دمشق - نور خوام
أكد سبان حمو، رئيس "وحدات حماية الشعب" الكردية، السبت، على أنّ قواته جاهزة للتوجه إلى السويداء لـ"حماية" أهلها الدروز من تنظيم "داعش"، لافتا إلى عدم وجود "خطة واضحة" في الوقت الراهن لقيام قوات الحكومة السورية بعملية عسكرية في إدلب شمال غربي البلاد.
وتزامن كلام حمو مع إرسال دمشق تعزيزات عسكرية إلى السويداء لشن عملية واسعة ضد "داعش" بعد مفاوضات لنقل عناصر من منطقة وادي اليرموك بين درعا والقنيطرة ضمن اتفاقات تسوية أسفرت عن سيطرة قوات الحكومة على كامل جنوب البلاد وجنوب الغربي واستئناف "القوات الدولية لمراقبة فك الاشتباك" (أندوف) نشاطها في الجولان بين سورية وإسرائيل.
وقال حمو: "شنّ داعش هجمات وحشية على أهلنا في السويداء.. وجع أهلنا الدروز نفس وجعنا كما حصل مع أهلنا في كوباني (عين العرب) وعفرين (في إشارة إلى هجوم شنته قوات الجيش التركي وفصائل معارضة بداية العام).. لا نفرق بين هذه الهجمات والهجمات على أهلنا في السويداء ووحدات الحماية جاهزة لإرسال قوات إلى السويداء لتحريرها من الإرهاب".
وانهارت مفاوضات بين "داعش" ووجهاء السويداء لإطلاق مخطوفين من نساء وأطفال لدى التنظيم ورفض حمود الحناوي أحد شيوخ طائفة الموحدين الدروز في سورية مطالب "داعش"، وقال الشيخ الحناوي لوكالة الأنباء الألمانية: "طلب "داعش" عبر وسطاء نقل عناصر التنظيم من حوض اليرموك في ريف درعا الغربي إلى منطقة البادية في ريف السويداء الشرقي، وتراجع القوات الحكومية السورية عن قرى بادية السويداء مقابل الإفراج عن 13 امرأة معتقلة من قرى شريحي والشبكي ورامي" في ريف السويداء، وأضاف: "لا علاقة لنا بمسلحي داعش في منطقة حوض اليرموك، وأمرهم لا يخصنا. نريد إطلاق سراح المعتقلات، وتسليم جثث عناصر تنظيم داعش وعددهم 80 جثة، إضافة إلى عدد من الجرحى مقابل إطلاق سراح المعتقلات".
وأسفرت هجمات وعمليات انتحارية عن مقتل نحو 250 من السويداء نهاية الشهر الماضي، ذلك في أعنف عملية لـ"داعش" منذ سنوات على المنطقة ذات الغالبية الدرزية. ومنذ ذلك، وأهالي السويداء في حالة استنفار وتأهب لمواجهة "داعش" وإبعاده عن الحدود الإدارية لمحافظة السويداء تحسبا لهجمات من طرفين: البادية شرق المدينة وحوض اليرموك غربها.
وبعد إرسالها تعزيزات عسكرية إلى محافظة السويداء، تعد دمشق لهجوم في محورين: الأول باتجاه ريف السويداء الشرقي، والآخر باتجاه منطقة اللجاة في ريف السويداء الغربي، شمال مدينة درعا. وإذ أشار حمو إلى تقديم عرض المساعدة في السويداء إلى "الأطراف المعنية"، قال إن "وحدات الحماية" أثبتت أنها ناجحة في قتال تنظيم داعش والإرهابيين، إذ إنها حررت ضمن "قوات سورية الديمقراطية" ثلث مساحة البلاد من التنظيم.
كان مسؤولون في "الوحدات" وذراعها السياسي "حزب الاتحاد الديمقراطي" أعلنوا رغبتهم المشاركة في هجوم على إدلب أو شن هجوم على عفرين في حال شنت قوات الحكومة على إدلب. لكن حمو قال: "لا أرى أن هناك خطة واضحة لأي عمل عسكري في إدلب كي نقدم مقترحات"، لافتا إلى أن "العمليات العسكرية مستمرة من الوحدات في عفرين وأن الهجمات ستتصاعد من مرور الوقت".
تزامن كلام حمو مع إعلان "قوات سورية الديمقراطية" التي تشكل "الوحدات" الكردية عمودها الفقري، سيطرتها على كامل الحدود السورية - العراقية ضمن عملية "عاصفة الجزيرة" المدعومة من التحالف الدولي ضد "داعش" بقيادة أميركا. وتضم "قوات سورية الديمقراطية" 50 ألف مقاتل تشكل "الوحدات" أكثر من نصف عددهم.
أرسل تعليقك