دمشق – خليل حسين
أكد الرئيس السوري بشار الأسد أنه ليس أمام نظامه سوى الانتصار، وإلا فلن تبقى سورية، ولن يكون لأبنائنا حاضر ولا مستقبل، مبينًا انه كما حرر تدمر وقبلها كثير من المناطق، سيحرر كل شبر من سورية .
وأضاف "الأسد"، في كلمة له أمام مجلس الشعب، بمناسبة الدور التشريعي الثاني، أن الشعب السوري فاجأ العالم مرة أخرى بمشاركته غير المسبوقة في انتخابات مجلس الشعب، واختيار ممثليه، لتكون رسالة واضحة للعالم بأنه كلما ازدادت الضغوط تمسك الشعب بسيادته أكثر.
وقال الأسد: "إن حربنا ضد الإرهاب مستمرة ليس لأننا نهوى الحروب فهم من فرض الحرب علينا، لكن سفك الدماء لن ينتهي حتى نقتلع الإرهاب من جذوره أينما وجد، ومهما لبس من أقنعة، وكما حررنا تدمر وقبلها كثير من المناطق سنحرر كل شبر من سورية من أيديهم، فلا خيار أمامنا سوى الانتصار وإلا فلن تبقى سورية ولن يكون لأبنائنا حاضر ولا مستقبل"، مشددًا على أن أي عملية سياسية لا تبدأ وتستمر وتتوازى وتنتهي بالقضاء على الإرهاب لا معنى لها ولا نتائج مرجوة منها.
وأكد "الأسد" أن هذه الانتخابات البرلمانية أتت وسط ظروف داخلية قاسية، أدت بالبعض لأن يتوقع فشلها وعدم إنجازها، مبينًا أن هذه المشاركة "غير المسبوقة"، رغم كل الظروف والتحديات والأخطار، تحمل النواب مسؤولية غير عادية تجاه المواطنين الذين وضعوا آمالهم أمانة بين أيديهم ليصونوها ويحافظوا عليها عبر العمل الدؤوب والصادق والأمين، والذي يجب أن يتناسب مع جسامة التحديات المفروضة على سورية، ومع هذا الإقبال وهذه الثقة التي منهكم إياها الشعب.
وأضاف الرئيس السوري أنه كما كانت هذه الانتخابات غير عادية، بحجم المشاركة غير المسبوق، فإن هذا المجلس أيضا جاء مختلفًا عن سابقيه، فالناخبون الذين اعتادوا انتخاب ممثلين لهم كانوا على قدر المسؤولية والوعي وعلى مستوى كبير من فهم تغيرات الواقع وقيمة التضحيات، فبالإضافة إلى اختيار الشعب ممثلين عن شرائحه فقد اختاروا وصوتوا لمرشحين أتوا من عمق المعاناة وقمة العطاء، متابعًا بالقول: "إن مجلسكم في هذه المرة ولأول مرة فيه الجريح الذي ضحى بقطعة من جسده ليبقى جسد الوطن كاملا، وفيه أم الشهيد وأبوه وأخته، الذين ضحى أبناؤءهم بأرواحهم لتستمر سورية، وفيه الطبيب الذي أبقى المهنة سامية وشعر بالناس وبوضعهم الاقتصادي والمعيشي فعالج المواطنين بالمجان، وفيه الفنان الذي حمل السلاح ودافع عن أرضه وعرضه، وفيه ازداد صوت المرأة والشباب، وارتفع وبشكل كبير عدد حملة الشهادات الجامعية العليا،، وفيه من ساهم بأمواله دفاعًا عن وطنه وشعبه".
وأضاف"الأسد بقوله: "أنا هنا إذ أذكر هذه الحالات فهناك منها ومثلها الكثير لن أمر عليها كلها، فكل عضو منكم قد انتخبه الشعب وأراد منه أن يكون صوته وحاضنته وحاميه، فيلكن عنوان عملنا ومنهجنا ودليلنا كأشخاص مسؤولين في مختلف المؤسسات في المرحلة المقبلة العمل من أجل الغير لا من أجل الذات، تماما كما فعل الجريح والشهيد وكل من ضحى وما زال، كل من مكانه وموقع عمله ومسؤوليته، فمن دون هذه البوصلة لا يمكن لسورية الخروج مما تمر به، ومن دونها لا مكان للتقدم، ولا مكان للإنجاز، ولا مكان للأفكار المنتجة والإبداعية، وإن وجدت فلا قيمة لها".
وتابع الرئيس الأسد: "عندما نفكر ونعمل بصدق وإخلاص للغير أولا لا للذات تنتفي العقبات، التي يعود سببها إلى الفساد وسوء الإدارة، وتصبح من الممكن، بل من المحقق، مواجهة التحديات الناشئة عن الحرب، وعندها يظهر المقصر والفاسد شاذًا، لا يستطيع أن يلقي بأسباب تقصيره وفساده على الظروف السائدة، وعندما نفكر ونعمل بصدق وإخلاص للوطن أولاً لا للذات، أو المكاسب الشخصية، تصبح رقابتكم على السلطة التنفيذية فاعلة وحقيقية قادرة على تقويم أدائها بما يخدم المواطن، وهذا ما يتوقعه الجميع من مجلسكم الحالي".
وأوضح أن تحمل النواب للمسؤولية الوطنية يأتي حاليًافي ظروف غير عادية يمر بها العالم بمجمله، نتيجة صراعات دولية، جوهرها محاولة الغرب الحفاظ على هيمنته على العالم بأي ثمن، هذا الغرب الذي يرفض أي شراكة معه من أي دولة أو تجمع دولي، مبينًا أن هذه الصراعات الدولية أفرزت صراعات إقليمية بين دول تسعى للحفاظ على سيادتها واستقلالها، ودول تعمل لتنفيذ مصالح الآخرين، ولو كان ذلك على حساب مصالح شعوبها، مضيفًا أن هذه الصراعات انعكست بشكل مباشر على الوضع في منطقة الشرق الأوسط عمومًا، وسورية بشكل خاص، وزادته تعقيدا، لكن في نفس الوقت كل ما سبق لا يعني على الإطلاق إعفاء السوريين من مسؤوليتهم فيما يحصل، فلو كان البيت السوري الداخلي صلبًا وقويًا ومتماسكًا، لا يضرب الفساد والخيانة بعض زواياه، لما وصلت الأمور إلى ما هي عليه الآن.
وختم الرئيس الأسد حديثه قائلاً: "إن هذه الصراعات تنعكس بشكل واضح وجلي بمستوياتها الثلاثة الدولية والإقليمية والداخلية على العملية السياسية التي تجري في جنيف، وبين الدولي والإقليمي يقبع المحلي بمجموعة ممن يحملون الجنسية السورية ارتضوا أن يكونوا دمى تحركها تارة الدولة الأكثر تخلفًا في العالم، وتارة أخرى دول تحلم بعودة استعمارها القديم لدول منطقتنا ولو عبر وكلاء لها، مقابل وعود مادية ووعود واهية، لكن في مواجهة أولئك الخونة هناك مجموعة أخرى من الوطنيين السوريين مؤتمنين على تضحيات الشهداء والجرحى يسعون عبر العمل السياسي للحفاظ على أرضهم ووطنهم واستقلال قراره".
أرسل تعليقك