الانتخابات النيابية في لبنان تفجر الجدل بشأن أحقية الشيعة بحقيبة وزارة المال
آخر تحديث GMT07:29:44
 العرب اليوم -

الانتخابات النيابية في لبنان تفجر الجدل بشأن أحقية الشيعة بحقيبة وزارة المال

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - الانتخابات النيابية في لبنان تفجر الجدل بشأن أحقية الشيعة بحقيبة وزارة المال

الانتخابات النيابية اللبنانية
بيروت ـ فادي سماحه

جددت نتائج الانتخابات النيابية جدلاً قديماً بشأن "أحقية" الطائفة الشيعية بحقيبة وزارة المال، التي يتمسك بها رئيس البرلمان نبيه بري، وهو الموقف الذي أوحى رئيس الحكومة سعد الحريري بمعارضته، ويعارضه بالمبدأ "التيار الوطني الحر" الذي يعرب عن رفضه "لتكريس طائفية وزارة سيادية"، وهو ما يعتبر أول عقبة يمكن أن تواجه تشكيل حكومة جديدة بعد الانتخابات.

وتجاوز بري كل العقبات التي يمكن أن تحيط بإعادة انتخابه رئيساً لمجلس النواب، وكان لوح بها البعض قبل الانتخابات، بالنظر إلى أن التحالف الذي يجمعه مع "حزب الله" استطاع إيصال 26 نائباً شيعياً من أصل 27، بينما استقبل بري أمس الثلاثاء في دارته في مصيلح النائب المنتخب عن المقعد الشيعي في جبيل مصطفى الحسيني، والذي لم يكن في عداد لوائح "الثنائي الشيعي"، ما يشير إلى أن الحسيني سيكون في حلف قريب من بري.ومن المنتظر أن يستهل المجلس النيابي المنتخب مهامه بانتخاب رئيس للمجلس، قبل أن يلبي النواب دعوة رئيس الجمهورية للاستشارات النيابية الملزمة لتسمية رئيس جديد للحكومة، يليها تشكيل الحكومة. وعادة ما يتم الاتفاق على الملفات الثلاثة بين الكتل السياسية الكبرى لتسهيل عملية تشكيل الحكومة.وخلافاً لـ"الأجواء الإيجابية" التي يتوقع الفرقاء أن تحيط بعملية تشكيل حكومة جديدة، تمتد لأربع سنوات، وتنتهي مع ولاية رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، تجدد النقاش الاثنين بشأن وزارة المال، إذ أكد بري أن "وزارة المال هي للطائفة الشيعية"، مشيرًا إلى "هذا الموضوع منذ قديم الزمن وما بعد الطائف مباشرة واتفق عليه في الطائف ونفّذ". لكن الحريري، رد في اليوم نفسه بما يحمل إيحاء بالرفض، داعياً إلى "الكف عن الرجوع إلى أفكار قديمة كالنصف أو الثلثين أو الوزير الملك، كل هذا لا مكان له في البلد"

وأضاف "عندما يكون هناك توافق سياسي بشأن العناوين الكبرى باستطاعتنا أن نقوم بكل شيء".وتسلمت الطائفة الشيعية وزارة المال في حكومتين بعد اتفاق الطائف، وكان ممثلهما الوزير الراحل علي الخليل، قبل أن تتم المداورة على الحقيبتين بين الطوائف والكتل السياسية، حتى العام 2014 إثر تشكيل حكومة الرئيس السابق تمام سلام، حيث تسلم الوزير علي حسن خليل، وهو من حصة بري، حقيبة المال. ويعتبر بري أن تسلم هذه الحقيبة هو جزء من الأعراف الدستورية التي تكرس التشارك في السلطة التنفيذية.
وانضم "التيار الوطني الحر" إلى المطالبين بـ"المداورة" بالحقائب الوزارية، حيث أعلن النائب المنتخب ماريو عون: "إننا لا نقبل بتكريس طائفية وزارة سيادية لأي فريق"، مشيراً في تصريح لـ"الشرق الأوسط" إلى أن الحقائب الوزارية السيادية "عرضة للمداورة بين كل الأفرقاء، كونها ليست مكرسة لفريق أبداً".

