أفادت مصادر عسكرية في الجيش اليمني بسقوط عشرات القتلى في صفوف الحوثيين، بينهم قيادي ميداني بارز، الجمعة، علاوة على سقوط جرحى وأسرى انقلابيين في قبضة الجيش، وذلك في معارك اندلعت عقب إفشال قوات الجيش اليمني محاولات تقدم للجماعة الانقلابية إلى مواقعهم في جبهات الجوف ومأرب والضالع.
وقتل مدني، وأصيب 7 آخرون، في مدينة تعز، بقصف شنته جماعة الحوثي الانقلابية على عدد من الأحياء السكنية، ومواقع الجيش اليمني في الجبهة الشرقية، الخميس، فيما أصيب مواطن وطفلان إثر انفجار ألغام أرضية زرعها الانقلابيون في الحديدة ومأرب، الأربعاء.
ويأتي ذلك في إطار استمرار الجماعة الانقلابية باعتداءاتها، رغم إعلان وقف إطلاق النار، من خلال القصف المستمر على القرى والأحياء السكنية ومواقع الجيش اليمني في مختلف جبهات القتال بالقذائف الصاروخية والمدفعية، فضلاً عن حشد التعزيزات، وحفر الخنادق، مستغلّة التزام الجيش الوطني اليمني، وتحالف دعم الشرعية، بوقف إطلاق النار استجابة لدعوة الأمم المتحدة.
وفي مأرب (شمال شرقي البلاد)، أفادت المصادر العسكرية بمقتل 7 انقلابيين متسللين، بينهم قيادي ميداني في جبهة صرواح (غرباً)، عقب تصدي الجيش الوطني لهجوم واسع شنته مجاميع انقلابية، في محاولة مستميتة منها للتسلل صوب مواقع الجيش، بالتزامن مع دفع الميليشيات الانقلابية بتعزيزات إلى مواقعها، فيما لا يزال الجيش الوطني يحافظ على مواقعه التي حررها قبل بدء سريان هدنة وقف إطلاق النار.
وفي الجوف (شمال البلاد)، قالت المصادر إن «9 انقلابيين قتلوا، وأصيب آخرون، علاوة على وقوع أسرى في قبضة قوات الجيش الوطني، خلال تصدي القوات لمحاولة تسلل من الانقلابيين إلى تباب الضلع والنضود، شرق بئر المرازيق بمديرية خب الشف، شمال معسكر اللبنات».
وقال ربيع القرشي، الناطق الرسمي باسم المنطقة العسكرية السادسة، في تغريدة له على صفحته الخاصة بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، إن «أبطال الجيش الوطني تمكنوا من اغتنام طقمين عسكريين بعتادهما العسكري، وأسر 10 حوثيين، صباح الجمعة، بمنطقة النضود شرق بير المرازيق في الجوف».
أما في الضالع (جنوباً)، فتمكنت وحدات من قوات الجيش المرابطة في جبهة الأزارق (غرب الضالع) - ماوية (شرق تعز)، الواقعة بين الضالع وتعز، بعد منتصف ليلة الخميس، من كسر وإفشال هجوم واسع شنته الميليشيات الحوثية باتّجاه المواقع التي تتمركز فيها شرق منطقة باهر بمديرية ماوية، وفق المركز الإعلامي لـ«محور الضالع» الذي نقل عن المقدم حسن أحمد صالح، رئيس عمليات اللواء الخامس مقاومة، قوله إن «الميليشيات شنَّت هجومها بعد منتصف ليلة الخميس، واستخدمت فيه قذائف الهاون ومدفعية 24 وسلاح 14.5 لتعزيز عناصرها المتسللة، وحاولت فيه إحراز أي تقدم باتّجاه مواقعنا في الفَراشة والشَجفَاء، لكن سرعان ما تم صدّها وردعها، وانكسرت بعد تلقيها خسائر كبيرة».
وأضاف أن «هذا التطور يأتي ضمن تصعيدات الميليشيات المتواصلة المناهضة لدعوات التهدئة التي أطلقتها الأمم المتحدة والتحالف، ورحبت بها القيادة السياسيّة في المجلس الانتقالي».
وتزامنت هذه التطورات في جبهة الأزارق - ماوية مع استمرار المواجهات المتقطعة في قطاعات الفاخر وهِجار وصُبيرة الجب والثَوخَب وحبيل يحيى (شمال غربي محافظة الضالع)، على خطوط التماس المتاخمة للمناطق الواقعة جنوب محافظة إب.
