حبس قاضي ومفتي داعش في السعودية لـ8 أعوام
آخر تحديث GMT18:51:18
 العرب اليوم -

حبس قاضي ومفتي "داعش" في السعودية لـ8 أعوام

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - حبس قاضي ومفتي "داعش" في السعودية لـ8 أعوام

عناصر تنظيم "داعش"
الرياض - سعيد الغامدي

أصدرت المحكمة الجزائية المتخصصة حكمًا ابتدائيًا بالسجن على سعودي "8 أعوام"، تولى القضاء في تنظيم "داعش" في محافظتي حماة وحمص، وعمل مفتيًا للتنظيم في إدلب، على الرغم من أنه يحمل الشهادة المتوسطة، والتقى بعدد من قيادات التنظيم، أبرزهم أبو بكر البغدادي، قائد التنظيم، وعبدالرحمن القادولي "أبو علي الأنباري"، نائب التنظيم، وأبو محمد العدناني، المتحدث السابق باسم التنظيم، كما قام بأخذ البيعة للبغدادي من 800 شخص خلال أسبوعين، إضافة إلى تدربه على تفخيخ الألغام وصناعة العبوات الناسفة وتصفيح السيارات الانتحارية في معسكرات «جبهة النصرة» و«داعش»، وعاد إلى السعودية يتعاطى مادة الحشيش المخدرة.

واعترف المدان "31 عامًا"، بأنه غادر السعودية إلى اليمن عبر إثيوبيا، وعرض عليه الانضمام إلى جماعة أنصار الشرعية "الحوثيين" الذي تدعمها إيران، إلا أنه غادر من هناك إلى تركيا عبر مصر، ودخل الأراضي السورية، عبر وسيط "كويتي الجنسية"، في منزله، ومكث هناك مع أشخاص من جنسيات مختلفة، بينهم حامد العلي "صنّف من دول الرباعي العربي ضمن عشرات الأفراد والكيانات الذي تدعمهم قطر بالإرهاب"، الذي كان عائدًا في الوقت ذلك من سورية ومتجهًا إلى الكويت.

وابتدأت قصة القاضي والمفتي مع تنظيم "داعش " داخل الأراضي السورية، بالتنقل بين المعسكرات والتدريب فيها، وتولي العمل الشرعي تحت غطاء الإسلام، والالتقاء بقيادات التنظيم الأم لـ«داعش»، إذ توجه منذ نحو سبعة أعوام إلى معسكر في قرية أطمه التابعة لمحافظة إدلب، والتحق بجبهة النصرة، والتقى هناك بشخص اسمه الحاج إبراهيم، اتضح فيما بعد أنه أبو محمد العدناني "واسمه طه صبحي فلاحه"، المتحدث باسم تنظيم داعش السابق، حيث كان أبو محمد العدناني في حينها، مسؤولًا عن توجيه المقاتلين، ويعمل قياديًا في «جبهة النصرة» التي كانت تنضوي تحت قيادة تنظيم داعش.

وتدرب المدان كذلك في معسكرات «جبهة النصرة» في سورية على الأسلحة الرشاشة والمسدسات، والقنابل اليدوية، وتفخيخ الألغام وصناعة العبوات الناسفة وتصفيح السيارات الانتحارية، وطلب أبو محمد العدناني "قتل في غارة جوية 2016" من المدان، التوجه إلى حماة للعمل هناك كقاضٍ للتنظيم، لمدة تقارب الشهرين، ثم انتقل عمله لمدينة حمص، وتولى القضاء هناك ثلاثة أشهر، ووعده أبو محمد العدناني بعدها بنقله إلى منطقة أخرى، إلا أنه لم يفِ بوعده، وتوجه من تلقاء نفسه لإدلب، وبقي هناك مدة خمسة أشهر، وعمل مفتيًا هناك لعناصر التنظيم، للتغرير بهم واستمرارهم في الأعمال الانتحارية تحت غطاء الإسلام.

وبرر سبب الانتقال من حمص لحالة الفوضى وعدم قيام القيادات بصرف الإعاشة والمساعدات للمجاهدين القادمين من خارج سورية، بينما كانوا يصرفون بسخاء على أنفسهم، وعلى المقاتلين من الجنسية السورية، وأضاف: «ذهبت إلى مدينة حلب، حيث توجد مقرات "جبهة النصرة" ومقرات تنظيم داعش، وذلك بهدف استطلاع حقيقة الخلاف الحاصل بينهما، حيث انتشر حينها أن هناك خلافًا بين قائدي التنظيم لا أعرف سببه».

والتقى المدان بشخص يدعى أبو أسامة المغربي المسؤول عن أخذ البيعة لتنظيم داعش في شرق حلب، ثم أرسله إلى شخص آخر، يدعى أبو بكر القحطاني، وهو المسؤول الشرعي عن حلب، فشرح له حقيقة الفتنة الحاصلة هناك، وأن «جبهة النصرة» انشقت عن تنظيم داعش، بسبب رغبة أبو محمد الجولاني، زعيم «الجبهة»، في الانفراد بالإمارة والسلطة، في الوقت ذلك.

وأضاف المدان: «كنت معروفًا باسم القاضي شهاب أو شهاب الغامدي، وعندما التقيت بأبو بكر القحطاني أخبرني أن أبو بكر البغدادي، زعيم تنظيم داعش، يرغب في مقابلتي، فذهبت برفقة شخص يدعى أبو حفص الليبي، ومعه حراسات إلى بيت شعبي في منطقة الباب بحلب، حيث التقيت هناك أبو بكر البغدادي».

