السفير البريطاني لدى ليبيا يودع منصبه برسالة حزينة
آخر تحديث GMT17:12:14
 العرب اليوم -

السفير البريطاني لدى ليبيا يودع منصبه برسالة حزينة

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - السفير البريطاني لدى ليبيا يودع منصبه برسالة حزينة

السفير البريطاني لدى ليبيا بيتر ميليت
طرابلس ـ فاطمة سعداوي

كتب السفير البريطاني لدى ليبيا بيتر ميليت، أخر مقالاته، بعنوان "عزيزتي ليبيا"، مودعًا منصبه برسالة يغلب عليها الحزن والرومانسية. وقال ميليت: "لقد مضى على صداقتنا عامان ونصف. لكن ها قـد حان الوقت لكي أغادر. فكما قالت جولييت لروميو (الفراق، يا لـَهُ من حـزن عـذب)، الوداعُ أمرٌ شاقّ، لكن يتوجب عليّ أن أمضي".

وعلى الرغم من أنه اعتبر التعرّف على ليبيا كان دائماً من دواعي سروره، لكنه لفت في المقابل إلى أنه لم يكن سهلاً، مشيراً إلى أنه خلال الأشهر العشرة الأولى لم يكن متاحاً لي أن أضع قدمي في البلاد. وكوننا سفارة في المنفى فقد منعني ذلك من الالتقاء بالليبيين في ليبيا.

واعتبر ميليت أن عهد العقيد الراحل معمر القذافي، الذي حكم البلاد لنحو أربعة عقود: شهد الكثير من الخلافات والمشكلات والكوارث. لكنه اعترف أيضاً بأن الآمال في مستقبل أفضل لليبيين بعد الإطاحة بالقذافي لم تتحقق، مضيفاً أنه كلما ازدادت معرفتي بك، زادت مشاركتي لك في مشاعر الإحباط جرّاء ذلك.

ورأى ميليت أن ليبيا تحتاج في المستقبل إلى تطور وليس إلى ثورة، موضحاً أن بناء الدولة من القاع إلى القمة سيستغرق وقتاً، ويتطلب أن يتكـوّن لدى الليبيين الإحساس بوحدة الهدف، والرغبة في التنازل من أجل الصالح العام للشعب.

ورأى ميليت أنه من المحزن جداً أن الاتفاق السياسي الليبي لم يتم تطبيقه كما يجب، في إشارة إلى اتفاق الصخيرات المبرم في المغرب برعاية بعثة الأم المتحدة عام 2015. مشيراً إلى أن ثمة مواد تم إهمالها وتواريخ لم يتم الالتزام بها. ومع ذلك، فقد اعتبر ميليت أن هذا الاتفاق يظل هو الإطار المجدي الوحيد لحل الأزمة في ليبيا.

وفيما بدا كما لو أنه انتقاد لاعتزام البعثة الأممية إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية في ليبيا قبل نهاية العام الحالي، قال السفير البريطاني: الآن أسمع كلاماً عن انتخاباتٍ مبكرة... لكن من دون الترتيبات المناسبة، فإن الانتخابات لن تمثل حلاً سهلاً أو سريعا للأزمة، معتبراً أن عملية تسجيل الناخبين ستستغرق وقتاً، والترتيبات الأمنية ستتطلب تجهيزاً دقيقاً، وسيكون من الضروري إصدار قانون للانتخابات، مشدداً على أنه سيكون من الحتمي إجراء مصالحة سياسية أكبر، حتى يمكن للنتائج أن توحّد البلاد بدل تقسيمها، وحتى يقبل كل المشاركين بالنتائج.

ورداً على انتقادات له ولبلاده بالتدخل في الشأن الداخلي الليبي، قال ميليت: لم تفتأ الأساطير حول المؤامرات البريطانية ضد ليبيا أن تثير دهشتي. لكن جميعها كلام فارغ بالطبع. والمزاعم بأن الحكومة البريطانية تدعم الإرهاب والتطرف، أو الإخوان المسلمين، أو أنها تريد تقسيم البلاد أو نهب ثروة ليبيا، كلها من نسج الخيال وليست حقائق

واستطرد ميليت موضحاً: "الرسالة الجوهرية التي داومتُ على تكريرها باستمرار هي أن القرارات الخاصة بمستقبلك يعود تقريرها لكِ أنتِ، وليس للمجتمع الدولي". واختتم بيتر رسالته مخاطباً ليبيا بقوله "الفراق أمرٌ صعب، وأنا أُقـدِمُ عليه بحزنٍ يغمرُ قلبي. سوف أواصل متابعة تقدمك، وكلي يقين بأن لديك الكثير من الأصدقاء في بريطانيا وحول العالم، الذي يريدون مساعدتك. أتمنى لكِ كل التوفيق في المستقبل".

وكان ميليت قد تعرض لانتقادات لاذعة من أحد الشباب خلال اجتماع عقده مؤخراً في ليبيا، حيث اتهم بالتدخل في شؤون ليبيا، والضرب بعرض الحائط مواثيق الأمم المتحدة ومجلس الأمن في هذا الصدد. وتولى ميليت منصب سفير بريطانيا لدى الأردن عام 2011، كما تولى مناصب عدة في السلك الدبلوماسي البريطاني منذ انضمامه عام 1974، من بينها مدير الأمن في وزارة الخارجية البريطانية.

وتحدثت مصادر صحافية عن احتمال تعيين الخارجية البريطانية لفرانك بيكر، سفير بريطانيا السابق في العراق والكويت، سفيراً جديداً لدى ليبيا، خلفاً لميليت الذي انتهت مهمته.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السفير البريطاني لدى ليبيا يودع منصبه برسالة حزينة السفير البريطاني لدى ليبيا يودع منصبه برسالة حزينة



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 16:16 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

ميمي جمال تكشف سبب منع ابنتها من التمثيل
 العرب اليوم - ميمي جمال تكشف سبب منع ابنتها من التمثيل

GMT 06:20 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

الحكومة والأطباء

GMT 04:11 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 07:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 11:18 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

رسميًا توتنهام يمدد عقد قائده سون هيونج مين حتى عام 2026

GMT 13:28 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

5 قتلى جراء عاصفة ثلجية بالولايات المتحدة

GMT 19:53 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

أوكرانيا تعلن إسقاط معظم الطائرات الروسية في "هجوم الليل"

GMT 10:05 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

شركات الطيران الأجنبية ترفض العودة إلى أجواء إسرائيل

GMT 19:00 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

أوكرانيا تؤكد إطلاق عمليات هجومية جديدة في كورسك الروسية

GMT 10:12 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

انخفاض مبيعات هيونداي موتور السنوية بنسبة 8ر1% في عام 2024

GMT 11:11 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

إقلاع أول طائرة من مطار دمشق بعد سقوط نظام بشار الأسد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab