نفت مهمة حلف شمال الأطلسي "ناتو" في أفغانستان، أن يكون قائدها صرح بأنّ الولايات المتحدة مستعدة لإجراء محادثات مباشرة مع حركة طالبان. وكان الجنرال الأميركي جون نيكلسون قد تحدّث مع مسؤولين أفغان في قندهار، ونقلت وسائل إعلام أنه قال إن الولايات المتحدة مستعدة للتفاوض مع المتمردين، وهو ما يشكل تحوّلاً عن الموقف القديم لواشنطن بأنّ كابل هي المخولة قيادة أي عملية سلام. وأكّد نيكلسون، في بيان، أنّ تعليقاته تم تحريفها، وأنه كان يعيد تأكيد كلام قاله وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو في يونيو/حزيران، ومفاده بأنّ الولايات المتحدة مستعدة لـدعم محادثات سلام محتملة وتسهيلها والمشاركة فيها.
وأضاف نيكلسون، في بيان نشرته قوة الناتو في أفغانستان، أن الولايات المتحدة ليست بديلاً عن الشعب الأفغاني أو الحكومة الأفغانية. وقال المتحدث باسم المهمة الكولونيل مارتن أودونيل، إن الولايات المتحدة تستكشف كل السبل للدفع بعملية سلام. وأشار إلى أن هذه ستبقى عملية تقودها أفغانستان. وكانت صحف أميركية قد أفادت الأحد بأنّ إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب أبلغت كبار دبلوماسييها بالسعي إلى إجراء محادثات مباشرة مع طالبان.
وأفاد مسؤول أفغاني، بأن القوات الخاصة الأفغانية حررت 45 شخصًا من المدنيين وعناصر الأمن من سجن تابع لحركة طالبان في إقليم هلمند المضطرب جنوب البلاد. وقال المتحدث باسم قوات النخبة جويد سليم، إنه تم إطلاق سراح 15 شخصًا من قوات الشرطة، و4 من أفراد الجيش الأفغاني، وطبيبين، ومجموعة من السكان المحليين بعد العملية التي جرت في منطقة موسى قلعة.
وأضاف أن حركة طالبان كانت قد احتجزت هؤلاء الأشخاص في سجن لأسباب مختلفة، من بينها اتهامات بالتعاون والتجسس لصالح قوات الأمن الأفغانية وعدم الالتزام بمدونة السلوك الخاصة بـ(طالبان)". في غضون ذلك، ذكر تقرير إخباري، أن 28 مسلحًا معارضًا للحكومة الأفغانية على الأقل، قتلوا في غارات جوية منفصلة شنتها القوات الأفغانية والأميركية في إقليمي هلمند وقندهار جنوب البلاد.
وأفادت وكالة أنباء "خاما برس" الأفغانية، نقلاً عن ضياء دوراني، وهو متحدث باسم قيادة شرطة قندهار، بأن 12 مسلحًا على الأقل لقوا حتفهم في غارة جوية نفذتها القوات الأجنبية في الإقليم. وقال إنه تم استهداف سيارة خاصة بالمسلحين المناهضين للحكومة، في محيط منطقة معروف، وهو ما أدى إلى إصابة أحد قادتهم بجروح خطيرة.
ونقلت "خاما برس" عن حاكم إقليم هلمند، محمد ياسين خان، القول إن 16 مسلحًا على الأقل قتلوا أثناء الغارات الجوية التي نفذتها القوات الأفغانية في الإقليم. وأضاف ياسين خان أن 7 على الأقل من قادة المسلحين المناهضين للحكومة، كانوا بين القتلى. فيما صرح مسؤولون أفغان بأن ما لا يقل عن 9 جنود لقوا حتفهم جراء هجوم شنه مسلحون من حركة طالبان على نقاط تفتيش بإقليم قندوز شمال البلاد.
وقال محمد يوسف أيوبي، عضو مجلس الإقليم، إن العشرات أصيبوا في هجمات على ما لا يقل عن نقطتي تفتيش بمنطقة إمام صاحب بالإقليم. من جانبه، صرح أمين الله آية الدين، العضو أيضاً بمجلس الإقليم، بأن المسلحين شنوا هجمات في ساعة متأخرة مما لا يقل عن 5 اتجاهات، واستمرت الاشتباكات طوال الليل.
وقتل 15 عنصرا على الأقل من حركة طالبان جراء هجوم شنه مسلحون منتسبون لتنظيم "داعش"، على منزل أحد القادة العسكريين في حركة طالبان شمال أفغانستان، وفقا للسلطات المحلية. وقال قائد شرطة الولاية عبد القيوم باقيزوي لوكالة الصحافة الفرنسية، إن الهجوم استهدف منزلا في مديرية سياد بولاية ساريبول، مضيفا أن أحد قادة طالبان كان من بين القتلى. وفر المسلحون الذين كانوا يحملون البنادق والقنابل اليدوية، من المنطقة.
وأكد المتحدث باسم حاكم الولاية، ذبيح الله أماني، عدد القتلى، مشيرا إلى أن "داعش" وطالبان يتقاتلان منذ أكثر من شهرين في جوزجان المجاورة وساريبول، ما أدى إلى مقتل المئات من الجانبين. وبينما نقلت وكالة سبوتنيك عن أماني قوله إن مسلحين اثنين من تنظيم "داعش" الإرهابي اقتحما قبل ظهر اليوم منزل قيادي في طالبان يدعى قاري غضنفر، وأطلقوا النار على الموجودين.
وواصل "نجم عن الحادث مقتل 15 عنصرا من حركة طالبان وإصابة 5 آخرين، لافتا إلى أن من بين القتلى عددا من أقارب غضنفر في مقدمتهم شقيقه الذي فارق الحياة إثر تعرضه لوابل من الرصاص، فيما تمكن المهاجمان من الهروب. ولم تعلق حركة طالبان على الهجوم، فيما لم يعلن تنظيم "داعش" مسؤوليته عنه. ومنذ ظهوره الأول في أفغانستان عام 2014، تمكن تنظيم "داعش" من بسط سيطرته على مناطق شاسعة من ولايتي ننكرهار وكونار شرق البلاد، على الحدود مع باكستان، حيث يخوض حربا ضد طالبان.
ثم وسع التنظيم تواجده شمالا، وراح يقاتل كلا من مسلحي طالبان والقوات الأفغانية والأميركية. ورغم أن طالبان هي أكبر الجماعات المسلحة في أفغانستان، فإن تنظيم "داعش" له حضور قوي في البلاد وأظهر مرارا مقدرته على شن هجمات مدمرة في المدن بينها العاصمة كابل.
أرسل تعليقك