كابول ـ أعظم خان
كشفت واشنطن أنها ألقت الخميس بـ"أكبر قنبلة غير نووية" في أفغانستان من نوع GBU43 مستهدفة مخابئ لمسلحي تنظيم "داعش" (فرع خراسان) في محافظة ننغرهار شرق البلاد. ولم ترد أي أنباء عن حجم الخسائر التي أحدثها هذا النوع من الذخيرة، كما لم تصدر أي تصريحات من الحكومة الأفغانية بهذا الشأن.
وأفاد صحافيون محليون بأن القنبلة أُسقطت في حدود الساعة 07.30 مساء بالتوقيت المحلي في منطقة آشين في ولاية ننغرهار، القريبة من الحدود مع باكستان، والتي تعد معقلًا رئيسيًا لمسلحي تنظيم "داعش". لكن القوات الأميركية قالت، إنها اتخذت كل الإجراءات للحول بدون وقوع ضحايا من المدنيين، جرّاء استخدام هذه القنبلة. ووصف الرئيس الأميركي دونالد ترامب هذه العملية بأنها "نجاح للجيش الأميركي الذي نفخر به وبالعسكريين الأميركيين العاملين في أفغانستان" مضيفًا أنه أعطى موافقته الكاملة على تنفيذها.
وذكر المتحدث باسم البيت الأبيض شون سبايسر، في مؤتمر صحافي، أنَّ هذه القنبلة هي السلاح الأكثر دقة، وأنها دمرت سلسلة من الأنفاق، التي كان مسلحو التنظيم يستخدمونها بكل حرية، ويهاجمون القوات الأفغانية والأميركية انطلاقًا منها. ويأتي استخدام هذه القنبلة، بعد أيام فقط من مقتل أحد أفراد القوات الخاصة الأميركيين في المنطقة ذاتها.
وقال المتحدث باسم الجيش الأميركي آدم ستومب، إنها المرة الأولى التي يتم فيها استخدام هذا النوع من القنابل في القتال، والتي تعرف أيضا باسم "أم القنابل". وتزن القنبلة نحو 9800 كيلوغرام، وتعد أكبر قنبلة من حيث الحجم غير نووية ضمن ترسانة الجيش الأميركي، وتم تصنيعها عام 2003، في الوقت الذي كانت القوات الأميركية تخوض الحرب على العراق. واستخدمت هذه القنبلة لتدمير كهوف ومغارات يستخدمها مسلحون من تنظيم داعش في أفغانستان، ونقلت بواسطة طائرة MC-130 العملاقة.
وأوضح الجنرال جون نيكولسون من قيادة القوات الأميركية في أفغانستان: "إن خسائر المتشددين أصبحت كبيرة في الفترة الأخيرة، وهم يستخدمون الخنادق والكهوف لتعزيز دفاعاتهم، وهذه هي الذخيرة المناسبة لتذليل تلك العقبات، والإبقاء على هجوماتنا على درجة عالية من الفاعلية." واستنادًا إلى مصادر القوات الجوية الأميركية، فإن تجربة هذه القنبلة أدت إلى صعود سحابة دخان عملاقة، أمكن مشاهدتها على بُعد 32 كيلومتر.
وتعد القنبلة أكثر سلاح غير نووي فتكًا في الترسانة الأميركية وهو الأمر الذي يظهر في تسميتها "أم القنابل". إنها قنبلة هائلة ويتم توجيهها عبر أجهزة الملاحة وتحديد المواقع باستخدام الأقمار الاصطناعية "جي بي إس" وتعد هذه هي المرة الأولى التي يتم استخدامها عمليًا في معارك. واستخدمت طائرة من طراز MC-130 العملاقة لنقل القنبلة كما تم وضعها على حاشية خاصة داخل الطائرة حيث جرى دفعها إلى الخارج واستخدمت المظلات لتقليل سرعة السقوط وإتاحة الوقت أمام أجهزة الملاحة لتحديد الموقع. وتعتبر القنبلة نموذجًا أكثر ضخامة من قنابل مشابههة تم استخدامها خلال حرب فيتنام. ورغم أن سياسة إدارة ترامب بخصوص أفغانستان لا زالت قيد التشكل إلا أن استخدام القنبلة في أفغانستان يعتبر رسالة قوية مفادها أن تنظيم "داعش" يأتي على رأس قائمة التنظيمات التي تعتبرها واشنطن أهدافًا ترغب في تدميرها.
وانتقد الرئيس الأفغاني السابق حامد كرزاي استخدام الولايات المتحدة للقنبلة التي وصفها بأنها "غير إنسانية". واتهم كرزاي، أميركا باستخدام الأراضي الأفغانية لتجربة أسلحتها الجديدة، مشيرًا إلى أن "العبء يقع على عاتق أفغانستان لإيقاف هذه التصرفات الأميركية".
أرسل تعليقك