القدس المحتلة - العرب اليوم
أظهرت التحقيقات التي أجرتها أجهزة الأمن الإسرائيلية أثر عمليتي التفجير في بئر السبع والخضيرة في الشهر الماضي، أن هناك حالياً نحو 200 من المواطنين العرب (فلسطينيي 48)، يتعاطفون مع فكر «تنظيم الدولة الإسلامية - داعش»، ويحتاجون إلى مراقبة وثيقة، وأن 20 منهم على الأقل تم تشخيصهم وتعريفهم على أنهم يشكلون خطراً، وقد يشاركون في تنفيذ عمليات أخرى داخل إسرائيل.
وأكد مصدر رفيع في أجهزة الأمن في تل أبيب أن وزير الدفاع، بيني غانتس، وبحكم صلاحياته كمسؤول عن أنظمة الطوارئ العسكرية، أصدر حتى الآن 6 أوامر اعتقال إداري لمشتبهين خطرين، جميعهم من سكان القدس الشرقية المحتلة، ويدرس إصدار 14 أمر اعتقال إداري أخرى. وأن مجموع المعتقلين حالياً بشبهة «الداعشية» يبلغ 43 شخصاً. وأوضح أن هناك صعوبة في إصدار أوامر كهذه بحق مواطنين عرب في إسرائيل كونهم يحملون الجنسية الإسرائيلية، ولذلك يجري الاهتمام بمراجعة القوانين، وتوسيع مجال تطبيقها على مواطنين إسرائيليين حتى تصدر بقية الاعتقالات الإدارية.
يذكر أن ثلاثة شبان من المواطنين العرب في إسرائيل نفذوا في الـ22 والـ27 من الشهر الماضي عمليتي طعن وإطلاق نار في مدينتي بئر السبع والخضيرة، أسفرتا عن مقتل ستة إسرائيليين. ومع أن أجهزة الأمن الإسرائيلية تؤكد أن تحقيقاتها لم تعثر على دليل أن منفذي العمليات مرتبطون بـ«داعش»، أو لهم علاقات بها، إلا أنها تعتقد بأنهم متأثرون بأفكار هذا التنظيم ويرون في ممارسات أعضائه في سوريا والعراق وغيرهما إلهاماً للتقليد وتنفيذ عمليات، على عاتقهم الخاص. وجاء في تلخيص أولي للتحقيقات أن هناك حوالي 200 مواطن عربي يعيشون اليوم في إسرائيل يتماهون مع «داعش» فكرياً وتنظيمياً. قسم منهم سافروا إلى سوريا وغيرها من الدول العربية، عن طريق تركيا أو الأردن، وتدربوا على القتال، وشاركوا في القتال، أو لم يحسنوا المشاركة وعادوا إلى البلاد وسلموا أنفسهم للمخابرات الإسرائيلية، وحوكموا وتلقوا أحكاماً خفيفة، بعضهم تراجع وتخلص من هذه الأفكار، وبعضهم ما زالوا متمسكين، وهناك عشرات منهم شاركوا في اجتماعات لمؤيدي «داعش»، وخططوا للسفر إلى تركيا للانضمام إلى «داعش» وتراجعوا، وهناك بضع عشرات تمكنوا من إخفاء رغباتهم. كل هؤلاء يجب إبقاؤهم تحت المراقبة.
وجاء أيضاً أن هناك بضع عشرات آخرين موجودين اليوم في صفوف تنظيم «داعش» في سوريا والعراق وفي شبه جزيرة سيناء المصرية، يشاركون في أنشطة «داعش»؛ بعضهم قتلوا في المعارك. وبعضهم يواصلون القتال. هويتهم معروفة للأجهزة الأمنية، وسيتم اعتقالهم إذا قرروا العودة إلى البلاد. وتبذل المخابرات الإسرائيلية جهوداً مع ذويهم لإقناعهم بالعودة والحصول على حكم مخفف مقابل التخلي عن هذا الفكر.
كان قادة الأجهزة الأمنية الإسرائيلية قد عقدوا جلسة، أول من أمس الأحد، لتقييم الأوضاع الأمنية في أعقاب سلسلة عمليات تفجير، بمشاركة رئيس الوزراء نفتالي بنيت، ووزير الدفاع بيني غانتس، وممثلي وزارات ودوائر الأمن الداخلي. ومما تسرب عنها، أمس الاثنين، أن المخابرات تجري مسحاً شاملاً لمواقع التواصل الاجتماعي وغيرها من المنابر، لاصطياد النشطاء المشتبه بهم بأنهم يؤيدون «داعش»، أو ممن يخططون لهجمات محتملة.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
داعش يتبنى "هجوم الخضيرة" ويؤكد مقتل جنديين إسرائيليين وإصابة عشرة آخرين
بينيت يطالب أجهزة الأمن بالإسراع في التكيف مع تهديد "داعش"
أرسل تعليقك