وذكر القاضي شهاب أن لقاءه مع أبو بكر البغدادي، كان بهدف تكليفه لتولي القضاء في دير الزور، وذلك بعد اشتكى من أبو محمد الجولاني، بسبب خلافاته مع أمراء في حمص وحماة، عندما كان يتولى القضاء، لتدخله في أعمالهم بسبب حالة الفوضى والتخبط الذي تعيشها «جبهة النصرة» هناك، إلا أنه رفض تولي القضاء في دير الزور، بحجة أنه مريض بالقرحة والدوالي، مع إصابة شديدة في أسفل الظهر، لتعرضه لحادث سيارة قبل سفره إلى سورية، وهو بحاجة للعلاج، فوافق البغدادي على طلبه، وأمر باستعادة جواز السفر من «جبهة النصرة».

وأضاف: «انتقلت إلى إدلب لترتيب أمور السفر، وتسليم بعض الأمانات التي كانت بعهدتي، ريثما يتم إحضار جواز سفري، وفي تلك الفترة حضر إليَّ أبو علي الأنباري، نائب زعيم تنظيم داعش "اسمه عبد الرحمن مصطفى القادولي، معلم في الفيزياء، قتل في غارة من قبل التحالف الدولي في مايو/أيار 2015"، وأخبرني برغبة أبو بكر البغدادي في أخذ البيعة له، في إدلب وحماة وحمص فوافقت على ذلك».

وأشار، ضمن التحقيقات خلال إيقافه بالسعودية، إلى أنه أخذ البيعة لأبو بكر البغدادي، من نحو 800 شخص، من جنسيات مختلفة، حيث استغرق ذلك الأمر نحو أسبوعين، ثم انتقل إلى حلب، والتقى المسؤول عن الحدود في تنظيم داعش، وأبلغه بالرغبة في الخروج من سوريا للعلاج، فجرى التنسيق له للوصول إلى تركيا، وجمع قبلها نحو 26.6 ألف دولار بعملات مختلفة، لمساعدته على تكاليف العلاج.

ثم قرر التوجه إلى مصر، نظراً لقلة تكاليف العلاج هناك، إلا أن أمن المطار في العاصمة المصرية القاهرة رفضوا دخوله، وطلبوا منه اختيار دولة أخرى للوصول إليها، فاختار العودة إلى السعودية في يونيو "حزيران" 2013.

وذكر المدان أنه بعد عودته للسعودية، توجه إلى مكة المكرمة، واستأجر في أحد الفنادق في حي العزيزية هناك، واتصل بزميله من أجل استضافته في منزله، إلا أن زميله رفض ذلك، وقام باستئجار سكن له من ماله، ونصحه بعدم تسليم نفسه للجهات الأمنية، وبرر ذلك بأن الجهات الأمنية ستقوم بتعذيبه ومنعه من العلاج لفترة طويلة، ثم مكث في منزل زميل آخر لمدة أسبوعين، وانتقل بعدها إلى أبها لوجود أصدقاء له سيقومون باستضافته.

وتعرف هناك على شخص متشدد يحمل الفكر التكفيري، طلب منه أن يكون وسيطًا بينه وبين أبو بكر البغدادي، قائد تنظيم داعش، لأخذ البيعة منه، وتشكيل إمارة داخل السعودية، على قدرة بتنفيذ عمليات إرهابية، وحدد إحداها، وهي استهداف جامعة الملك عبدالله "كاوست"، بسبب وجود عدد من الجنسيات الأميركية، لمقايضتهم بإطلاق سراح الموقوفين في السجون السعودية، وكذلك أيضاً في السجون الأميركية، إلا أن المدان الذي كان قاضيًا ومفتيًا في حمص وحماة، شعر بالخوف.

وعاد المدان إلى مكة المكرمة، بعد أن ساءت حالته الصحية، وأقام في مقر سكني بالقرب من أحد المستشفيات هناك، وتعرف على ثلاثة سعوديين وآخر يمني، يعملون في نفس السكن، ونشأت بينهم علاقة صداقة، دون أن يكونوا على علم بحقيقته ووضعه، وبقي هناك لمدة شهرين، ابتعد خلالها عن التشدد الذي كان يحمله، وقام بحلق لحيته، واعتاد على السجائر، وتعاطي مخدر الحشيش، إضافة إلى الحبوب المخدرة، وبرر أن مادة الحشيش الذي كان يتعاطاها لم تدخل في جوفه، بل في فمه فقط مجاراة لأصدقائه الذين يعملون في نفس المقر السكني الذي كان يقيم فيه، ثم قام بتسليم نفسه للجهات الأمنية في 2016.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حبس قاضي ومفتي داعش في السعودية لـ8 أعوام حبس قاضي ومفتي داعش في السعودية لـ8 أعوام



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
 العرب اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 09:07 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 العرب اليوم - "نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 20:51 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أشرف حكيمي يمدد عقده مع باريس سان جيرمان حتي عام 2029

GMT 18:53 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 09:37 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ثوران بركاني جديد في أيسلندا يهدد منتجع بلو لاجون الشهير

GMT 22:00 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله

GMT 11:06 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

مستشفى كمال عدوان بدون أكسجين أو ماء إثر قصف إسرائيلي مدمر

GMT 10:21 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل اعتقلت 770 طفلاً فلسطينيًا في الضفة منذ 7 أكتوبر

GMT 12:02 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

قصف إسرائيلي يقتل 8 فلسطينيين في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة

GMT 08:39 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

أجمل السراويل الرائجة هذا الموسم مع الحجاب

GMT 16:52 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يرد على قرار المحكمة الجنائية الدولية

GMT 17:12 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 07:01 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab