أزمة الهُوية المذهبية تعود من جديد إلى الواجهة في العراق
آخر تحديث GMT17:11:07
 العرب اليوم -

أزمة الهُوية المذهبية تعود من جديد إلى الواجهة في العراق

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - أزمة الهُوية المذهبية تعود من جديد إلى الواجهة في العراق

وزير الدفاع العراقي الجديد نجاح الشمري
بغداد ـ نهال قباني

اضطر وزير الدفاع العراقي الجديد نجاح الشمري، للظهور متكتفا وهو يؤدي الصلاة وسط حشد من الناس من كلا المكونين الشيعي والسني، في دلالة على أنه ينتمي إلى المذهب السني، وبصرف النظر عن حقيقة الانتماء المذهبي أو العرقي لمن يتولى منصبا؛ سواء كان كبيراً أم صغيراً في العراق، خصوصا بعد عام 2003، فإن ذلك يعد جزءاً من المحاصصة أو التوازن للتخفيف من هول صدمة المفاجأة أو الاستحقاق الانتخابي. وكانت الحقيبتان الأمنيتان الأهم في الحكومة العراقية، وهما الدفاع والداخلية، تأخرتا 8 أشهر نتيجة لإشكالية مزدوجة تتمثل أولاً في هوية الوزير، والثانية لأي جهة أو كتلة ضمن المذهب أو المكون يجب أن تذهب الوزارة. ففي حال كان وزير الدفاع سنياً يفترض أن يكون وزير الداخلية شيعياً، والعكس بالعكس. وأحياناً يجري التمسك بالمنصب أولاً قبل الوزير، بمعنى أن الشيعة حتى الآن يتمسكون بالداخلية بدل الدفاع التي تذهب بالضرورة للمكون الثاني من حيث متوالية الأغلبية السكانية أو الأقلية في العراق.

وطوال الأشهر الماضية كان الصراع على منصب وزير الداخلية شيعياً - شيعياً، بينما الصراع على منصب وزير الدفاع كان سنياً - سنياً. ومع كثرة المرشحين من قبل الطرفين، فإن النتيجة التي انتهى بها حسم المنصبين لكي تسير عجلة الحكومة تمت بالتوافق.

ومن باب المفارقة؛ فإنه إذا كانت هوية وزير الداخلية المذهبية الفريق ياسين الياسري واضحة تماماً لأن لقبه «الياسري» يقطع أي شك بأي انتماء مذهبي آخر سوى الانتماء إلى المذهب الشيعي كون الوزير «سيد»، فإن هوية وزير الدفاع نجاح الشمري ملتبسة كون قبيلة شمر، وهي واحدة من كبرى القبائل العراقية، تنقسم إلى المذهبين السني والشيعي.

الصلاة التي ظهر فيها وزير الدفاع وهو يؤديها على المذهب السني لم تقنع رئيس «حزب الحل» جمال الكربولي فضلاً عن كثيرين في مواقع التواصل الاجتماعي الذين أكدوا أن الوزير شيعي الأصل لكنه «تسنن لأغراض المنصب». الكربولي وفي تغريدة له على «تويتر» قال إن «العراقيين يعتزون بمذاهبهم ومعتقداتهم، وتغيير المعتقدات والمذاهب أمر وارد لأنه مرتبط بالقناعات». وأضاف الكربولي أنه «حين ينسلخ الرجل عن مذهبه بهدف الحصول على المنصب؛ فإن أول ما يفقده هو الاحترام». ومضى الكربولي قائلاً: «لن نثق برجل يغير جلده ويدعي الانتماء ويصادر منصباً هو من حق المكون السني».

لكن رئيس كتلة «تحالف القوى العراقية» السابق عضو هيئة المساءلة والعدالة صلاح الجبوري الذي ينتمي إلى محافظة ديالى التي ينتمي إليها وزير الدفاع الجديد، قال لـ«الشرق الأوسط» إن «المعلومات التي أمتلكها عن الرجل أنه سني منذ البداية»، مبيناً: «إنني لا أعرف الرجل شخصياً، لكن طبقا لما نقله لي زملاء له في الكلية العسكرية فإنه كان سنياً منذ ذلك الوقت».
أما كاظم الشمري، رئيس كتلة «الوطنية» في البرلمان العراقي التي رشحت الوزير نجاح الشمري، فيقول لـ«الشرق الأوسط»: «ما يقوله البعض بشأن الهوية المذهبية للوزير إنما هو كلام مفلسين لا أكثر»، مؤكداً من جهته هوية الوزير السنية.