وبالانتقال إلى تعز، قال العقيد عبد الباسط البحر، نائب ركن التوجيه في محور تعز العسكري، إن «الميليشيات الحوثية استهدفت بأكثر من 5 قذائف هاون الأحياء السكنية ومواقع الجيش الوطني بالجبهة الشرقية، ما أسفر عن سقوط شهيد و7 جرحى. وإن الميليشيا تستمر في عمليات القنص لتلك الأحياء، في تصعيد متعمد وانتهاك واضح للهدنة المعلنة».
وأضاف: «وفي خرق آخر واضح للهدنة غرب تعز، يجري تعزيز وتحشيد جديد للميليشيات الانقلابية للجبهة الغربية، في محاولة منها للتقدم والاختراق والسيطرة على منفذ تعز الوحيد، والخط الرئيسي الرابط لها بالمحافظات الأخرى، لإحكام الحصار ومنع الغذاء والدواء والماء عن أكثر من 4 ملايين مدني في تعز، في جريمة يهتز لها ضمير الإنسانية»، مؤكداً «وجود أعداد كبيرة للميليشيات في قرية مكائر غرب المدينة، وفي قريض ونجد تبيشعة، حيث توجد قيادات الميليشيات في مكائر، من بينهم مشرف الميليشيات بالجبهة الغربية، المدعو أبو نصر».
وأشار إلى أن «الميليشيات في مكائر قامت باتخاذ قرار يلزم أهالي القرية برفد الجبهات من أبنائهم، ومن يعارض يدفع 50 ألف ريال يمني».
وفي الوقت الذي تخضع فيه محافظة الحديدة الساحلية، المطلة على البحر الأحمر، لهدنة أممية أبرمت في العاصمة السويدية استوكهولم في عام 2018، ناهيك من الهدنة من طرف واحد التي أعلنها تحالف دعم الشرعية في اليمن، بقيادة السعودية، في إطار دعمه الجهود الأممية والمحلية للاحترازات من وباء فيروس «كورونا»، تواصل ميليشيات الحوثي الانقلابية خروقاتها اليومية في مختلف المناطق من محافظة الحديدة.
وأطلقت ميليشيات الحوثي، الجمعة، نيران أسلحتها الرشاشة صوب الأحياء الآهلة بالسكان في مديرية حيس، جنوب الحديدة، مما تسبب بحالة من الذعر والخوف في صفوف المواطنين، خاصة النساء والأطفال.
وأصيب، الخميس، خالد محمد إسماعيل بإصابات بليغة في إحدى قدميه ومناطق متفرقة من جسده، إثر انفجار لغم أرضي من مخلفات ميليشيات الحوثي التي زرعتها في إحدى الطرقات في منطقة الكدح بمديرية الخوخة، جنوب محافظة الحديدة، وتم نقل المصاب إلى مستشفى الخوخة لتلقي العلاج اللازم.
ومساء الخميس، قال مصدر عملياتي في القوات المشتركة إن «الميليشيا الموالية لإيران ارتكبت 55 خرقاً بعمليات قصف بالمدفعية والأسلحة الرشاشة على المناطق السكنية والقرى، حيث تركز القصف على القرى في منطقة الفازة والجبلية ومركز مديرية التحيتا لأحياء السكنية في مدينة حيس وفي مديرية الدريهمي، جنوب الحديدة».
وفي السياق، أصيب طفلان جراء انفجار لغم زرعته ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران، الأربعاء، في منطقة الرف بير أبو لحوم بمديرية مدغل، غرب محافظة مأرب، وفق ما أفاد به مصدر طبي في مستشفى الهيئة العام بمدينة مأرب لمكتب المشروع السعودي لتطهير الأراضي اليمنية من الألغام (مسام)، الذي ينفذه «مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية»، إذ قال المصدر إن «طفلين، ناجي حسن صالح الحنك (12 عاماً) ونصر الله فرحان وافي (13 عاماً) وصلا المستشفى مصابين بجروح متفاوتة بسبب تعرضهم لانفجار لغم»، مشيراً إلى أن حالتهما مستقرة.
قد يهمك ايضا :
الجيش اليمني يُحرر مواقع استراتيجية في محافظة البيضاء
اتهام الحوثيين باستغلال الهدنة لقصف الأحياء السكنية في البيضاء والدفع بتعزيزات إلى الجبهات
أرسل تعليقك