أدى قرار انسحاب رئيس الوزراء اللبناني السابق ورئيس تيار "المستقبل" سعد الحريري من الحياة السياسية، إلى خلط أوراق المشهد السياسي في كل مكوناته، وهو ما طرح تساؤلات ضمنية بشأن إمكانية إجراء الانتخابات النيابية المقرر عقدها في مايو المقبل.وحتى الساعة، أعلنت عدة أطراف سياسية فاعلة موقفها من إجراء الانتخابات، على غرار "حزب الله" القوة الأكثر تأثيراً في المشهد السياسي، بالإضافة إلى رئيس الجمهورية.
ورأى نائب الأمين العام لـ"حزب الله" نعيم قاسم، أن "كل المؤشرات تدل على أن الانتخابات النيابية ستجرى في موعدها، ولا يوجد أي تطور يمنع ذلك".وأضاف قاسم في كلمة له نقلتها وكالة الأنباء اللبنانية، أن "من يحاول أن يثير بين الحين والآخر شكوى أو محاولة لعدم إجراء الانتخابات، نضع حوله علامة استفهام لأنه يثير أمراً ليس مطروحاً، فالمطروح هو إنجاز الانتخابات، وكل المؤشرات تدل على إنجازها".واعتبر قاسم أن الانتخابات "محطة ضرورية لتخرج لبنان من انسداد الأفق الذي وصلنا إليه، ولنرى ما هو التجديد أو التغيير أو التأكيد من خلال خيارات الناس في اختيار ممثليهم في المجلس النيابي".
وتأتي تصريحات "حزب الله" بعد ساعات من تأكيد الرئيس اللبناني ميشال عون خلال لقائه مفتي لبنان، وأهم رجل دين سني في البلاد عبد اللطيف دريان، أنه "يقوم بجميع التحضيرات اللازمة لإجراء الانتخابات في مواعيدها (مايو)، ولا أجد أي سبب لتأجيلها".وشدد عون على "أهمية الدور الذي تلعبه الطائفة السنية في المحافظة على وحدة لبنان وتنوعه السياسي، وعلى المشاركة مع سائر مكونات لبنان في الحياة الوطنية والسياسية والاستحقاقات التي ترسم مستقبل لبنان وأبنائه".
من جهته، اعتبر رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، أن "كل من يصوت للتيار الوطني الحر وحزب الله يعني تمديداً لأوجاعه بيده من دون منة من أحد"، مشدداً على أن "الانتخابات النيابية تشكل فرصة حقيقية من أجل استبدال الأكثرية الحالية".وأكد جعجع أن "الانتخابات النيابية المقبلة ليست كسابقاتها، والمسألة لا تتعلق بنائب إضافي هنا أو هناك كونها انتخابات مصيرية بامتياز، ومقومات الخروج من الواقع الراهن لا تزال متوافرة".
وأضاف: "تشكل الانتخابات النيابية المقبلة فرصة من أجل استبدال الأكثرية الحالية التي لم تحافظ على الدولة ولم تأخذ في الاعتبار مصالح المواطن، فأوصلته إلى أعلى درجات التخلف والعوز والفقر".ونوه جعجع إلى ما أسماه "محاولات البحث عن أي ذريعة من أجل الهروب من الانتخابات"، مؤكداً أن "القوات اللبنانية ستقف بالمرصاد في وجه أي محاولة لتطيير الانتخابات، لأن باب الخلاص الوحيد المتاح للشعب في المدى المنظور هو الانتخابات النيابية"، بحسب وكالة الأنباء اللبنانية.
من جهته، قال بطريرك الموارنة في لبنان بشارة بطرس الراعي، إن قرار سعد الحريري تعليق دوره في الحياة السياسة ومقاطعة الانتخابات البرلمانية في مايو، "يجب ألا يستخدم كذريعة للدعوة إلى تأجيل الانتخابات"، معرباً عن "تفاجئه" بالقرار، وعن أمله في "استمرار مشاركة السنة في الانتخابات".
وأضاف "نود أن تبقى الطائفة السنية على حماسها للانتخابات، لكي تأتي الانتخابات معبرة عن موقف جميع اللبنانيين"، حاثاً الجميع على "مواجهة محاولات الالتفاف عليه، فالمجلس النيابي المنتخب هو من سينتخب رئيس الجمهورية الجديد".وستؤثر مقاطعة الحريري وتياره "المستقبل" للانتخابات على المقاعد العشرين التي حصل عليها في انتخابات 2018، والعديد من المقاعد التي فازت بها جماعات أخرى لها تحالفات محلية مع "تيار المستقبل".
وقالت وكالة "رويترز" إن نظام تقاسم السلطة في لبنان "يسعى إلى الحفاظ على التوازن الدقيق بين 18 طائفة رسمية معترف بها".وفي خطوة تهدف لترتيب أوراق الطائفة السنية والتي تبعثرت عقب قرار الحريري، أعلن بهاء الحريري شقيق سعد، الجمعة، دخوله الحياة السياسية اللبنانية، مشيراً إلى أنه سيخوض معركة "استرداد الوطن"، ويواصل مسيرة والده الراحل رفيق الحريري.
وقال بهاء وهو رجل أعمال ومستثمر عقاري في لبنان والأردن، ويبلغ من العمر 55 عاماً: "سوف أستكمل مسيرة الرئيس الشهيد رفيق الحريري"، لافتاً في إشارة لجماعة "حزب الله" اللبنانية إلى أنه "بالشراكة والتضامن سوف نخوض معركة استرداد الوطن واسترداد سيادة الوطن من محتليها".
ولم يشر بهاء خلال الكلمة إلى سعيه نحو الدخول في الانتخابات المقبلة، فيما قال مستشاره الإعلامي جيري ماهر لوكالة "رويترز"، إنه "لن يرشح نفسه في الانتخابات، وإنه، عوضاً عن ذلك، سيساند قوائم انتخابية في أنحاء لبنان تحت شعار (سوا للبنان) وهي حركة أسسها ومولها بهدف الإصلاح".
قد يهمك ايضا
سعد الحريري يعود إلى بيروت بعد غياب 4 أشهر
سعد الحريري يعتذر عن المشاركة في الحوار الوطني الذي دعا إليه الرئيس اللبناني
أرسل تعليقك