إيران تعتبر فرض العقوبات الأميركية على لاريجاني تجاوزًا لكل الخطوط
آخر تحديث GMT06:42:22
 العرب اليوم -

إيران تعتبر فرض العقوبات الأميركية على لاريجاني "تجاوزًا لكل الخطوط"

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - إيران تعتبر فرض العقوبات الأميركية على لاريجاني "تجاوزًا لكل الخطوط"

رئيس القضاء صادق لاريجاني
طهران - مهدي موسوي

عدَّت وزارة الخارجية الإيرانية فرض العقوبات الأميركية على رئيس القضاء صادق لاريجاني «تجاوزًا لكل الخطوط الحمر السلوكية في المجتمع الدولي"، وقالت وزارة الخزانة الأميركية، ليلة الجمعة، إنها أدرجت رئيس القضاء الإيراني على قائمة العقوبات، وتعود العقوبات إلى انتهاكات حقوق الإنسان.

قبل ذلك، في 25 مارس/ آذار 2012، أُدرج صادق لاريجاني على قائمة عقوبات الاتحاد الأوروبي بتهمة «الانتهاك الصارخ لحقوق الإنسان». ولأنها تزامنت "العقوبات" مع تعزيز العقوبات الهادفة في الاتحاد الأوروبي ضد طهران، لم تحظ بتغطية إعلامية كبيرة.

في الحد الفاصل بين عامي 2011 و2012 بسبب تسارع وتيرة العقوبات الاقتصادية الهادفة ضد إيران، كانت العقوبات التي استهدفت المسؤولين الإيرانيين بشكل أساسي، لانتهاكات حقوق الإنسان، أقل أهمية وعلى هامش الأخبار، أما الآن فإن الوضع مختلف، سيكون فرض العقوبات على رئيس القضاء الإيراني، في أعقاب أجواء ما بعد الاتفاق النووي، موضع اهتمام كبير من وسائل الإعلام. وبإمكانه أن يكون بمثابة أرض خصبة للمناقشات الجديدة حول أوضاع حقوق الإنسان في إيران.

من ناحية أخرى، نجحت إيران، قبل عامين، في رفع جزء من العقوبات النووية في إطار الاتفاق النووي بعد فترة 18 شهرًا من المفاوضات المكثفة، كما وعد الرئيس الإيراني حسن روحاني خلال سباق الانتخابات الرئاسية الماضية بأنه سيتوجه نحو العقوبات غير النووية، وسيعمل على رفعها في ولايته الرئاسية الثانية. 

انطلاقًا من ذلك، فإن فرض العقوبات على رئيس السلطة القضائية يمكن أن يكون واحدًا من أهم المؤشرات على هزيمة وعود روحاني الانتخابية، ومن هذا المنطلق، فإن الأصوليين المعارضين للاتفاق النووي والمنتقدين لإدارة روحاني، ستكون لديهم فرصًا أفضل في الأيام المقبلة، لمواصلة النقد ضد الاتفاق النووي.

وعلى الرغم من تأييد صادق لاريجاني للسياسة العامة للجمهورية الإسلامية في توقيع الاتفاق النووي، فإنه اعتبر خلال خطاباته في عدة مناسبات، استمرار العقوبات الأميركية غير النووية ضد إيران، مؤشرًا على عدم جدوى الاتفاق النووي. وعلى الأساس نفسه، دعا خلال العام الأخير إلى التوصل لإجماع داخلي في الرد المناسب على العقوبات الأميركية، ولم يحدد رئيس القضاء الإيراني نوعية الرد المناسب على العقوبات الأميركية، ولكن الحدث الجديد بإمكانه أن يؤدي إلى تعزيز موقفه، وسوف تتعرض حكومة روحاني لمزيد من الضغوط للرد على حكومة ترمب.

كما أن الموقف المتعاطف لوزارة الخارجية الإيرانية، الذي عد العقوبات ضد لاريجاني تجاوزًا للخطوط الحمر، هو نوع من التجامل السياسي، لكنه يظهر أن الحكومة الإيرانية بدأت منذ الآن بإرسال إشارات إيجابية إلى رئيس السلطة القضائية، حتى يوجه انتقاداته نحو ترمب، ويقلل من حدة انتقاداته للاتفاق النووي.

