تل أبيب ـ ناصر الأسعد
عادت العلاقات بين تركيا واسرائيل إلى التأزم، مع توجيه حكومة بنيامين نتنياهو انتقادات لاذعة إلى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اتهمته فيها بانتهاك حقوق الإنسان، رداً على اتهام أردوغان إسرائيل بارتكاب سياسات فصل عنصري.
واستدعت الخارجية الإسرائيلية السفير التركي في تل أبيب إلى جلسة استيضاح في شأن تصريحات أردوغان بأن تل أبيب تعمل على تهويد القدس وتنتهك المسجد الأقصى، داعياً المسلمين في العالم إلى الذهاب بكثافة إلى المسجد الأقصى من أجل تعزيز الهوية الإسلامية للمسجد ودعم الفلسطينيين.
وردت الخارجية بلغة شديدة على تصريحات أردوغان، وقالت في بيان إن "من يخرق حقوق الإنسان بصورة منهجية في بلده لا يحق له أن يقدم العظة للديموقراطية الحقيقية الوحيدة في المنطقة بالأخلاق". وأفادت مصادر في وزارة الخارجية بأن مديرها العام يوفال روتم نقل إلى السفير التركي كمال أوكم، الذي تم استدعاؤه إلى مكتبه بتعليمات من رئيس الحكومة وزير الخارجية بنيامين نتانياهو، احتجاج إسرائيل على تصريحات أردوغان في شأن سياسة إسرائيل تجاه الفلسطينيين. وأضافت أن روتم كرر ما جاء في بيان الوزارة من أنه لا يمكن لتركيا التي تنتهك حقوق الإنسان أن تكون واعظة لإسرائيل حول هذه الحقوق.
وكان أردوغان قال في كلمة له في "منتدى القدس" في إسطنبول إنه يجب توحيد القوى لمنع تهويد القدس، متعهداً بأن تكثف تركيا جهودها لتعود القدس مدينة الأمن والاستقرار والسلام. ودعا مواطنيه والمسلمين في العالم إلى زيارة المسجد الأقصى ودعم كفاح الفلسطينيين، مؤكداً أن تركيا تدعم حق الفلسطينيين في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي للقدس وتوليه أهمية كبيرة. وكل يوم يمر والقدس تحت الاحتلال هو مهانة لنا. ووصف سياسة إسرائيل في الضفة الغربية بالعنصرية القريبة من الفصل العنصري (أبارتايد). وتساءل "ما الفارق بين الممارسات إسرائيل الحالية وسياسات التمييز التي كانت تطبق ضد السود في الولايات المتحدة في السابق وفي جنوب أفريقيا؟.
وأضاف أردوغان أن "الإفلات من العقاب يزيد من عدوانية الجناة، وهذا هو السبب الذي يزيد عدد الجرائم التي ترتكبها إسرائيل بحق الفلسطينيين". وتابع أن بلاده حذرت واشنطن من نقل السفارة الأميركية إلى القدس. ولفت إلى أن "ضمان السلام والاستقرار في منطقة الشرق سيكون أمراً مستحيلاً، من دون التوصل إلى حل عادل للقضية الفلسطينية"، وأضاف أن الطريق الوحيد للحل هو إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة، عاصمتها القدس الشرقية، ضمن حدود 1967، ولهذا يجب الضغط على إسرائيل. وأشار إلى أن إسرائيل تتعنت في مواصلة ضرب القوانين الدولية عرض الحائط، مستمدة جرأتها من قوى مختلفة حول العالم.
أرسل تعليقك