وسط أزمات سياسية وأمنية واقتصادية حادة، طالب قائد الجيش الليبي المشير خليفة حفتر الشعب بانتفاضة "تغيير الواقع المرير" متعهدا بالحماية.جاء ذلك في كلمة للقائد العام للقوات المسلحة الليبية، الإثنين، خلال حفل استقباله من قبل أهالي وحكماء وأعيان قبائل جنوب ليبيا في مدينة غات الليبية على الحدود مع الجزائر.
وفي كلمته في المدينة التي يزورها للمرة الأولى كما أنها الزيارة الأولى لمسؤول ليبي رفيع لها، قال المشير حفتر إنه "على القوى المدنية أن تجمع شتاتها وتقدم الصفوف لاستعادة الوطن وكرامته، ولليبيا مكانتها".
وأضاف حفتر أيضا: "نحن بحاجة إلى تغيير الواقع المرير الذي لن يتغيّر من ذاته"، مؤكدا أن "الاعتماد على طبقة سياسية أو تدخل أجنبي لتحقيق التغيير إنما يكرّس حالة التردي والفوضى والانقسام السياسي".
وفي ذات الإطار أيضا أكد أنه "ليس أمام الشعب إلا أن يتحمل مسؤولية نفسه بلا نيابة لتحقيق التغيير المنشود ـ لم يبق لدينا خيار إلا الانتفاضة والثورة على هذا الواقع المزرى معتمدين على الله ثم جيشنا المتأهب والمكتمل الجاهزية المستعد للوقوف مع الشعب إذا قرّر الانتفاضة".
وتابع: "حالة التفكك التي تعيشها البلاد واضحة كالشمس ولسنا بحاجة لإلقاء العتاب واللوم على أي طرف فلن يسمن ذلك أو يغني من جوع، فلا يمكن لمعركة بناء الدولة أن تنتصر بالخطب والكذب والنفاق أو النيابة عن الشعب الذي ينبغي أن يمثل نفسه ".
واستطرد بالقول " الحل السياسي الشامل الذي يكون فيه عدو السلام طَرفًا ليس إلا وهما وضربا من الخيال".
وقال أيضا: "نحث الشعب بكل مكوناته على الاستعداد لحسم الأمور لصالحه - جئنا لنعرض ما يتحتم علينا القيام به وما يجب تجنبه فقد صرنا أمام طريقين إما طريق المستقبل الزاهر وإما الانزلاق نحو الهاوية".
وفي كلمته، أوضح القائد العام المشير خليفة حفتر، أن "ليبيا انزلقت إلى نفق مظلم على يد السياسيين والمتصارعين على الكراسي"، مؤكدا أن "معركة الشعب هي معركة تحرير شامل ضد الفساد والعبث السياسي ولا بد من خوضها شعبًا وجيشًا".
وأشار إلى أن " الجيش في كامل جاهزيته لحماية الشعب وقواه الوطنية والمدنية الحية " متابعا " نريد أن يكون الشعب الليبي قدوة لشعوب العالم في التحرر من القيود وفي المدنية والتحضر والنمو والتقدم والتصالح وصناعة السلام".
وقال أيضا " هناك معركة ضد مؤسسات التآمر على الوطن وضد الفاسدين والمنافقين ـ والمعارك التي لا يخوض غمارها الوطنيون الشرفاء تنتهي بالهزيمة والخسران".
وتعيش ليبيا أزمات أمنية تتمثل في سيطرة مليشيات مسلحة متعددة التوجهات جلها متطرف يتبع لتنظيم الإخوان المسيطر على مفاصل الدولة في غرب البلاد.
كما تشهد البلاد أيضا أزمة اقتصادية خانقة تتمثل في غلاء الأسعار وشح السيولة النقدية في المصارف إضافة لتضخم عال، نتج عن الفساد المالي المخيف في البلاد.
أيضا تعيش ليبيا أزمة ثالثة وهي سياسية تتمثل في صراع بين حكومتين على السلطة الأولى حكومة فتحي باشاغا التي كلفها مجلس النواب مطلع مارس/آذار الماضي، والثانية حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة الذي يرفض تسليم السلطة.
وبين هذا وذاك تكافح البلاد للوصول إلى انتخابات تحل تلك الأزمات وتجدد الشرعية، لكن ذلك الطريق لم يكتمل بعد تعسر توافق مجلسي النواب والدولة على قاعدة دستورية تقود لتلك الانتخابات.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
أرسل تعليقك