لكن النقطة الأهم من ذلك تعود إلى تبعات العقوبات الأميركية ضد شخص لاريجاني. وفقًا لقوانين العقوبات ستصادر بعد الآن أموال لاريجاني في أميركا. كذلك إذا تعاملت شركات أخرى معه ستخسر حق الحضور والنشاط الاقتصادي في السوق الأميركية.

ومن غير المرجح أن تكون لرئيس القضاء الإيراني ممتلكات في الولايات المتحدة، وليس له نشاط تجاري معلن خارج إيران حتى يكون عرضة للأضرار الشخصية. ولكن هناك نقطة هامة؛ خلال العام الماضي جرت بعض المناقشات واسعة النطاق حول حسابات بنكية تابعة للسلطة القضائية، ووفقًا للروتين المقبول في إيران فإن حسابات السلطة القضائية تسجل باسم رئيس القضاء في إيران. بحسب عضو البرلمان الإيراني محمود صادقي هناك أكثر من 63 حسابًا بنكيًا في إيران باسم صادق لاريجاني.

وقانونيًا ينبغي أن تكون هذه الحسابات باسم السلطة القضائية في إيران، وأن تدفع إيراداتها إلى الخزانة الإيرانية، ولكن السلطات القضائية لم تدفع الإيرادات إلى حسابات الخزانة فحسب، بل استثمرت هذه الأموال بآلية معقدة في البنوك الإيرانية، وحصلت على أرباح مقابل ذلك، وفي هذا الصدد، قال رئيس القضاء الإيراني إن هذا الأمر حصل بموافقة المرشد علي خامنئي، وأن الأمر كان ساريًا من قبل، ومع ذلك، فإن النقطة الهامة الآن هي أنه نظرًا للعقوبات ضد لاريجاني، هل يمكن القول إن جميع الحسابات البنكية للقضاء الإيراني تشملها العقوبات أيضًا؟

بطبيعة الحال، يبدو من غير المرجح أن تكون لدى السلطة القضائية أي صفقات مع الشركات الأجنبية، لكن فرض العقوبات على رئيس القضاء يمكن أن يوفر فرصة لمناقشة تغيير الوضع الراهن لـ63 حسابًا مصرفيًا تعود للاريجاني. من المرجح أن يكون الحادث موضع ترحيب من جانب خصوم لاريجاني، وسيساعد على أن تكون الحسابات البنكية للقضاء أكثر شفافية وقانونية.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إيران تعتبر فرض العقوبات الأميركية على لاريجاني تجاوزًا لكل الخطوط إيران تعتبر فرض العقوبات الأميركية على لاريجاني تجاوزًا لكل الخطوط



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 16:16 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

ميمي جمال تكشف سبب منع ابنتها من التمثيل
 العرب اليوم - ميمي جمال تكشف سبب منع ابنتها من التمثيل

GMT 06:20 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

الحكومة والأطباء

GMT 04:11 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 07:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 11:18 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

رسميًا توتنهام يمدد عقد قائده سون هيونج مين حتى عام 2026

GMT 13:28 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

5 قتلى جراء عاصفة ثلجية بالولايات المتحدة

GMT 19:53 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

أوكرانيا تعلن إسقاط معظم الطائرات الروسية في "هجوم الليل"

GMT 10:05 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

شركات الطيران الأجنبية ترفض العودة إلى أجواء إسرائيل

GMT 19:00 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

أوكرانيا تؤكد إطلاق عمليات هجومية جديدة في كورسك الروسية

GMT 10:12 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

انخفاض مبيعات هيونداي موتور السنوية بنسبة 8ر1% في عام 2024

GMT 11:11 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

إقلاع أول طائرة من مطار دمشق بعد سقوط نظام بشار الأسد

GMT 18:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

هوكستين يؤكد أن الجيش الإسرائيلي سيخرج بشكل كامل من لبنان

GMT 07:25 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

استئناف الرحلات من مطار دمشق الدولي بعد إعادة تأهيله

GMT 10:04 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

البيت الأبيض يكتسى بالثلوج و5 ولايات أمريكية تعلن الطوارئ

GMT 08:21 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

أحمد الفيشاوي يتعرّض لهجوم جديد بسبب تصريحاته عن الوشوم

GMT 06:39 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

زلزال قوي يضرب التبت في الصين ويتسبب بمصرع 53 شخصًا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab