بيروت ـ فادي سماحة
أكد الرئيس اللبناني ميشال عون، أن لبنان لم يقم بأي عمل يضر بالمصالح العربية، خصوصًا ما يمسّ أهداف المملكة العربية السعودية، مشيرًا إلى أن المملكة هي أول دولة توجه له الدعوة إلى زيارتها بعد انتخابه رئيسًا، وحديث عون جاء خلال لقاء له مع برنامج تلفزيوني يبث اليوم الخميس
وبدأ الرئيس اللبناني اللقاء بـ: "زرت السعودية لأنها أول دولة دعتني إلى زيارتها، ولإجلاء بعض المشاكل، وإزالة الغموض"، مضيفًا في حواره مع الزميل تركي الدخيل أن السعودية كدولة عربية "نشأنا على صداقتها مع لبنان، ولا يجوز في الظروف المتوترة أن تحدث نتائج غير مرضية، ويمكن إجلاء المواقف حتى تصبح واضحة"، مؤكدًا أن "لبنان لم يقم بأي عمل يضر بمصلحة عربية، وخصوصًا فيما يتعلق بالسعودية" مشيرًا إلى أن بعد زيارته للرياض "عادت العلاقات بين البلدين إلى وضعها الطبيعي". قائلًا "نحن نريد أن تكون العلاقات كما كانت سابقًا".
عودة السياح الخليجيين
السياح الخليجيون عامة، والسعوديون خاصة، كانوا يمثلون رقمًا مهمًا في سوق السياحة اللبناني، نظرًا لما يضخونه من أموال أثناء زياراتهم إلى لبنان في فترات مختلفة من العام، وفي هذا الصدد أشار الرئيس عون إلى أنه كانت هنالك نصيحة للمواطنين السعوديين بمغادرة لبنان، وهو ما أثار تساؤلات بشأن الموضوع، حيث حصلت قضايا سياسية بعد نشوب الحرب السورية، مبديًا أمله في أن "يعود السياح الخليجيون والعرب إلى لبنان من الآن"، مضيفًا أن "جلالة الملك سلمان كان واضحًا في هذا الموضوع"، وطمأن عون في هذا الصدد أن لبنان صار آمنًا "مائة في المائة، إلا من حوادث السير"، مرحّبًا في ذات الوقت بعودة الاستثمارات الخليجية، قائلًا إن "لبنان سوق حرة، وخصوصًا للسعودية التي لديها استثمارات".
الحرب في سورية
"نحن نمنع الأذى أن ينطلق من لبنان ضد أي دولة، حيث نمنع دخول أي متطرفين من سورية إلى لبنان أو العكس".ويقول العماد عون لـ"العربية". مبينًا أن قرار مشاركة بعض الأطراف اللبنانية في الحرب السورية لم يكن "خيار الدولة"، مضيفاً أنه ليس مع هذا الخيار، قائلًا "أنا كرئيس دولة ليس لي الحق أن أكون مع أحد ضد أحد، لأنني أمثل كل اللبنانيين. واللبنانيون لديهم عدة آراء في هذا الموضوع، والحياد الإيجابي هو الموقف السليم"، معتقدًا أن الملف السوري لا يحل إلا سياسيًا، لأن الأطراف الدولية يمكنها أن تغذي الحرب من الخارج.
وفيما يخص اللاجئين السوريين في لبنان، شدد الرئيس عون على أنه فور استتباب الأمن في سورية، يجب على اللاجئين العودة إلى وطنهم، لأن هنالك صعوبات اقتصادية في إعالة اللاجئين، فـ"كل فردين في لبنان على عاتقهم لاجئ سوري".
السلاح خارج إطار الدولة
وتابع "سلاح حزب الله قضية تمثل انقسامًا حادًا بين اللبنانيين، خصوصًا أنه يعتبر سلاحًا خارج إطار الدولة والجيش. هذه النقطة تحدّث عنها الرئيس عون دون أن يذكر حزب الله بالاسم، إلا أنه بين أنه يؤيد "المقاومة" وليس "التطرف". مشددًا على أنه ليس مع "أي سلاح يستخدم في الداخل"، وأشار العماد عون لـ"حزب الله" باسم "المقاومة"، وقال إن موضوع السلاح ودوره هو الآن جزء من أزمة الشرق الأوسط التي فيها أميركا وروسيا وإيران وتركيا والسعودية، وهو أمر ضخم جدًا بالنسبة لقدرة الدولة اللبنانية على المعالجة، مشددًا على أهمية زيادة قدرة الجيش على القتال، عبر تجهيزه بأسلحة حديثة، وضرورة تبادل المعلومات الأمنية مع الدول الصديقة، في سبيل مكافحة التطرف وتعزيز قوة المؤسسة العسكرية الرسمية.
الوضع في الداخل اللبناني وقانون الانتخابات
وفيما يخص الوضع الداخلي اللبناني، أشار عون إلى أن هناك بنودًا في اتفاق الطائف لم تنفذ، وأن تنفيذ هذه البنود بالكامل وعلى رأسها القانون الانتخابي ضروري لضمان قواعد العيش المشترك والتمثيل الصحيح لمختلف شرائح الشعب اللبناني، وأوضح أن الانتخابات النيابية المقبلة في لبنان ستقام على أساس القانون المنتظر". قائلًا "إن النظام النسبي سيجعلني أخسر عددًا من المقاعد، لكنه يضمن تمثيلًا لجميع المواطنين". مضيفًا "أتوقع أن تكون هناك تسوية مبدئية"، لكنها "لن تصل إلى العدالة التامة في قانون الانتخاب".
أرسل تعليقك