الجزائر ـ كمال السليمي
انتقدت أحزاب من التيار “البربري” ترخيص الحكومة الجزائرية تظاهرات لمناصرة قضية القدس، في كل محافظات البلاد، بينما تتواصل حركات احتجاج متفرقة في منطقة “القبائل”، يرفع خلالها ناشطون شعار “ترقية تعليم اللغة الأمازيغية”، كان آخرها إقفال طريق في محافظة البويرة أمس، كان سيسلكه وزير الشباب والرياضة الهادي ولد علي.
وأفاد بيان لرئاسة الحكومة بأن ولاة المحافظات أمروا بالتجاوب مع مطالب تنظيم تظاهرات لنصرة القدس، فيما خصصت محافظة العاصمة، القاعة البيضاوية للراغبين في المشاركة، وتزامن قرار الحكومة مع تحركات في منطقة القبائل، مطالبة بترقية تعليم اللغة الأمازيغية. ولمحت قيادات جزائرية إلى وجود نيّة “تلاعب سياسي” خلف هذه التظاهرات التي أدت إلى تعليق الدراسة في بعض الجامعات وتوقيف خدمات بعض الوزارات.
وأغلق متظاهرون أمس، الطريق بين مدينة البويرة وأعالي جبال تيكجدة حيث كان متوقعاً أن يحضر وزير الشباب نشاطاً لافتتاح موسم الرياضات الشتوية، إلا أن موكبه تعرقل لبعض الوقت قبل إعادة فتح المسلك في منطقة حيزر. وكان متظاهرون قطعوا الطريق السريع في بلدية “الأصنام” في محافظة البويرة ما تسبب في شل الطريق حيث علقت آلاف السيارات، ونقل مصدر من حزب “التجمع من أجل الثقافة و الديمقراطية”، اتجاه الحزب إلى عدم المشاركة في تظاهرات “نصرة القدس”، بسبب “إدارة الحكومة ظهرها إلى الأحداث في منطقة القبائل”.
وأعلن رئيس “حركة مجتمع السلم” الإسلامية عبد المجيد مناصرة أن “حزبه سيلبي الدعوة لنصرة القدس”، لكنه تساءل “لمَ لا يُرخَّص لمسيرات في الشارع بدل تظاهرات في قاعات مغلقة”، ووجّه نواب من أحزاب موالي انتقادات حادة لحزب العمال الذي كان وراء تفجير احتجاجات الشارع في منطقة القبائل. وقال شابح فرحات عضو لجنة المالية عن “التجمع الوطني الديموقراطي”، الذي شارك في نقاشات ملف تشجيع تعليم الأمازيغية، إن “الدستور فصل في مسألة الأمازيغية، ولا يحق لأحد المتاجرة بها أما المادة المقترحة من حزب العمال فرفضناها، لأن لا علاقة لها بقانون المالية تماماً. كما أن الحزب اقترح إجبارية تعليم الأمازيغية وهذا أمر صعب التحقيق”.
وكشف مدير التعليم والبحث في المحافظة السامية للأمازيغية، بوجمعة عزيزي لـ “الحياة” أن عدد الأساتذة الذي يدرسون اللغة الأمازيغية بلغ 3 آلاف في المراحل التعليمية الثلاث. وأضاف مدير التعليم في الهيئة التابعة لرئاسة الجمهورية أن الأساتذة يدرّسون أكثر من 300 ألف تلميذ في 37 محافظة، ويتوقع أن يستغل ناشطون “سبت القدس” لإعادة طرح الملف “الأمازيغية” في الشارع، ما يضع الحكومة أمام سجال جديد قد ينتهي بصفقة سياسية.
أرسل تعليقك