غزة ـ العرب اليوم
شهدت الضفة الغربية تصعيدًا عسكريًا كبيرًا أمس الثلاثاء مع بدء الجيش الإسرائيلي عملية جديدة أطلق عليها اسم "السور الحديدي"، والتي تستهدف مدينة جنين ومحيطها. العملية تأتي بعد 23 عامًا من عملية "السور الواقي" الشهيرة التي اجتاحت خلالها القوات الإسرائيلية الضفة الغربية بالكامل. ويبدو أن العملية الجديدة تحمل تغييرات في الاستراتيجية الإسرائيلية على المستويين الميداني والسياسي.
تفاصيل العملية العسكرية في جنين
بدأت العملية بهجوم جوي نفذته طائرات مسيّرة استهدفت بنى تحتية يُعتقد أنها مرتبطة بالمقاومة الفلسطينية. وبعد الضربات الجوية، اقتحمت وحدات خاصة من الجيش الإسرائيلي و"الشاباك" و"شرطة حرس الحدود" مناطق واسعة في جنين، وقامت بعزل المدينة بشكل كامل عن بقية الضفة الغربية.
مصادر أمنية إسرائيلية وصفت العملية بأنها "على نطاق مختلف تمامًا"، مشيرة إلى أن التحرك العسكري جاء بقرار مباشر من "مجلس الوزراء المصغر" (الكابينيت) الذي انعقد الجمعة الماضية برئاسة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
ردود فعل فلسطينية وتحذيرات من التصعيد
في المقابل، دعت حركة حماس الشعب الفلسطيني إلى النفير العام لمواجهة ما وصفته بـ"عدوان الاحتلال الواسع". وطالبت بتقديم الدعم للمقاومين في مواجهة التصعيد الإسرائيلي الذي اعتبرته استمرارًا للسياسات العدوانية ضد الشعب الفلسطيني.
استقالة رئيس الأركان الإسرائيلي وتداعياتها
في خضم التصعيد العسكري، أعلن رئيس الأركان الإسرائيلي اللواء هرتسي هاليفي استقالته، التي ستدخل حيز التنفيذ في مارس 2025. هاليفي برر قراره بتحمله المسؤولية عن ما أسماه "فشل الجيش الإسرائيلي" في أحداث 7 أكتوبر 2023.
هذه الخطوة أشعلت الجدل داخل الأوساط السياسية الإسرائيلية، حيث دعت المعارضة رئيس الوزراء وأعضاء حكومته إلى اتخاذ خطوة مماثلة وتحمل المسؤولية السياسية عن الإخفاقات السابقة.
توقعات وتحليلات للمستقبل القريب
تصعيد المقاومة: من المتوقع أن تؤدي العملية في جنين إلى ردود فعل عنيفة من الفصائل الفلسطينية، ما يفتح الباب أمام احتمالات اندلاع مواجهات واسعة تشمل الضفة الغربية وربما غزة.
التوتر الإقليمي: تصاعد العنف قد يؤدي إلى تدخل أطراف إقليمية أخرى، مثل حزب الله أو إيران، خاصة مع ازدياد التوترات في المنطقة.
الضغط الدولي: مع تزايد الخسائر البشرية بين المدنيين، من المتوقع أن تتعرض إسرائيل لضغوط دولية لوقف العمليات العسكرية وإعادة فتح قنوات الحوار السياسي.
العملية الإسرائيلية "السور الحديدي" قد تكون بداية لفصل جديد من المواجهة مع الفلسطينيين، في ظل أجواء سياسية وعسكرية مضطربة على كلا الجانبين.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
قصف إسرائيلي مكثف على غزة و مئات الضحايا ودمار واسع قبل موعد التهدئة
الحكومة الأمنية الإسرائيلية المصغرة تصادق أخيرًا على اتفاق غزة بعد سلسلة من النقاشات والتحديات
أرسل تعليقك