غزة ـ محمد حبيب
تواصل السلطات المصرية، إغلاق معبر رفح الحدودي جنوب قطاع غزة أمام العالقين من كافة الفئات منذ أكثر من شهر، وتمنع أيًا من الفلسطينيين سواء مرضى أو عالقين أو حتى طلبة من مغادرة قطاع غزة من خلاله.
وذكرت مصادر مطلعة أن المعبر مغلق بشكل كامل منذ أوائل شهر مارس/آذار الماضي، وقد فتح استثنائيًا عدة مرات خلال الفترة الماضية، لإدخال جثامين مواطنين فلسطينيين توفوا في الأراضي المصرية خلال فترات علاجهم، بينما لم يسمح طوال الفترة الماضية لأي من العالقين في قطاع غزة بالمغادرة.
وأوضحت المصادر نفسها أن هناك اتصالات شبه مستمرة مع الجانب المصري، وطلب دائم بفتح المعبر، نظرًا لتزايد أعداد العالقين، ووجود مرضى يعانون حالات حرجة، وطلبة استؤنفت الدراسة في جامعاتهم، ومواطنين على وشك أن يفقدوا إقاماتهم في الخارج، لكن يبدو أن الجانب المصري أجل فتح المعبر بسبب الأوضاع الأمنية المتدهورة، خاصة بعد حادثة تفجير كنيسة للمسيحيين.
وثمة أكثر من 20 ألف مسجل لدى وزارة الداخلية في غزة، ما زالوا ينتظرون دورهم للمغادرة، بينما هناك آلاف العالقين الفلسطينيين داخل الأراضي المصرية، خاصة من المرضى الذين أنهوا رحلات علاجهم ويرغبون بالعودة إلى قطاع غزة. وأصيب مسافرون عالقون في غزة بحالة من الإحباط وخيبة الأمل، بعد مضي فترة طويلة على فتح المعبر، وتكرار تردد شائعات كاذبة حول قرب إعادة تشغيله.
وذكر المواطن محمود منصور، أنّه مسجل في كشوف المسافرين منذ مدة، وهو حاصل على تأشيرة دخول لإحدى البلدان الأجنبية، وينتظر إعادة فتح المعبر بفارغ الصبر كي يتمكن من المغادرة، معربًا عن خشيته من انتهاء مدة التأشيرة بدون أن يتمكن من السفر. وكانت معلومات تحدثت أن السلطات المصرية أرجأت فتح معبر رفح البري، إلى أجل غير مسمى بسبب الظروف الأمنية وإعلان حالة الطوارئ، بعد التفجيرات التي استهدف الكنيستين في مصر.
وأكد مصدر أمني مصري رفيع المستوى لصحيفة الشرق الأوسط المصرية، أنه كان من المنوي فتح معبر رفح منتصف هذا الأسبوع للحالات الإنسانية في كلا الاتجاهين بعد إغلاق دام قرابة الشهر، لكن وبسبب الظروف الأمنية في سيناء والإصلاحات على المعبر، تم تأجيل ذلك على حد تعبيرها.
ويهدد إغلاق المعبر حياة مئات مرضى السرطان والقلب والكلى، ممن هم بحاجة لعمليات جراحية وعلاجات عاجلة، ويضع مستقبل عدد كبير من الطلاب وحملة الإقامات في الخارج على المحك. ومعبر رفح مغلق منذ نهاية حزيران/يونيو من العام 2013، وتتذرع السلطات المصرية بتوتر الأوضاع في شبه جزيرة سيناء، ما يحول بدون إعادة فتحه.
أرسل تعليقك