باريس ـ مارينا منصف
حذّر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، من "ظلامية وبربرية تستهدف وحدة وقيمة فرنسا"، داعيًا الجميع إلى "مزيد من اليقظة والروح الوطنية". وقال ماكرون، خلال حفلة تكريم وطني وشعبي أقيم للمقدّم في الشرطة آرنو بلترام، الذي قتله الإرهابي رضوان لقديم في بلدة تريب، إن فرنسا "أمام محنة جديدة" تتمثل بـ "إسلاموية خفية تنمو عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وتؤثر بالعقول الضعيفة"، مؤكدًا القدرة على "تجاوزها".
ووصف ماكرون المقدّم بلترام بـ "روح المقاومة الفرنسية"، واعتبره "بطلاً ينضم إلى قافلة الأبطال" الذين سقطوا في فرنسا على مدى عقود، وأمِل "ألا يكون موته عبثاً، وأن تبقى ذكراه ومسلكه". وذكّر ماكرون، في كلمة مؤثرة ألقاها في باحة قصر "لي زانفاليد"، حيث أقيم التكريم بحضور ورؤساء جمهورية وحكومة سابقين وساسة ومواطنين، بتفاصيل اعتداء تريب، حيث سقط ٣ قتلى، إضافة إلى بلترام، و١٥ جريحًا.
وقال إن القاتل "كان يسعى إلى الموت"، مضيفًا أن "موته عار على أسرته وأقاربه، وهو موتٌ جبان نجم عن قتل أبرياء". وأشاد بدور بلترام، وهو أحد عناصر القوات الخاصة التي طوقت السوبرماركت، وإقناعه لقديم بمبادلته برهينة افتداها بحياته، وقال إنه "تقبّل الموت ليحيا الأبرياء"، وشدد على أن "لا شيء أهم من حياة مواطنينا".
وأكد ماكرون، على طريقته وبأسلوبه الخاص، قدرة فرنسا على "مواجهة محنة جديدة سنتجاوزها بتعقل ومنهجية"، وعلى المضي في مواجهة الإرهاب، من دون أن يشير إلى انتقادات اليمين واليمين المتطرف له ولأداء الحكومة، بعد اعتداء تريب. وكانت زعيمة "حزب التجمع الوطني" اليميني مارين لوبن، اعتبرت أن تفادي الاعتداء كان ممكنًا، لأن لقديم معروفٌ لدى الأجهزة الأمنية، داعيةً إلى مزيد من التشدد مع ذوي الميول الأصولية.
وكان لقديم، وهو فرنسي من أصل مغربي عمره 25 سنة، مراقب من أجهزة الاستخبارات الفرنسية ومدرج على لوائح "أمن الدولة" منذ العام ٢٠١٤، وعلى قائمة "الوقاية من التطرف الإرهابي" منذ العام 2015، لميوله الأصولية. واستولى في الاعتداء على سيارة قتل أحد ركابها وجرح سائقها، وأطلق النار لاحقاً على شرطيين فجرح أحدهم، قبل أن يتوجه إلى سوبرماركت، قتل فيه شخصين واحتجز عاملة صندوق رهينة، اقتنع بمبادلتها بالمقدم بلترام، ثم قتله. وفي هذا السياق، ذكرت السلطات الأمنية الفرنسية أن رفيقة لقديم التي اعتقلت عقب الاعتداء، أحيلت إلى القضاء بتهمة تواطؤ في عمل إرهابي.
أرسل تعليقك