وقال"من المفترض ألا يكون ذلك عقبة أمام تشكيل الحكومة، فهو نوع من الاتفاق المعمول به منذ التسعينيات، ويجب أن لا تكون أزمة على الصعيد السياسي"، مشددًا على "إننا نرفض أن تكون أي حقيبة حكرًا على فريق أو طائفة". وأعطى دستور ما بعد الطائف حق اتخاذ القرارات لمجلس الوزراء مجتمعاً، وباتت المراسيم تحتاج إلى توقيع الوزير المختص إلى جانب توقيعي رئيسي الجمهورية والوزراء، ووزير المال الذي بات شريكاً بالتوقيع على كل مرسوم تترتب عليه أعباء مالية.ومع أن العرف الدستوري في تشكيل الحكومات، يقضي بتقسيم الوزارات السيادية الأربع في البلاد (الداخلية والخارجية والمال والدفاع) على الطوائف الأربع الكبرى، وهي "السنة والموارنة والشيعة والروم الأرثوذكس)، إلا أن بري يرى أن تسلم حقيبة المال يحقق المشاركة، وهو رأي قانوني يتحدث عنه بعض الخبراء، فيما يعارضه آخرون يرون أن الدستور واتفاق الطائف "لم يحددا حصة الشيعة أو حصة أي طائفة من الحقائب الوزارية".

ويقول أستاذ القانون الدستوري وسيم منصوري إن الدستور لا ينص إلا على مسألتين، تقسيم مجلس النواب مناصفة بين المسلمين والمسيحيين وفق المادة 24 من الدستور، وتقسيم حقائب مجلس الوزراء ووظائف الفئة الأولى مناصفة أيضاً، وفق المادة 95، لكن الأعراف أعطت رئاسة الجمهورية للموارنة، ورئاسة البرلمان للشيعة، ورئاسة الحكومة للسنة، معتبراً أن العرف الدستوري يكملها.
وقال منصوري لـ"الشرق الأوسط" إن المنطق يقول في الحكومة هو "التشارك بين كل القوى"، لافتاً إلى أن المادة 17 من الدستور أناطت السلطة الإجرائية بمجلس الوزراء، فيما حسم الدستور أن الأساس في آلية اتخاذ القرارات يتم بالتوافق والإجماع، "ما يعني أن الدستور أراد مشاركة كل الأطراف بأعمال الحكومة". وأضاف: "إذا كان الطرف المسيحي (رئيس الجمهورية) يوقع على كل القرارات، كذلك رئيس الحكومة، فإن وزارة المال لها الحق بالتوقيع، لأنها تمثل المشاركة عبر الوزير الشيعي"، مشدداً على أن "التوقيع الثالث على المراسيم والقرارات الحكومية يمثل المشاركة في السلطة". ولفت إلى الفقرة (ي) بالدستور التي تشدد على أنه "لا شرعية لأي سلطة تخالف ميثاق العيش المشترك".

 

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الانتخابات النيابية في لبنان تفجر الجدل بشأن أحقية الشيعة بحقيبة وزارة المال الانتخابات النيابية في لبنان تفجر الجدل بشأن أحقية الشيعة بحقيبة وزارة المال



أجمل فساتين السهرة التي تألقت بها سيرين عبد النور في 2025

بيروت ـ العرب اليوم

GMT 02:44 2025 الأحد ,14 كانون الأول / ديسمبر

ألمانيا تحبط مخطط إرهابي لاستهداف سوق عيد الميلاد
 العرب اليوم - ألمانيا تحبط مخطط إرهابي لاستهداف سوق عيد الميلاد
 العرب اليوم - أسرار العمر الطويل أكبر معمرة في العالم تكشف وصفة حياتها

GMT 06:38 2025 السبت ,13 كانون الأول / ديسمبر

سوريا عشرات الجرحى بانفجار خلال حفل زفاف في درعا

GMT 08:39 2025 السبت ,13 كانون الأول / ديسمبر

إيران ترفع أسعار البنزين لأول مرة منذ احتجاجات عام 2019

GMT 19:37 2025 الجمعة ,12 كانون الأول / ديسمبر

ماريا كورينا ماتشادو تؤكد رحيل مادورو بالتفاوض أو بدونه

GMT 08:45 2025 السبت ,13 كانون الأول / ديسمبر

قتيلان بهجوم مسيرة أوكرانية على ساراتوف الروسية

GMT 07:43 2025 السبت ,13 كانون الأول / ديسمبر

غارات إسرائيلية استهدفت مناطق البقاع شرقا والجنوب

GMT 12:12 2025 الجمعة ,12 كانون الأول / ديسمبر

الإخوان وكتلة الإصلاح.. خطاب المتناقضات !

GMT 07:48 2025 الجمعة ,12 كانون الأول / ديسمبر

تشكيل الأهلي المتوقع أمام إنبي اليوم في كأس الرابطة

GMT 10:43 2025 السبت ,13 كانون الأول / ديسمبر

المحاور والجبهات الغائبة

GMT 08:50 2025 الجمعة ,12 كانون الأول / ديسمبر

ياسمين عبد العزيز تتصدر التريند بعد حلقة منى الشاذلي
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab