لندن ـ جورج كرم
ذكرت معلومات صحافية أن قوات تابعة للجيش العراقي "تواجه اتهامات بنهب المساعدات المخصصة لإيواء الفارين من المعارك الرامية لاستعادة الموصل ومحيطها من تنظيم داعش". وقالت صحيفة "التلغراف" البريطانية، الأحد، أن مراسلها زار مخيما شيّد لاستقبال النازحين في بلدة طينة قرب القيارة شمالي العراق، حيث أكد له أفراد الشرطة المكلفين حماية الموقع بأن الجنود نهبوا الخيام و8 صهاريج مياه قدمتها الأمم المتحدة. ونقل المراسل عن ضابط في الشرطة، رفض الكشف عن هويته لدواع أمنية قوله : إن قوة عسكرية قدمت إلى المخيم من بغداد وأبلغتهم أنها تنتمي إلى قوات التدخل السريع، وأنها بحاجة للخيام والماء بسبب نقص في التجهيزات.
وأردف ضابط قوة الشرطة المكلفة حماية المخيم قائلا إن "قوات التدخل السريع تجاهلت مناشداته بعدم انتزاع الخيام لأنها تعد المأوى الوحيد للنازحين، وأصرت على الاستيلاء عليها دون أن يتمكن من ردعها."
وكان مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين قال، أمس الأحد، إن القتال حول مدينة الموصل أجبر 5640 عراقيا على الفرار من منازلهم خلال الأيام الثلاثة الماضية، وأغلبهم في الأربع والعشرين ساعة الأخيرة.
وحسب شهادته للصحيفة البريطانية، فإن القوات الحكومية استولت على زهاء 200 خيمة قدمتها وزارة الهجرة والمهجرين العراقية، ونقلتها إلى معسكر تتشاركه مع فرقة من الجيش الأميركي قرب القيارة.
وقال أحد اللاجئين في المخيم إن القوة العراقية لم تأبه بتوسلات المدنيين وعملت على "رمي بعض العائلات" في العراء للاستيلاء على الخيم، مما دفع أطفال ونساء إلى مشاركة المأوى مع عائلات أخرى. واعتبرت منظمات إنسانية، وفق التلغراف، أن ما أقدمت عليه القوة العراقية في المخيم قد يعد انتهاكا للقانون الدولي، ويتعارض مع واجبات الجيوش النظامية التي تقضي حماية المدنيين في مناطق النزاع.
وأشارت الى أن "القوة لم تكتف بالاستيلاء على الخيام، بل نهبت أيضا 8 صهاريج مياه قدمتها اليونيسف لمساعدة نحو 300 عائلة لجأت إلى المخيم هربا من المعارك بين القوات الحكومية وداعش في القرى والبلدات المحيطة بالموصل".
وأكد ممثل منظمة الأمم المتحدة للطفولة في العراق، بيتر هانكيس، انتهاك القوة العراقية للمخيم، معربا عن قلق اليونيسف إزاء الاستيلاء على مساعدات إنسانية، بينها صهاريج المياه، وتجهيزات أخرى كمراحيض متنقلة.
أرسل تعليقك