بعد رسالة الردع التي أرسلتها الولايات المتحدة لإيران، مساء الخميس، بإقلاع قاذفتين أميركيتين لتحلقا فوق الشرق الأوسط، كشف مسؤول عسكري، أن الجيش الأميركي في حالة تأهب قصوى، ويعزز قواته في المنطقة، للرد على هجوم إيراني محتمل.
وأوضح المسؤول في وزارة الدفاع الأميركية طالباً عدم الكشف عن اسمه، في تصريحات لصحيفة "بوليتيكو" الأميركية، أن البنتاغون يراقب عن كثب مؤشرات مقلقة بشأن استعدادات لهجوم محتمل من قبل ميليشيات إيرانية في العراق.
كما أكد في تعليق عن الخطوات الأميركية المنفذة، ما أعلن عنه أمس، وهو أنها جاءت في إطار رسالة ردع تهدف إلى تنبيه إيران من خطورة اتخاذ أي إجراء عدواني ضد القوات الأميركية، أو قوات التحالف في المنطقة.
وضع دفاعي قوي
إلى ذلك، لفت إلى أن أمام إيران فرصا كثيرة لاستغلالها وشن هجمات، بينها الانشغال الأميركي بعملية الانتقال الرئاسي التي باتت قريبة، وانسحاب القوات الأميركية من العراق وأفغانستان، وكذلك الذكرى القادمة لمقتل قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني بغارة أميركية أوائل يناير/كانون الثاني، مضيفاً أن هذه جميعاً عوامل تجعل من الحكمة اتخاذ وضع دفاعي قوي حاليا في المنطقة.
وأكد أن هذه التحركات ليست هجومية في طبيعتها، بل رسائل ردع لا أكثر.
كما أعلن المسؤول العسكري عن عدم وجود خطة للهجوم، بل هناك تصوّر وضع دفاعي قوي.
لا نريد الصراع.. ولكن!
يذكر أن القيادة المركزية للقوات الأميركية، كانت نشرت أمس الخميس، في حسابها على تويتر، فيديو يظهر تحليق قاذفتي قنابل من نوع B-52H تابعتين لسلاح الجو الأميركي مع طائرات من سلاح جو تابع لشركاء إقليميين.
بدوره، أوضح قائد القيادة المركزية الأميركية، الجنرال فرانك ماكنزي، أن القدرة على قيادة قاذفات القنابل الاستراتيجية والتحليق دون توقف في مهمة عابرة للقارات، ودمجها بسرعة مع عدة شركاء إقليميين، تظهر علاقات العمل الوثيقة والالتزام المشترك بالأمن والاستقرار الإقليمي بين الحلفاء، بحسب تعبيره.
وأضاف أنه على الخصوم المحتملين أن يفهموا أنه لا توجد دولة على وجه الأرض أكثر استعدادا وقدرة على نشر قوة قتالية إضافية بسرعة في مواجهة أي عدوان، متابعاً: "نحن لا نريد الصراع، لكن علينا أن نحتفظ بالتزامنا وأن نبقى على استعداد للتعامل مع أي طارئ ولمواجهة أي عدوان"، وفقاً لكلامه.
المهمة الثانية بأقل من شهر
واستأنفت الجماعات الإيرانية مؤخرا شن هجمات هناك بعد عام تقريبا من إطلاق طهران صواريخ باليستية على قاعدة عين الأسد الجوية في غربي العراق، ما خلّف إصابات في صفوف القوات الأميركية.
إلى ذلك، صمم تحليق القاذفتين الهائلتين من "طراز بي-52 أتش ستراتفورتريس" فوق المنطقة، وهي ثاني مهمة من نوعها في أقل من شهر، للتأكيد على التزام الولايات المتحدة المستمر تجاه الشرق الأوسط حتى مع قيام إدارة الرئيس دونالد ترمب بسحب آلاف القوات من العراق وأفغانستان.
تعد القاذفات الثقيلة بعيدة المدى، القادرة على حمل أسلحة تقليدية ونووية، مشهدًا هائلاً وتحلق في الشرق الأوسط بشكل أقل تكرارًا من الطائرات المقاتلة الأصغر، مثل المقاتلات الأميركية. وغالبًا ما يشتكي الأعداء من رحلات القاذفات في منطقتهم، معتبرين إياها استعراضًا استفزازيًا للقوة.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :البنتاغون خطة التطعيم تشمل أفراد الجيش الأميركي في مختلف أنحاء العالم
أميركا تقترب من بيع طائرات مسيرة متطورة للمغرب
أرسل تعليقك