أعلنت الشرطة الأميركية أن شاباً أبيض، عمره 24 عامًا، يشتبه بتورطه في سلسلة تفجيرات طرود في مدينة أوستن في ولاية تكساس الأميركية، قام بتفجير نفسه صباح الأربعاء، داخل سيارته فيما كانت السلطات تتحرك لاعتقاله.
وفي حين انتهت عملية البحث عن المفجر المجهول، في الانفجارات التي أودت بحياة شخصين، حذرت السلطات من أنه قد يكون زرع متفجرات أخرى قبل مقتله، مشددة على ضرورة "توخي الحذر"، كما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية.
وقال قائد شرطة أوستن، براين مانلي، في مؤتمر صحافي صباح الأربعاء، إن "المشتبه به توفي"، ما يضع نهاية لعملية مطاردة واسعة في الولاية الواقعة في جنوب الولايات المتحدة. وذكر مانلي أنه يعتقد أن الشاب مسؤول عن تفجيرات سابقة نجمت عن طرود مفخخة أدت إلى سقوط قتيلين، وكثير من الجرحى، في أوستن عاصمة ولاية تكساس منذ 2 مارس (آذار) الحالي.
وتعقبت الشرطة سيارة المشتبه به إلى فندق خارج أوستن في عملية تمت فجر أمس. وفيما كانت الشرطة تنتظر وصول فرق تدخل، لاذ المشتبه به بالفرار. وعندما قامت الشرطة بتوقيفه، فجّر الرجل قنبلة في سيارته ما أسفر عن مقتله، على ما قال مانلي. وأصيب رجل شرطة جراء الانفجار.
ولم تعرف على الفور دوافع المشتبه به الذي أفاد مانلي أنه شاب أبيض عمره 24 عاما. وضيّقت الشرطة الخناق على المشتبه به خلال الـ36 ساعة الماضية إثر ورود أدلة من صور كاميرات المراقبة وشهود عيان، بحسب ما قال مانلي. وقال قائد الشرطة: "كانت نحو 3 أسابيع صعبة بالنسبة للناس في أوستن".
من جانبه، حذّر فريد ملاينوفسكي، المسؤول الكبير في "مكتب الكحول والتبغ والأسلحة والمتفجرات" الأميركي، من أن الخطر لم ينته بعد. وقال: "نود أن نتأكد من أنه حين يجد الناس حقائب أو طرودا مثيرة للشبهات، سيستمرون في الاتصال بـ911 (رقم الطوارئ الأميركي) ليكون بوسعنا التجاوب والتعامل معهم".
وهنا الرئيس الأميركي دونالد ترمب الشرطة، وكتب على "تويتر": "المشتبه به في تفجيرات أوستن قتل. عمل رائع من قوات إنفاذ القانون وكل المعنيين"، وأظهرت صور نشرها موقع محلي مرتبط بمحطة «سي بي إس» المشتبه به يرتدي قبعة بيسبول زرقاء وقفازات وشعرا مستعارا على الأرجح، فيما كان يحمل طردا الأحد الماضي أمام مكتب شركة «فيديكس». والتقطت كاميرات الأمن في المكتب هذه الصور.
وأوضح مانلي أنه لم يتضح على الفور ما إذا كان الشاب يتصرف بمفرده أم مع شركاء آخرين.
وفي الساعات الأولى من أول من أمس انفجر طرد في مركز توزيع لشركة «فيديكس». ولم تؤكد السلطات حينها معلومات نشرتها وسائل إعلام ذكرت أن الطرد كان يحتوي على شظايا ومسامير.
وشدد ستيف أدلير حاكم المدينة، البالغ عدد سكانها مليون نسمة، على ضرورة توخي الحذر. وأشار إلى أن سكان المدينة يجب أن يبقوا حذرين لأن التحقيقات لا تزال جارية، ولا يزال من غير المعروف أين قضى المشتبه به آخر 24 ساعة في حياته، في إشارة لإمكانية زرعه مزيدا من الطرود، لكنه أكد أن «هناك شعورا بالارتياح في المدينة والامتنان والشكر الكبير لرجال قوات إنفاذ القانون الموجودين هنا» في أوستن.
وأرسل مكتب التحقيقات الفيدرالي وحده أكثر من 350 عميلا للمساعدة في سير التحقيقات في الانفجارات التي بقيت غامضة لفترة طويلة، وأظهرت التحقيقات أن تعقيد طريقة الانفجارات ينمو بشكل متزايد.
وأُرسلت أول 3 طرود باليد وليس بواسطة خدمات البريد إلى السكان، فيما فجر الطرد الرابع بواسطة أسلاك، على عكس الانفجارات السابقة، فيما أرسل الخامس إلى مقر شركة «فيديكس»، وتلقّت خطوط الطوارئ أكثر من 1200 اتصال منذ حثّت الشرطة السكان على الإبلاغ عن أي أنشطة مشتبه بها بعد أول انفجار.
والأحد الماضي توجه مانلي في مؤتمر صحافي بشكل مباشر إلى المنفذ المجهول أو المنفذين المجهولين للتفجيرات، وقال مانلي: "نريد أن نعرف ما الذي أوصلكم إلى هذه المرحلة، ونريد أن نصغي إليكم".
وأعلنت الشرطة أنّها رفعت المكافأة المالية المخصصة من قبل المدينة والولاية لمن يقدم معلومات تقود إلى توقيف المسؤولين عن التفجيرات إلى 115 ألف دولار. وأشار ترمب في تغريدة الثلاثاء الماضي إلى أن "شخصًا مريضًا جدًا جدًا أو ربما الكثير من الأشخاص"، يقفون وراء التفجيرات المريبة.
أرسل تعليقك