دعت إيران الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى مواصلة التعاون الفني و«تجنب تسييس» الملف النووي، في حين رجح نائب الرئيس الإيراني محمد جواد ظريف «مرونة في التفاوض» من الأميركيين.
وقال وزير الخارجية عباس عراقجي، الخميس، خلال اتصال مع مدير الوكالة الدولية، رافائيل غروسي، إن بلاده تأمل «مواصلة التعاون الفني في أجواء إيجابية».
ودعا عراقجي الوكالة الدولية إلى أن تلتزم بمهامّها ومسؤولياتها وعدم الالتفات «للضغوط والمطالب غير المبرَّرة» من بعض الدول.
وقالت وكالة «مهر» الحكومية إن عراقجي، خلال اتصاله مع غروسي، جدد «التزام إيران بمواصلة التعاون مع الوكالة في إطار التزاماتها الدولية». وشدد على «ضرورة تجنب التسييس والمواقف غير البنّاءة، ومواصلة التعاون في أجواء فنية وإيجابية».
وكانت إيران تَعدُّ استهداف منشآتها النووية «ضرباً من الجنون»، وأنه سيؤدي إلى «كارثة كبرى» في المنطقة، وطالبت واشنطن بمزيد من الخطوات لكسب ثقة طهران في هذه المرحلة.
وفي الأسبوع الماضي، أعرب الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، عن أمله في التوصل إلى اتفاق مع إيران و«تجنب توجيه ضربات» لمواقع نووية.
وفي يوم الأربعاء، قالت صحيفة «جمهوري إسلامي»، المقرَّبة من المرشد علي خامنئي، إنه «من مواقف مسؤولي النظام، يمكن استنتاج أن الرغبة في التفاوض أصبحت أكبر من أي وقت مضى. وإذا كان هذا التقدير صحيحاً، فيكمن الأمل في تحقيق انفراجة في القضايا المتعلقة بالسياسة الخارجية».
من جهته، انتقد مساعد الرئيس الإيراني محمد جواد ظريف التدخل الأميركي في السياسة الخارجية لبلاده، وقال إنه «عائق يجب إزالته».
ونقلت وكالة «مهر» الحكومية عن ظريف، الخميس، قوله: «لا أرى الولايات المتحدة فرصة لسياسة إيران الخارجية، بل أراها عائقاً».
كان ظريف يتحدث، خلال ندوة لدبلوماسيين إيرانيين في معهد الدراسات الإيرانية الأوراسية، لمناقشة «التحديات التي طرحتها سياسات ترمب».
وأوضح ظريف أن تركيز ترمب على إحياء القوة الصارمة، من خلال «الضغط الاقتصادي»، كان نموذجاً لنهج إدارته في الهيمنة العالمية.
وأضاف أن ترمب قسَّم الدول إلى «أمم أصغر يجب أن تُظهِر ولاءها، وأمم أخرى لا يجب عليها ذلك»، ورأى أن هذا الديناميك «أضعف التحالفات الثابتة، لتحل محلها تحالفات مؤقتة».
وتناول ظريف التصورات المتعلقة بحالة «إيران الضعيفة»، نافياً أن تشكل تهديداً نووياً أكبر. وقال: «يقولون إن العمل العسكري هو الطريقة الوحيدة لوقف إيران». وأضاف أن مرونة ترمب قد تترك مجالاً للتفاوض.
وقال نائب الرئيس الإيراني: «ترمب ليس لديه منظور ثابت في هذا المجال، ومن خلال الظروف التي يجد نفسه فيها في أي لحظة، هو مستعد لتعديل بعض أنماطه».
وبعد فوز ترمب في الانتخابات الرئاسية الأميركية، تحدثت مصادر قريبة منه عن احتمال عودة سياسة «الضغط الأقصى» ضد طهران، بل جرى التطرق إلى احتمال شن هجوم عسكري على المنشآت النووية الإيرانية.
وكان ترمب قد اكتفى، يوم التنصيب، من داخل البيت الأبيض، الاثنين الماضي، بالقول إن «إيران بلد مُفلِس وعاجز»، في حين أبدى اهتماماً بملفات داخلية وقضايا دولية مثل الحرب الروسية الأوكرانية، والعلاقة مع الصين.
قد يهمك ايضا
وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف ينتقد "نكث" الدول الغربية لتعهداتها في رسالة إلى الأمم المتحدة
إيران تدعو أذربيجان وأرمينيا إلى "ضبط النفس"
أرسل تعليقك