دعت الحكومة اليمنية إلى مجابهة التدخلات الخارجية في المنطقة «الرامية إلى تمزيق النسيج العربي»، بما في ذلك تدخلات إيران ومساعيها لتحويل اليمن إلى «أداة تابعة لمشروعها التوسعي».
وجاءت الدعوة اليمنية على لسان وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال معمر الإرياني بالتزامن مع تنامي الأدوار التخريبية لطهران في اليمن عبر القيادي في «الحرس الثوري» المعين أخيراً «سفيراً» لدى الجماعة الحوثية في صنعاء حسن إيرلو.
وقال الإرياني في تصريحات رسمية، أمس، إن «اليمن ودول المنطقة العربية دفعت منذ عقود ولا تزال تدفع حتى اللحظة أثماناً باهظة للتدخلات الخارجية الناجمة عن الأطماع التوسعية ومساعي أطراف إقليمية لاستعادة أمجادها التاريخية الآفلة، ولو كان ذلك على حساب وحدة واستقلال وسيادة وأمن واستقرار الدول العربية وسلامة أراضيها».
وأكد أن «المواجهة الحازمة لهذه التدخلات مهمة وطنية عربية وكل لا يتجزأ، بعد أن تجلت بوضوح أطماعها وعناوينها الاستعمارية، ومتاجرتها بالشعارات الدينية، وقضايا الأمة، لتحقيق مآربها الخبيثة، ومسخ الهوية وتمزيق النسيج العربي، وتحويلها مرتعاً لتنفيذ أجندتها التوسعية وتصفية أحقادها التاريخية».
وأشار الوزير إلى أن «خطورة المرحلة وحجم التحديات التي تواجهها المنطقة العربية يحتمان الالتفاف حول المشروع العربي الذي هو طوق النجاة الوحيد، وتوحيد العمل والجهود لما من شأنه الحفاظ على أمن واستقرار دول المنطقة ومصالح شعوبها ومواجهة الأطماع والمؤامرات والأخطار التي تحدق بالجميع».
وتقول الحكومة اليمنية إن إيران تواصل السعي لتكريس نفوذها في اليمن عبر أتباعها الحوثيين، من دون أن تلتفت إلى التداعيات الإنسانية التي خلفها انقلاب الجماعة على ملايين السكان.
ومع وصول إيرلو إلى صنعاء، كانت الجماعة الحوثية احتفلت قبل أيام بتخريج دفعة من طلبة جامعة صنعاء في قسم اللغة الفارسية أطلقت عليها اسم «دفعة قاسم سليماني» قائد «فيلق القدس» التابع لـ«الحرس الثوري» الذي قُتل بغارة أميركية مطلع العام.
وندد الإرياني في تصريحات رسمية سابقة بقيام ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران بافتتاح قسم لتعليم اللغة الفارسية في كلية اللغات في جامعة صنعاء، وإطلاق اسم سليماني على دفعة الخريجين. وقال إن «ميليشيا الحوثي حولت جامعة صنعاء من صرح أكاديمي يضاهي أعرق الجامعات العربية ويخرج المؤهلين في المجالات والتخصصات كافة بمختلف الدرجات العلمية، إلى وكر لغسل عقول الشباب ومسخ هويتهم ونشر الأفكار المتطرفة وتدريس اللغة الفارسية وتمجيد رموز الإرهاب الإيراني الذي لم تسلم من إرهابهم دول وشعوب المنطقة».
وأشار إلى أن «هذا السلوك الحوثي لتدمير الهوية اليمنية يؤكد من جديد حقيقة الدور التخريبي الإيراني، وأن الحوثية مجرد أداة لتكريس الهيمنة والنفوذ الفارسي على اليمن وتحويله منطلقاً لنشر سياسات الفوضى والإرهاب في المنطقة».
وشدد على أن «اليمنيين بمختلف مكوناتهم السياسية والاجتماعية مطالبين بترك خلافاتهم جانباً وإدراك حجم التحديات وطبيعة المؤامرة والمعركة التاريخية الدائرة بين اليمن بدعم وإسناد من تحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية من جهة وإيران وأداتها الحوثية من جهة».
وكانت وسائل إعلام الجماعة الحوثية بثت أن إيرلو التقى أمس رئيس حكومة الانقلاب الحوثية غير المعترف بها عبد العزيز بن حبتور. ونقلت النسخة الحوثية من وكالة «سبأ» أن إيرلو «أكد أنه سيواصل العمل لتعزيز العلاقة» بين الجماعة الحوثية وطهران «في مختلف الجوانب السياسية والاقتصادية والتنموية والثقافية»، فيما أكد له رئيس حكومة الانقلاب أنه سيحظى «بأوجه الدعم والتعاون كافة» لتسهيل مهمته في اليمن.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
الرئيس هادي يؤكد لـ"غريفيث" دعمه الجهود الأممية
الرئيس اليمني يكشف أن الحوثيين لم ينفذوا بنود ستوكهولم
أرسل تعليقك