القدس المحتلة - العرب اليوم
أثار لقاء رئيس «القائمة العربية الموحدة» للحركة الإسلامية في إسرائيل، النائب منصور عباس، مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، ردود فعل صاخبة في المجتمعين الإسرائيلي والفلسطيني. ففي إسرائيل هاجمته المعارضة اليمينية، متهمة رئيس الوزراء، نفتالي بنيت، أنه يضع الحركة الإسلامية غطاء للتقدم نحو إقامة دولة فلسطينية، وفي الجانب الفلسطيني ينتقدون منصور عباس، لأنه التقى ملك الأردن ولكنه يمتنع عن تلبية دعوات الرئيس الفلسطيني، للقائه في رام الله.
وكان الديوان الملكي الأردني قد أصدر بياناً أشار فيه إلى أن الملك عبد الله استقبل منصور عباس في عمان وتباحث معه حول عملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين. وأضاف الديوان الملكي أن الملك عبد الله أعاد التأكيد على دعمه لحل الدولتين للصراع الإسرائيلي - الفلسطيني، وشدد على أهمية الحفاظ على الوضع الراهن في الحرم القدسي؛ حيث تعتبر الأردن بمثابة الوصي على الموقع. وبحسب الديوان الملكي، «أشاد د. عباس بمواقف جلالة الملك تجاه القضية الفلسطينية، وبمساعي الأردن الدؤوبة للحفاظ على الوضع القائم في القدس الشريف».
وجاء هذا الإعلان عن اللقاء، مفاجئاً لكثيرين، إذ إن الطرفين كانا قد اتفقا على إبقاء اللقاء سرياً. واستغل رؤساء المعارضة اليمينية الإسرائيلية هذا الإعلان، ليهاجموا بنيت ويتهموه بالتخلي عن مبادئ اليمين والدفع باتجاه إقامة دولة فلسطينية. وقال رئيس المعارضة، بنيامين نتنياهو، الذي تدهورت العلاقات مع الأردن في زمن حكمه، إن بنيت يقوم ببيع إسرائيل في عملية تصفية. واتهم منصور عباس بأنه الرئيس الفعلي لحكومة إسرائيل، يدير باسمها مفاوضات لصالح الفلسطينيين. وقال النائب عن الليكود، يواف غالانت، إن «(الموحدة) بدأت بإدارة الشؤون الخارجية والأمنية لإسرائيل».
من جهتها، قالت القناة 12 للتلفزيون الإسرائيلي، إن عباس نفسه فوجئ بدعوة الملك عبد الله الثاني، لأن التيار الآيديولوجي الذي ينتمي إليه (الإخوان المسلمين) ليس قريباً من الملك؛ خصوصاً خارج الأردن. ولكن رئيس الوزراء، بنيت، قائد الائتلاف الذي يضم أيضاً «الحركة الإسلامية»، حثّ عباس على تلبية الدعوة، وقال له إن القيادة الأردنية، بادرت إلى لقاءات مع غالبية زعماء الائتلاف الحاكم في إسرائيل، وهم يعطونك الاحترام الخاص الذي أعطوه لبقية زملائك في الحكومة. علماً بأن بنيت نفسه التقى الملك عبد الله في يونيو (حزيران) الماضي، وفي اليوم التالي التقى الملك وزير الدفاع، بيني غانتس. ولفتت القناة 12 إلى أن الرئيس الفلسطيني، أبو مازن، يحاول منذ شهور عقد اجتماع مع منصور عباس، لكن الأخير لا يستجيب. وقد ردّ رئيس كتلة الحركة الإسلامية، على هذا النشر بالقول، إنه تلقى دعوة رسميّة من العاهل الأردني عبد الله الثاني لزيارة عمّان بصفته رئيساً للقائمة، وتمت بعلم رئيس الحكومة بنيت ووزير الخارجية، يائير لبيد. وقد تطرقنا لمواضيع تهم عملية السلام والوضع في المسجد الأقصى المبارك، ودور الأردن المميز في دعمهما. وكذلك أوضاع المجتمع العربي في إسرائيل. وعبّر عن امتنانه للملكة على «دورها في تنظيم أداء فريضة الحج لعشرات الألوف من أولادنا في الجامعات الأردنية». وصدّ عباس الانتقادات له في اليمين الإسرائيلي، قائلاً: «إنهم يفزعون من كل تطرق للسلام». وحول امتناعه عن لقاء الرئيس الفلسطيني، تهرب من الإجابة قائلاً: «حيرونا. إذا التقيت الرئيس عباس، فهذا مثير للجدل، وإذا لم أقابله فهذا مثير للجدل أيضاً. لندع الوقت يأخذ مجراه».
وحسب مصادر في الحركة الإسلامية، فإن اللقاء بين الملك عبد الله ومنصور عباس، عقد في عمان، أول من أمس (الثلاثاء)، واستغرق 4 ساعات، حاول فيه الملك التعرف على خبايا تشكيل الحكومة الإسرائيلية وكيفية عملها في ظل التناقضات السياسية في داخلها، وفي ظل أكثريتها الضئيلة (61 نائباً مقابل 59 نائباً في المعارضة).
كما حاول معرفة كيف يدير النواب العرب سياساتهم، وهم منقسمون إلى كتلتين متصارعتين، «الموحدة» بقيادة عباس، و«المشتركة» التي تضم 3 أحزاب برئاسة أيمن عودة وأحمد الطيبي وسامي أبو شحادة. وأضاف أحد المقربين من عباس أن «الملك يحاول في لقاءاته هذه فك رموز الحكومة الإسرائيلية».
وفي وقت لاحق من مساء أمس (الأربعاء)، ذكرت القناة الرسمية للتلفزيون الإسرائيلي «كان – 11»، أن «الأردنيين اتصلوا مع مكتب بنيت، بعد اللقاء، وأبلغوه بأن نشر البيان عن اللقاء كان خطأ غير مقصود من الديوان الملكي»، وأنه «لم تتم في اللقاء مناقشة شؤون دبلوماسية».
يذكر أن بنيت كان قد صرح بأن حكومته تسعى إلى إعادة ضبط العلاقات مع الأردن، التي وصلت إلى أدنى مستوياتها في السنوات الأخيرة من ولاية رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
العاهل الأردني يزور وحدة المهام الخاصة النمساوية "كوبرا"
عاهل الأردن يؤكد وقوف بلاده بجانب العراق لتحقيق تطلعاته والحفاظ على إستقراره
أرسل تعليقك