أعلن رئيس الحكومة السابق رئيس كتلة "المستقبل" النيابية فؤاد السنيورة، عزوفه عن الترشّح للانتخابات النيابية بعد 9 أعوام على العمل البرلماني، وأتى هذا القرار بعدما كان رئيس الحكومة سعد الحريري تمنى عليه المضي قدما في الترشح عن مدينة صيدا، وهي الدائرة التي يشغل اليوم السنيورة أحد مقاعدها، وطلب الأخير استمهاله حتى يأخذ القرار بهذا الشأن.
أعلن السنيورة عن قراره الذي لم يكن مفاجئا لأسباب عدة، أهمها متعلق بطبيعة المعركة في دائرة صيدا - جزين، التي لا تسمح لـ"تيار المستقبل" بالفوز بمقعدين، وفق القانون الجديد، وبالتالي فإن معركة السنيورة ستكون خاسرة انطلاقا من أن النائبة بهية الحريري مستمرة في ترشحها.
وأعلن رئيس كتلة "المستقبل" عزوفه عن الترشح في مؤتمر صحافي أكد خلاله أن هذا القرار لا يعني ابتعاده عن "تيار المستقبل" مع اعترافه بالفشل في وضع حد للسلاح غير الشرعي، لا سيما بعد تحرك "حزب الله" المسلّح في بيروت، في إشارة إلى أحداث 7 مايو (أيار) 2008.
ورأى السنيورة أن القانون الانتخابي الحالي أقرب إلى "القانون الأرثوذكسي"، (أي أن تنتخب كل طائفة نوابها)، ويتعارض مع الدستور في طريقة تقسيم الدوائر الانتخابية ولا يعطي أي دور للبرامج الانتخابية.
وتحدث في المؤتمر الصحافي عن مسيرته التي بدأها مع الرئيس الراحل رفيق الحريري في التسعينات ضمن إطار المشروع الوطني والنهضوي، وبعد ذلك في العمل السياسي متسلما منصب وزير الدولة للشؤون المالية، وبعدها وزيرا أصيلا للمال في حكومات الحريري.
وأضاف: "خلال تلك الفترة، لم أسع يوما للعمل النيابي. لكن وبعد استقالة حكومة الحريري الخامسة، وفي ضوء ما رافق ذلك من استعصاءات وإخفاقات وإشكاليات، وقبل حدث استشهاد الرئيس رفيق الحريري المهول والمزلزل، كنت قد اتفقت معه على أن أترك العمل الوزاري والتفرغ والعودة إلى العمل في القطاع الخاص".
وبعد استشهاد الرئيس الحريري تولى السنيورة رئاسة الحكومة، وعن هذه المرحلة قال: "كرئيس للحكومة، عملت على تحقيق إنجاز إقرار المحكمة الدولية الخاصة بلبنان من أجل كشف القتلة والمجرمين ولتحقيق العدالة، ولحماية مستقبل الحياة السياسية في لبنان، وليس للثأر؛ وذلك ما أنجزناه، بحيث صدر قرار إنشاء هذه المحكمة بموجب قرار مجلس الأمن الدولي رقم (1757) وتحت الفصل السابع، كذلك وعملت من أجل قيام العلاقات الدبلوماسية بين البلدين الشقيقين والجارين لبنان وسورية".
وأضاف: "لقد نجحنا بداية في إنقاذ الجمهورية والحفاظ عليها من السقوط والتداعي، كما الحفاظ على وحدة مؤسسات الدولة.. لكننا في المقلب الآخر فشلنا في منع سيطرة السلاح غير الشرعي وتمدده، وبخاصة بعد التدخل العسكري لـ(حزب الله) في بيروت عام 2008".
وقال: "لقد نجحنا أيضا، وبسرعة قياسية، في إعادة إعمار ما دمره العدوان الإسرائيلي عام 2006، وإعادة بناء ما دمر في الجنوب والضاحية الجنوبية والبقاع والشمال بأموال المساعدات من الدول العربية الشقيقة والصديقة وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية".
وعن ترشحه للمرة الأولى للانتخابات النيابية، قال السنيورة إن الحريري تمنى عليه عام 2009 حين شارفت مهامه في رئاسة مجلس الوزراء في حكومته الثانية التي ألفها إثر "اتفاق الدوحة"، الترشح لشغل المقعد النيابي عن مدينة صيدا وتولي رئاسة الكتلة النيابية لـ"تيار المستقبل"، مع العلم بأنه ومنذ ذلك الحين لم تجر في لبنان انتخابات نيابية بحيث تم التمديد للبرلمان 3 مرات.
وردا على سؤال عن زيارة الحريري إلى المملكة العربية السعودية، قال السنيورة: "سعيد جدا بهذه الزيارة وهذه العلاقة التي تمثل ليس فقط علاقة مع المملكة العربية السعودية ومع الخليج، بل ومع كل الدول العربية، لأنه، في النهاية، يجب أن ننظر إلى مصلحة اللبنانيين، ومصلحتهم في اقتصادهم، وهذه المصالح لا تتعزز إلا بعلاقات سوية مبنية مع جميع الدول العربية، ولا سيما مع تلك التي لدينا معها علاقات اقتصادية كبيرة جدا وأيضا علاقات من اللبنانيين في هذه البلدان. لكن أنا دائما مع العلاقات السوية مع الدول العربية ومع الدول الصديقة المبنية على احترام الدولة واحترام سلطتها وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، وليس فقط بالكلام ننأى بالنفس؛ لا بل أن نمارسه فعلا".
أرسل تعليقك