دمشق - العرب اليوم
واصل الطيران الحربي الروسي شن غارات على مناطق في ريف إدلب الجنوبي وريف حلب في شمال غربي سوريا، بما فيها واحدة قرب نقطة تركية في إدلب، في وقت سير الجيشان دورية مشتركة في شمال شرقي سوريا.
وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، إن المقاتلات الروسية تواصل شن غاراتها الجوية بالصواريخ الفراغية شديدة الانفجار، على منطقة «خفض التصعيد» في جنوب إدلب، حيث شنت صباح الاثنين، 15 غارة جوية على مناطق دير سنبل ومحيط بلدة البارة، بينها غارة استهدفت محيط النقطة التركية بالقرب من بلدة البارة في جبل الزاوية جنوب إدلب، دون ورود أنباء عن وقوع إصابات وخسائر بشرية، وتزامن مع قصف جوي روسي مماثل على محيط مدينة دارة عزة ومحور الشيخ سليمان غربي حلب، ما أسفر عن إصابة شخص بجروح.
كان «المرصد» وثق صباح الاثنين، قصفاً مدفعياً مكثفاً لقوات النظام المتمركزة في معسكرات جورين وكفرنبل، على قرى خربة الناقوس والزيارة والعنكاوي وقسطون بسهل الغاب غرب حماة، وبلدات البارة وكنصفرة وكفر عويد وفليفل ومحيط قرية آفس بريف إدلب، ما أسفر عن إصابة مدني بجروح خطيرة ودمار في ممتلكات المدنيين.
من جهته، قال أيهم الحسن وهو ناشط في فريق منسقو «استجابة سوريا»، إن الطيران الحربي الروسي «يشن غارات جوية بشكل يومي على مناطق جبل الزاوية جنوب وغرب إدلب، فيما تواصل قوات النظام والميليشيات المساندة لها قصفها على المناطق ذاتها، وتحليقاً متواصلاً لطيران الاستطلاع الروسي والإيراني في أجواء المناطق الخاضعة لسيطرة فصائل المعارضة السورية، بريف إدلب الجنوبي. وأضاف أنه نحو 520 هجوماً استهدف مدينة أريحا وقرى البارة وأحسم ومرعيان وكنصفرة وفليفل وآفس ودير سنبل والفطيرة والموزرة وعين لاروز ضمن منطقة «خفض التصعيد»، جنوب إدلب، من قبل قوات النظام والميليشيات الإيرانية وروسيا، منذ بداية شهر يونيو (حزيران) 2021 حتى الآن، فيما تسببت الهجمات بمقتل أكثر من 142 مدنياً، من بينهم أكثر من 70 طفلاً وامرأة، فضلاً عن الدمار الهائل الذي لحق بمنازل وممتلكات المواطنين.
ولفت إلى أن فصائل المعارضة السورية استهدفت بقذائف مدفعية ثقيلة، موقعاً عسكرياً لقوات النظام في قرية كفر بطخ، وقنص عنصر ومقتله على محور مدينة سراقب شرق إدلب، رداً على قصف المناطق المدنية. وعلى مستوى الدول الضامنة للشأن السوري (روسيا وتركيا)، رد وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، على التصريحات التي أطلقها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الإسرائيلي قبل أيام، التي اتهم فيها تركيا بعدم الالتزام باتفاق إدلب شمال غربي سوريا. وقال أكار إن «هناك اتفاقيات تم توقيعها بعد محادثاتنا مع روسيا، نحن نلتزم بها وأوفينا بمسؤولياتنا، وننتظر من محاورينا الالتزام بهذه الاتفاقيات وبمسؤولياتهم».
وطالب وزير الخارجية الروسي بالعمل على وقف إطلاق النار في إدلب، وضمان الاستقرار فيها بأقرب وقت، وجعل المنطقة آمنة، وتهيئة بيئة يعيش فيها السوريون بأمان.
وأضاف: «هذا مهم لأمن وسلامة الناس هناك، وكذلك لمنع موجة جديدة من الهجرة بأي شكل من الأشكال»، مشيراً إلى أن تركيا لا تستطيع تحمل أعباء موجة لجوء جديدة.
تأتي تصريحات وزير الدفاع التركي عقب تصريحات صرح بها وزير الدفاع الروسي في موسكو، خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الإسرائيلي يوم الخميس الماضي 9 سبتمبر (أيلول) قال خلالها إن موسكو تأسف لعدم تمكن أنقرة بعد من استكمال تنفيذ الاتفاقات الخاصة بفصل المعارضة عن الإرهابيين في إدلب السورية.
وأضاف حينها: «تقترح روسيا على تركيا، عبر قنوات الجيش، سبلاً محددة يمكن أن تسهم في حل هذه القضية». وقال: «إن السبيل الوحيد لحل هذا الوضع وفقاً لقرار مجلس الأمن 2254 هو أن يستكمل زملاؤنا الأتراك تنفيذ الاتفاقات التي تم التوصل إليها بين الرئيسين فلاديمير بوتين ورجب طيب إردوغان منذ أكثر من عامين، التي تنص على فصل المعارضة العقلانية عن الإرهابيين، وبشكل أساسي عن (هيئة تحرير الشام) (الجماعة محظورة في روسيا باعتبارها إرهابية). وقد بدأت بالفعل هذه العملية، لكنها لم تكتمل على الإطلاق ولا يزال هناك الكثير مما يجب القيام به».
وأفاد «المرصد» بتسيير القوات الروسية ونظيرتها التركية لدورية مشتركة جديدة ضمن منطقة شمال شرقي سوريا، حيث انطلقت العربات التركية والروسية من معبر آشمة بريف عين العرب (كوباني) الغربي، وجابت قرى واقعة بريف المنطقة، لافتاً إلى دورية سيرتها القوات الروسية ونظيرتها التركية في ريف مدينة عين العرب بريف حلب الشرقي، حيث انطلقت الدورية من منطقة آشمة، وجابت قرى واقعة بريف عين العرب، في إطار الدوريات الاعتيادية في المنطقة هناك، قبل أن تعود إلى نقطة البداية مجدداً.
قد يهمك أيضا
أرسل تعليقك