موسكو ـ حسن عمارة
أجرى الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين سلسلة اتصالات هاتفية مع قادة دول عدّة، لاطلاعهم على نتائج اجتماعه مع الرئيس السوري، بشار الأسد، الذي وصل إلى مدينة سوتشي الروسية أول من أمس الإثنين، وتأتي المباحثات التي عقدها بوتن والأسد في إطار إرساء أساس مسعى جديد لموسكو لإنهاء الصراع المستمر في سوريا منذ شهر مارس/آذار 2011، بعد التطورات الأخيرة المتمثلة بالقضاء على تنظيم داعش، وأعقب بوتن اجتماعه مع الأسد بالحديث هاتفيا مع عدة زعماء، بينهم العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، والرئيس المصري،عبد الفتاح السيسي، والرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وتحاول روسيا بشكل فعّال التوسط للتوصل إلى توافق دولي بشأن اتفاق سلام في سوريا بعد عامين من بدء موسكو التدخل العسكري والذي رجح كفة الصراع في سوريا لصالح النظام السوري وحليفه الإيراني، وأوردت وكالة الأنباء السعودية بأنّ العاهل السعودي تلقى اتصالًا هاتفيا، من الرئيس الروسي لبحث العلاقات المتميزة بين البلدين، بالإضافة إلى تطورات الأوضاع في المنطقة، والجهود المبذولة تجاهها، وأشار اتصال الرئيس الأميركي إلى أنّ بوتن شدّد في اتصاله على أنّ "بشار الأسد أكّد التزامه بالعملية السياسية وإجراء إصلاح دستوري وانتخابات رئاسية وبرلمانية"، كما أعلن البيت الأبيض، في بيان، بأنّ الزعيمين أكدا على أهمية عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة لإنهاء الصراع الدائر في سوريا، واتفقا على استكشاف سبل التعاون في الحرب ضد الجماعات المتشددة.
وصرّحت الرئاسة المصرية بشأن اتصال بوتن بالسيسي، بأنّ الرئيسين بحثا خلاله "آخر تطورات الأزمة السورية، وجهود التوصل إلى تسوية سياسية، في ضوء المستجدات الأخيرة في هذا الصدد"، لافتة إلى "اتفاق الرئيسين على مواصلة التشاور والتنسيق بينهما عن مجمل تطورات الأوضاع في الشرق الأوسط، وأكدا أهمية العمل على استعادة الاستقرار في المنطقة، وتوفير الأمن لشعوبها".
وفشلت محاولات سابقة لإنهاء الحرب السورية المستمرة منذ أكثر من ستة أعوام، بسبب خلافات حادة بين أطراف الصراع داخل وخارج سوريا خاصة بشأن بقاء الأسد نفسه في السلطة، وبعد المحادثات في روسيا، امتنع متحدث باسم الكرملين، عقب أول زيارة خارجية معلنة للأسد منذ زيارته لموسكو في أكتوبر/تشرين الأول عام 2015، عن التصريح عما إذا كان النقاش تطرّق إلى مستقبل الأسد نفسه.
واستقالت شخصيات بارزة في المعارضة السورية من بينها رياض حجاب رئيس الوزراء السابق، في مؤشر إلى أنّ المحاولات الدولية قد تكون في طريقها لتجاوز الخلافات بين أطراف النزاع، حيث كان حجاب يترأس الهيئة العليا للمفاوضات، وعلّق وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، في موسكو بأنّ الاستقالات ستجعل المعارضة أكثر عقلانية وواقعية.
يشار إلى أنّ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الإيراني حسن روحاني، اللذان يدعمان طرفين مختلفين في الحرب السورية، يتوجّهان الأربعاء إلى روسيا لعقد اجتماعي ثلاثي مع بوتن بهدف دفع عملية السلام السورية.
أرسل تعليقك