قال وزير الخارجية والاتحاد الأوروبي والتعاون الإسباني، خوسيه مانويل ألباريس، في حديث خص به القناة التلفزيونية «أنتينا3»، أمس، إنه من «دون تعاون» المغرب، فسيكون من «المستحيل» التحكم في تدفقات الهجرة غير الشرعية.
وحسب رئيس الدبلوماسية الإسبانية؛ فإنه «لا يمكن لأي دولة في العالم، مهما كانت قوتها، أن تواجه هذه الظاهرة بمفردها»، مبرزاً «تعقيد» تدبير هذه الآفة ومواجهة اقتحامات أشخاص «يسعون إلى حياة أفضل، من خلال تعريض حياتهم للخطر».
وأضاف ألباريس: «ما علينا القيام به هو تحسين وتعزيز تعاوننا مع المغرب ومع دول المصدر والعبور. كما يتعين أيضاً انخراط أوروبا والمفوضية الأوروبية، وتوفير الوسائل التكنولوجية الكفيلة بمنع تكرار مثل هذه الاقتحامات».
من جانبها، قالت المتحدثة باسم الحكومة الإسبانية، إيزابيل رودريغيز، لوكالة الصحافة الفرنسية، إن الحكومة تشكر السلطات المغربية على «تعاونها» و»تأسف بشدة للخسارة في الأرواح البشرية». وحمّلت مسؤولية الوفيات إلى «المافيا الدولية المتورطة في الاتجار بالبشر»، مكررة بذلك تصريحات أدلت بها حكومة رئيس الوزراء الاشتراكي الأحد الماضي.
وكان مهاجرون غير شرعيين، يتحدرون من بلدان أفريقيا جنوب الصحراء، قد قاموا صباح الجمعة الماضي بمحاولة اقتحام جماعية للسياج الحديدي على مستوى إقليم الناظور للوصول إلى مدينة مليلية، التي تحتلها إسبانيا شمال المغرب، حيث قاموا بتوظيف أساليب جد عنيفة، متسببين في تدافع وحالات سقوط مميتة من أعلى السياج.
وأشارت آخر حصيلة إلى تسجيل 23 حالة وفاة من بين المهاجرين غير الشرعيين، بينما لا يزال عنصر من القوات العمومية و18 من المقتحمين تحت المراقبة الطبية. وتميزت هذه المحاولة للعبور بواسطة القوة، التي أصيب خلالها 140 من أفراد القوات العمومية بجروح متفاوتة، باستخدام عنف غير مسبوق من قبل مرشحي الهجرة غير الشرعية في وجه عناصر قوات الأمن، الذين تدخلوا بمهنية وفي ظل احترام القوانين الجاري بها العمل. وأبدى هؤلاء المرشحون للهجرة غير الشرعية، الذين كانوا مسلحين بالحجارة والأدوات الحادة، مقاومة عنيفة لقوات الأمن، الذين تعبأوا لمنعهم من عبور السياج.
من جهتها، عبرت وزارة الشؤون الخارجية المغربية عن أسفها للهجوم شديد العنف الذي وقع في الناظور يوم الجمعة الماضي، وأوضحت أن هذه العملية «نفذتها شبكات مافيا دولية منظمة تنخرط في الاتجار بالبشر، عن طريق جلب مهاجرين من خارج المغرب، ومستعدة لفعل أي شيء لحرمان المهاجرين من الحياة الإنسانية الكريمة»، وأنها ليست مجرد محاولة هجرة سرية عادية.
على صعيد ذي صلة، ذكر «المجلس الوطني لحقوق الإنسان» بالمغرب أن وفداً من المؤسسة يقوم حالياً بمهمة استطلاعية بمدينة الناظور ونواحيها، على أثر الأحداث المرتبطة بمحاولة اقتحام السياج الحديدي للدخول إلى مليلية، مسجلاً أنه «تم نشر صور وفيديوهات لا علاقة لها بمحاولة عبور المهاجرين تتضمن تضليلاً ومعطيات غير حقيقية».
وأوضح المجلس في بيان، مساء أول من أمس، أنه «بتكليف من رئيسة المؤسسة، يقوم وفد من (المجلس الوطني لحقوق الإنسان) بمهمة استطلاعية بمدينة الناظور ونواحيها، على أثر الأحداث المأساوية والعنيفة التي ترتبت على محاولات عبور مئات المهاجرين» السياج الحديدي المؤدي إلى مليلية.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
مجلسُ الأمنِ الدوليِ تحولَ إلى " منصةٍ لخطاباتِ الغربِ المزيفةِ "
الأمم المتحدة تُعلن أن حصيلة قتلى الحرب المدنيين في سورية تتجاوز 306 آلاف
أرسل تعليقك