برلين - جورج كرم
حدث تطور مفاجئ في محاكمة ثلاثة سوريين أمام محكمة "هامبورغ" بتهمة التطرف الجمعة ،واعترف أحد المتهمين الثلاثة بأن تنظيم "داعش" الإرهابي أرسله مع موجات اللاجئين إلى ألمانيا بهدف تشكيل خلية إرهابيين «نائمة»، ويؤكد هذا الاعتراف مخاوف المحققين من استغلال «داعش» لموجات اللاجئين قبل ثلاث سنوات لدس أكثر من خلية إرهابية يحتمل أن تكون وصلت إلى أوروبا، واعترف «محمد.أ» من مدينة حلب بأنه خاض ثلاث دورات للتدريب طوال ثلاثة أشهر على مختلف الأسلحة في معسكرات «داعش» في الرقة بمثابة إعداد له للمهمة المقبلة في ألمانيا، وعمل أحد رجال التنظيم الإرهابي في الرقة على وضع صورته في جواز حصل عليه التنظيم من المدن السورية.
وحصل «محمد.أ» على مبلغ 1500 يورو من التنظيم كي يبدأ رحلته مع اللاجئين وصولاً إلى ألمانيا، واعترف محمد.أ أيضًا بأنه انتقل من جيش سورية الحر إلى الميليشيات الإرهابية لأسباب مالية بحتة سنة 2015.
وذكر المتهم أمام المحكمة أن المدعو أبو وليد السوري، من كوادر تنظيم «داعش»، هو الذي كلفه بالسفر إلى ألمانيا وتشكيل خلية نائمة هناك، وسبق لاعترافات إرهابيين أمام الشرطة الباريسية أن كشفت أن أبو وليد السوري هو الذي جند أيضاً منفذي عمليات باريس في نهاية سنة 2015، وقال أبو وليد السوري لمحمد.أ» بأن عليه تقديم طلب اللجوء السياسي في ألمانيا، وأن ينتظر تعليمات أخرى بعد حصوله على حق اللجوء والاستقرار، وادعى «محمد.أ» أن الاتصال مع تنظيم «داعش» في سورية لم يتحقق، والسبب هو زيارة الشرطة الألمانية له في ديسمبر (كانون الأول) 2015 وتحذيره من أنهم يفرضون عليه رقابة دائمة.
لم يعترف محمد.أ على السوريين الآخرين اللذين يحاكموا معه في "هامبورغ"، وما إذا كانا المقصودين بتشكيل الخلية النائمة. وتعتقد النيابة العامة أن المتهم يحاول تخفيف الحكم عليه من خلال الاعتراف، بل وربما أنه يرجح الحصول على حكم الإفراج الذي تقدم به محاميه "روبرت بوديجياني".
ويذكر أن النيابة العامة لم تمتلك أدلة تدين "محمد.أ" بتلقي التدريبات العسكرية في معسكرات «داعش». وذكرت في محضر الدعوى في الجلسة الأولى من جلسات المحكمة أن واحدًا من الثلاثة في الأقل، وهو "ماهر ال.هـ" تدرب في الرقة على استخدام السلاح وتركيب المتفجرات.
وبدأت محاكمة السوريين الثلاثة في 13 يونيو (حزيران) 2017. ووجهت النيابة العامة إلى الثلاثة تهمة الانتماء إلى تنظيم إرهابي والتحضير لعمليات تهدد أمن الدولة. ونص محضر الدعوى على أن الثلاثة سافروا في نوفمبر (تشرين الثاني) 2015 من الرقة في سورية، بتكليف من التنظيم الإرهابي، بهدف بلوغ ألمانيا عبر تركيا واليونان وطريق البلقان الذي يسلكه اللاجئون. ووفر «داعش» للثلاثة جوازات السفر وبضعة آلاف من الدولارات، إضافة إلى هواتف جوالة تمت فيها برمجة اتصالاتهم مع التنظيم الإرهابي، واعتقل الثلاثة في منتصف شهر سبتمبر (أيلول) 2016 في مقرات اللجوء في مدن "غروسهاندسدورف" و"أرنسبورغ" و"راينفلد" في ولاية "شليزفيغ" – "هولشتاين" الشمالية، وتتراوح أعمارهم بين 19 - 27 سنة.
ونفذت الاعتقال قوة مشتركة من الشرطة والوحدات الخاصة شنت في 9 أبريل (نيسان) 2016 حملة مداهمة شملت ولايتي سكسونيا السفلى وشليسفيغ هولشتاين، شارك فيها أكثر من 200 شرطي. والسوريون هم ماهر ال.هـ (19سنة)، ومحمد.أ (27 سنة) وإبراهيم.م (19 سنة). وقدرت المحكمة الحاجة إلى 27 جلسة للنظر في الدعوى إلى حين صدور الأحكامk وعلى صعيد متصل، ألقت السلطات الألمانية القبض على شاب عراقي عمره 17 سنة في مدينة "إشفيغه" في ولاية "هيسن" غربي البلاد للاشتباه في صلته بالإرهاب. وأعلنت النيابة العامة الاتحادية الجمعة في "فرانكفورت" أن المتهم يقبع في السجن على ذمة التحقيق منذ الثلاثاء الماضي. ويتولى التحقيق في القضية الادعاء العام الاتحادي في مدينة "كارلسروهه" المكلف اعتياديًا بالتحقيق في قضايا الإرهاب الثقيلة. ووفق تقرير لصحيفة «بيلد» الألمانية الجمعة، استناداً إلى مصادر أمنية، تجري النيابة العامة تحقيقات بتهمة «الاشتباه في الإعداد لجرائم عنف تعرض أمن الدولة لخطر جسيم».
ووفقاً للتقرير، فإن المتهم كان على اتصال بصناع قرار بارزين في تنظيم "داعش" وحصل على إرشادات لتصنيع مواد ناسفة لتفجير سيارات عن بعد. ووفق بيانات الادعاء العام، صادرت السلطات خلال تفتيش منزل المشتبه فيه هاتفاً محمولاً وجهاز كومبيوتر. ووفقًا لتقرير «بيلد»، وصل الشاب إلى ألمانيا في خريف عام 2015 كلاجئ.
وأكدت "ناديا نيسين"، المتحدثة باسم النيابة الاتحادية العامة، ما نقلته صحيفة «بيلد» عن صلة الشاب بكوادر بارزين في التنظيم الإرهابي. وقالت إنه كان يحضر لتفخيخ سيارة وتفجيرها عن بعد.
وفي ولاية "هيسن" أيضاً، أعلنت النيابة العامة الجمعة عن اعتقال شاب صومالي عمره 19 سنة يشتبه في علاقته بتنظيم «الشباب» الإرهابي. وجاء في تقرير النيابة العامة أن الصومالي وصل إلى ألمانيا عبر إيطاليا سنة 2014 متسللاً بين صفوف اللاجئين.
أرسل تعليقك