كما سألت «الشرق الأوسط» وزير التربية السابق والنائب الحالي في البرلمان الدكتور محمد إقبال الصيدلي، وهو سني من محافظة نينوى بشأن ما إذا كانت هوية الوزير المذهبية هي التي تحدد مكانته أو كفاءته، أو معايير أخرى، فأجاب: «في ظل غياب التوازن الوطني في هيكلية الدولة منذ سنوات نعتقد أن الجمع بين الأمرين ضرورة للنجاح لإنهاء هذا الملف ولضمان استقرار الدولة وبنيتها الحيوية». ويضيف الصيدلي أن «تمثيل جميع مكونات الشعب العراقي في المواقع يعطي شعوراً بالاطمئنان للجميع وفي الوقت نفسه هو تحميل المسؤولية التضامنية للجميع»، مشيراً إلى أن «الكفاءة ليست حكراً على مكون دون آخر؛ حيث إن معيار الكفاءة والمهنية يكون أكثر مصداقية لو طبق في إعادة تقييم من شغل المواقع التنفيذية في عموم الدولة منذ سنوات وليس فقط على من يتم اختيارهم حالياً».

أما الدكتور معتز محيي الدين، رئيس «المركز الجمهوري للدراسات السياسية والاستراتيجية»، فيقول لـ«الشرق الأوسط» إن «الأميركيين هم أول من أسس الانتماء المذهبي في العراق بعد عام 2003 عندما وضعوا فقرة الانتماء المذهبي في استمارة التقديم للتعيين في القوات المسلحة».

وأضاف محيي الدين أن «الأميركيين وعلى عهد الحاكم المدني للعراق بول بريمر وخلال حكومة مجلس الحكم حيث كان العراق بلا سيادة، أصروا على ذلك، لكن مما يؤسف له أن هذا التأسيس الخاطئ لا يزال معمولاً به في الجيش حتى اليوم؛ بما في ذلك عند الترقية لرتبة أعلى؛ حيث يتم تأشير مذهب الضابط». ورداً على سؤال بشأن ما إذا كانت قصة تغيير المذهب سوف تؤثر على أداء الوزير، يقول محيي الدين إنه «بصرف النظر عما إذا كان الرجل قد غير مذهبه أم إن هذا ادعاء عليه من آخرين لهذا السبب أو ذاك، فإن هذا الجدل سيؤثر على مهمته داخل الجيش حيث سيكون التساؤل واضحاً: لماذا يغير مذهبه من أجل المنصب؟»

وقد يهمك ايضاً:

توقيف إيرانيين يسرقان بطريقة غريبة جنوبي العراق

شرطة محافظة ذي قار تكشف ملابسات مقتل رجل بعقده الستين

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أزمة الهُوية المذهبية تعود من جديد إلى الواجهة في العراق أزمة الهُوية المذهبية تعود من جديد إلى الواجهة في العراق



GMT 10:34 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
 العرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 10:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
 العرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 13:32 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 العرب اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 17:11 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

عبدالله بن زايد يبحث آخر التطورات مع وزير خارجية سوريا
 العرب اليوم - عبدالله بن زايد يبحث آخر التطورات مع وزير خارجية سوريا

GMT 09:52 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

أحمد حلمي يكشف تفاصيل لقائه بتركي آل الشيخ وجيسون ستاثام
 العرب اليوم - أحمد حلمي يكشف تفاصيل لقائه بتركي آل الشيخ وجيسون ستاثام

GMT 10:40 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

الكرملين ينفي طلب أسماء الأسد الطلاق أو مغادرة موسكو
 العرب اليوم - الكرملين ينفي طلب أسماء الأسد الطلاق أو مغادرة موسكو

GMT 20:36 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الأمير الحسين يشارك لحظات عفوية مع ابنته الأميرة إيمان

GMT 02:56 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

النيران تلتهم خيام النازحين في المواصي بقطاع غزة

GMT 17:23 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنتر ميلان الإيطالي يناقش تمديد عقد سيموني إنزاجي

GMT 16:59 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نتنياهو يتوعد الحوثيين بالتحرّك ضدهم بقوة وتصميم

GMT 17:11 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

اتحاد الكرة الجزائري يوقف حكمين بشكل فوري بسبب خطأ جسيم

GMT 02:52 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

مقتل 10 ركاب وإصابة 12 في تحطم طائرة في البرازيل

GMT 06:45 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

انفجار قوي يضرب قاعدة عسكرية في كوريا الجنوبية

GMT 17:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

.. قتلى في اصطدام مروحية بمبنى مستشفى في تركيا

GMT 11:24 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

GMT 10:40 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

الكرملين ينفي طلب أسماء الأسد الطلاق أو مغادرة موسكو

GMT 06:35 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تعليق الرحلات من وإلى مطار دمشق حتى الأول من يناير

GMT 09:16 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أحمد العوضي يتحدث عن المنافسة في رمضان المقبل

GMT 20:44 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 10:53 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

شام الذهبي تعبر عن فخرها بوالدتها ومواقفها الوطنية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab