد الرئيس سعيّد «الكيل بمكيالين، والمساواة بين الضحية والجلاد، عندما رفع صوراً توحي بمشاركة نواب الدستوري الحر في الاعتداءات»، التي وقعت خلال شهر يونيو (حزيران) الماضي في البرلمان.

على صعيد آخر، طالبت منطمة «البوصلة» (حقوقية مستقلة) بتوضيح رئاسي حول الجهة، التي ستمثل السلطة المركزية في علاقة بعمل المجالس البلدية، بعد التخلي عن وزارة الشؤون المحلية في حكومة نجلاء بودن.

كما طالبت المنظمة ذاتها بإعداد خطة عمل واضحة بالتنسيق مع مختلف الأطراف الفاعلة في مسار اللامركزية والشأن المحلّي، فيما يخص التدابير والإجراءات التي يجب اعتمادها في ظل الضبابية التي يشهدها هذا المسار.

وحسب مراقبين، فإنه من شأن التخلي عن وزارة الشؤون المحليّة، وتحولها لوزارة بيئة فقط، أن يفسح الطريق أمام المشروع السياسي للرئيس سعيد، ويمهد للتخلي عن نتائج الانتخابات البلدية، والشروع في البرنامج الانتخابي، الذي يريد سعيد تنفيذه ضمن ما يعرف بـ«النظام المجالسي».

قد يهمك أيضا

الرئيس التونسي قيس سعيد يصدر أمر تسمية رئيسة الحكومة وأعضائها

 

الرئيس قيس سعيد يصدر أمرا بتسمية رئيس الحكومة التونسية وأعضائها

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تباين مواقف الأحزاب التونسية من تشكيلة الحكومة الجديدة تباين مواقف الأحزاب التونسية من تشكيلة الحكومة الجديدة



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 22:49 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

غارة إسرائيلية على معبر حدودي بين سوريا ولبنان
 العرب اليوم - غارة إسرائيلية على معبر حدودي بين سوريا ولبنان

GMT 15:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
 العرب اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 08:50 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
 العرب اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 14:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
 العرب اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:28 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية
 العرب اليوم - واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 07:07 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

كندا تؤكد رصد أول إصابة بالسلالة الفرعية 1 من جدري القردة

GMT 07:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"فولكس فاغن" تتمسك بخطط إغلاق مصانعها في ألمانيا

GMT 11:10 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

مسيرات إسرائيلية تستهدف مستشفى كمال عدوان 7 مرات في غزة

GMT 17:28 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد عز يتحدث عن تفاصيل فيلم فرقة موت

GMT 11:15 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها في السعودية

GMT 19:28 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الملكة كاميلا تحصل على الدكتوراه الفخرية في الآداب

GMT 06:57 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

سبع ملاحظات على واقعة وسام شعيب

GMT 09:52 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تشوّق جمهورها لمسرحيتها الأولى في "موسم الرياض"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab