أنقرة ـ جلال فواز
دفع الجيش التركي بتعزيزات إلى المناطق المجاورة للحدود السورية تحسبا لأي حدث طارئ قد يستدعي التدخل العسكري، وذلك وسط تصاعد الأنباء عن قرب عملية عسكرية تركية تستهدف "وحدات حماية الشعب" الكردية (الذراع العسكرية لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري) التي تسيطر على المدينة.
وقالت مصادر عسكرية تركية الأربعاء، إنه تم إرسال شاحنات عسكرية محملة بالمعدات والآليات القتالية من ثكنات الجيش في عدد من الولايات باتجاه ولاية هاتاي جنوب تركيا المتاخمة للأراضي السورية بهدف رفع جاهزية الوحدات العاملة هناك.
وجاء الدفع بهذه التعزيزات في الوقت الذي تواصل فيه القوات التركية التي تتمركز في إدلب القيام بعمليات استكشافية لمراقبة الأوضاع في عفرين استعدادا لعملية عسكرية محتملة، وتؤكد تركيا منذ أشهر أن أي اعتداء على أراضيها من داخل عفرين سيقابل برد عسكري قوي.
وجدد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الأحد الماضي، إصراره على "تطهير" مناطق عفرين، ومنبج، وتل أبيض، ورأس العين، والقامشلي، من عناصر وحدات حماية الشعب الكردية.
وقال إردوغان إن تركيا لن تسمح بتحقيق أهداف من سماهم "الإرهابيين" الذين دللتهم وسلحتهم وحرضتهم أطراف تدعي أنها حليفة لبلاده (في إشارة إلى الدعم العسكري الأميركي لوحدات حماية الشعب الكردية في إطار الحرب على تنظيم داعش الإرهابي) وشدد على إصرارهم على تنظيف الحدود التركية من "الإرهابيين".
كانت تقارير إعلامية تركية تحدثت عن أن العملية المحتملة في عفرين ستنطلق في منتصف يناير/ كانون الثاني المقبل، بينما يتواصل إنشاء نقاط المراقبة في منطقة خفض التصعيد في إدلب على بعد نحو 4 كيلومترات فقط من نقاط تمركز وحدات حماية الشعب الكردية في عفرين.
وذكرت صحيفة "يني شقث" القريبة من الحكومة التركية أن التجهيزات الأمنية والعسكرية قبل بدء عملية عسكرية في عفرين السورية، التي تضطلع بها القوات المسلحة ووحدات مكافحة الإرهاب التركية، تسير على قدم وساق.
وأشارت إلى أن الطائرات التركية من دون طيار حلقت بما مجموعه 14 ألفا و851 ساعة في الهواء خلال عام 2017 فقط، وتمكنت بذلك من تسجيل وتعَقب كل تحركات التنظيمات الإرهابية في عفرين السورية ثانية بثانية.
وأضافت الصحيفة أن "وحدات حماية الشعب" الكردية، وغيرها من العناصر و"التنظيمات الإرهابية" التي تنتشر في المنطقة، فقدت القدرة على الحركة في تلك المناطق نتيجة إحكام القوات المسلحة التركية السيطرة على الأجواء هناك بفضل الطلعات التي تنفذها بواسطة الطائرات من دون طيار.
كما تسير التحضيرات الخاصة بعملية عفرين في منطقة الحدود التركية السورية بكثافة، حيث أزالت القوات التركية الحواجز في أجزاء كثيرة من الجدار الأمني الذي أقامته تركيا على الحدود السورية منذ عام 2015، بهدف فتح الطريق أمام الشاحنات والعربات العسكرية الكبيرة للمرور إلى أهدافها.
أرسل تعليقك