برشلونة ـ لينا العاصي
طالب نحو 750 ألف متظاهر في برشلونة، أمس السبت، بالإفراج عن عشرة من مسؤولي إقليم كاتالونيا الانفصالي الموقوفين احتياطياً بقرار من سلطات مدريد، على ما أعلنت الشرطة المحلية، ومن المتوقع أن يزور رئيس الحكومة الإسبانية ماريانو راخوي اليوم الأحد برشلونة، في زيارة هي الأولى منذ أزمة إعلان الاستقلال، لدعم مرشحي حزبه، الحزب الشعبي، للانتخابات المقررة الشهر المقبل.
وأفادت الشرطة، وفقا لوكالة الصحافة الفرنسية، بأن المشاركين في المسيرة التي نظمتها مجموعات مؤيدة لاستقلال الإقليم الإسباني احتشدوا لنحو ساعتين في جادة رئيسية في العاصمة الكاتالونية، ملوحين بالأعلام وسط هتافات: “الحرية للمعتقلين السياسيين”، وأوقفت مدريد مسؤولي هذا الإقليم، ردا على تصويت برلمانه في 27 أكتوبر (تشرين الأول) على إعلان استقلاله الذي ألغاه القضاء الإسباني.
وانطلقت المسيرة من برشلونة عاصمة كاتالونيا عند الرابعة ظهرا بتوقيت غرينتش غداة الإفراج عن رئيسة برلمان كاتالونيا الانفصالية كارمي فوركاديل بكفالة بلغت 150 ألف يورو، وتجمع الآلاف في شارع قريب من مقر البرلمان الكاتالوني ملوحين بإعلام استقلال كاتالونيا، مرددين: “حرية”، فيما حمل آخرون لافتات تطالب بإنقاذ الديمقراطية، وشكل أطفال يعتمرون خوذ الدراجات الأبراج البشرية التقليدية في الإقليم، فيما حمل آخرون لافتات حملت رسوما كاريكاتورية لعدد من النواب المسجونين، وأثارت الأزمة الكاتالونية ومصير سكان الإقليم البالغ عددهم 7,5 ملايين نسمة قلق الاتحاد الأوروبي، الذي يسعى كذلك للتوصل إلى اتفاق مع بريطانيا بشأن ملف خروجها من التكتل. وعمدت أكثر من 2400 شركة إلى نقل مقارها من الإقليم، والأربعاء تسبب إضراب عام دعا إليه اتحاد نقابي مؤيد للاستقلال باضطراب حركة السفر، مع قطع 60 طريقا وخط سكك حديد من ضمنها الطريق السريعة الرئيسية التي تربط إسبانيا بفرنسا وباقي دول القارة الأوروبية.
ويتعرض مؤيدو الانفصال عن إسبانيا لضغوط شديدة من الحكومة المركزية الإسبانية منذ إعلان البرلمان في كاتالونيا المنطقة الغنية، والتي لديها لغة وثقافة خاصتان، الاستقلال، ونددت إدا كولاو، رئيسة بلدية برشلونة التي تحظى بشعبية كبيرة واليسارية غير المؤيدة للانفصال، بحكومة بوتشيمون وطريقة عملها، وقالت رئيسة البلدية في اجتماع لأعضاء حزبها السبت: “لقد تسببوا بتوترات وقاموا بإعلان للاستقلال أحادي ترفضه الغالبية، لقد خدعوا الشعب من أجل مصالحهم الخاصة”، ولا يزال 8 وزراء سابقين في الحكومة الكاتالونية المقالة قيد التوقيف بتهم إثارة الفتنة، والعصيان وأساء استعمال الأموال العامة
وأفرجت المحكمة العليا الإسبانية بكفالة هذا الأسبوع عن 6 نواب كاتالونيين من ضمنهم فوركاديل بتهم مماثلة، ورئيس كاتالونيا المُقال كارليس بوتشيمون موجود في بروكسل بعدما لجأ إليها منذ 30 أكتوبر مع أربعة من الأعضاء السابقين في حكومته المُقالة، بانتظار صدور قرار قضائي قد يأمر بترحيله إلى مدريد بعد أن صدرت بحقه مذكرة توقيف أوروبية بناء على طلب القضاء الإسباني، ويقول بوتشيمون ومعه الوزراء السابقون الأربعة إنهم لجأوا إلى بروكسل لأنهم لن يلقوا محاكمة عادلة في بلدهم، داعيا المتظاهرين الكاتالونيين السبت إلى إيصال “صرخة موحدة”.
وأفاد الزعيم الانفصالي في رسالة بثها التلفزيون الكاتالوني “تي في 3”: “رغم أن بعضنا بعيدون، والآخرين في السجن، فإن لدينا موعدا للتعبير بصوت مشترك وقوي وواضح، عن أننا نريد الحرية والديمقراطية، ونريد أن يعود إلى منازلهم كل من هم في السجن أو في الخارج”، وجاءت مظاهرة السبت تلبية لدعوة الجمعية الوطنية الكاتالونية وأومنيوم، وهما جمعيتان انفصاليتان كبيرتان، وذلك للمطالبة بالإفراج عن رئيسيهما المسجونين، خصوصا بتهمة “العصيان”، و8 وزراء في الحكومة المُقالة إثر إعلان الاستقلال، ويقول بوتشيمون إنه انتقل إلى بروكسل بعد إعلان الاستقلال بهدف لفت انتباه المجتمع الدولي إلى المعاملة التي يلقاها الانفصاليون في إسبانيا، إلا أن الاتحاد الأوروبي، القلق من أن تؤدي مطالبة كاتالونيا بالاستقلال إلى إثارة توترات انفصالية في عدد من الدول الأعضاء فيه، كرر مراراً دعمه حكومة رئيس الوزراء الإسباني ماريانو راخوي، وكيفية تعاملها من الأزمة.
أرسل تعليقك