روسيا تدعو واشنطن إلى التعلُّم من دروس التاريخ من كوبا
آخر تحديث GMT08:52:22
 العرب اليوم -

روسيا تدعو واشنطن إلى التعلُّم من دروس التاريخ من كوبا

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - روسيا تدعو واشنطن إلى التعلُّم من دروس التاريخ من كوبا

وزارة الدفاع الروسية
موسكو - ريتا مهنا

دعت روسيا الأميركيين إلى التعلُّم من دروس التاريخ، ولو كان الدرس التاريخي مُرّاً للروس أنفسهم. وفي ظروف أزمة دولية كبرى حول ملف التسلُّح النووي في كوريا الشمالية، تهدّد باندلاع مواجهة لا تحمد عقباها، قررت موسكو فتح دفاترها القديمة وتذكير الأميركيين بواحدة من أسوأ الأزمات في عهود الحرب الباردة، عندما حبس العالم أنفاسه لأسابيع، بسبب نشر الاتحاد السوفياتي المنحلّ صواريخ في كوبا، وبات على حافة مواجهة نووية.

والجديد الذي تعمّدت وزارة الدفاع الروسية أن تكشف جانباً من تفاصيله في هذا التوقيت عبر نشر وثائق سرية، لا يقتصر على اعتراف بهزيمة سياسية للاتحاد السوفياتي أجبرته عام 1962 على سحب صواريخه من الجزيرة الكوبية، بل تعدى ذلك إلى الحديث للمرة الأولى عن سقوط عشرات الضحايا من الجنود السوفيات في ظروف غامضة آنذاك. وكان الاتحاد السوفياتي حرص طوال سنوات على تأكيد انتصاره في الأزمة، عبر الإشارة إلى أن سحب الصواريخ الكوبيّة تزامن مع إجبار واشنطن على سحب صواريخها من تركيا وإيطاليا.

وتزامن كَشْف الوثائق مع احتدام الأزمة الحالية حول كوريا الشمالية، دَفَعَ إلى تعزيز اقتناع بأن العالم انزلق مجدداً إلى مواجهة باردة، قد لا تكون مطابقة لمرحلة الحرب الباردة السابقة، لكنها تحمل كثيراً من العناصر المشتركة كما يقول خبراء روس... خصوصاً أن ذلك أتى في سياق دعوات لتأجيج المواجهة الحالية مع الولايات المتحدة، كما ظهر من خلال دعوة كتلة الحزب الشيوعي في مجلس الدوما الروسي أخيراً، إلى إعادة نشر صواريخ روسية في كوبا لتثبيت أمر واقع جديد يربك واشنطن.

وشملت الوثائق معطيات كانت محاطة بسرية، تتحدث عن خسائر الاتحاد السوفياتي في أزمة الكاريبي، التي أسفرت عن مقتل 64 عسكرياً من رتب مختلفة، من دون أن توضح ملابسات سقوطهم، على رغم عدم حصول مواجهات عسكرية مباشرة. كما شملت الوثائق، تفاصيل عن العملية العسكرية السرية التي أُطلِق عليها اسم "انادير"، وأسفرت عن نشر منظومات صاروخية من طرازَي "بي 12" و "بي 14" على بعد نحو 200 كيلومتر من الحدود الأميركية، ثم زُوّدت لاحقاً برؤوس قادرة على حمل سلاح نووي.

وتفيد المعطيات بأن 11 سفينة حربية تابعة لأساطيل البلطيق والبحر الأسود وبحر الشمال، حُمّلت بالصواريخ ومعدات عسكرية لازمة لنصبها، إضافة إلى خبراء ووحدات خاصة من الجيش الأحمر، وتوجهت خلال تموز/يوليو إلى كوبا بعد عملية تمويه كبرى، إلى درجة أن قادة السفن لم يعرفوا وجهتهم، إلا بعدما عبروا مضيق جبل طارق.

وأشارت الوثائق إلى أن العملية التي لم تكشف على مدى ثلاثة أشهر، نجحت خلالها موسكو في نصب الصواريخ وتزويدها رؤوساً حربية، لكن طائرة تجسُّس أميركية تمكّنت من التقاط صور للمنصّات في 14 تشرين الأول/أكتوبر. وأبلغت القيادة العسكرية الأميركية بعد يومين الرئيس جون كينيدي الذي بدأ فوراً إجراءات فرض حصار عسكري على كوبا، وهدّد بتدخّل عسكري حازم. وتوضح المعطيات الروسية أن القيادة الأميركية أبلغت الرئيس الكوبي فيدل كاسترو عبر السفارة البرازيلية في هافانا أنه في حال سحب كل الأسلحة الهجومية من كوبا ستتراجع أي احتمالات لتدخّل عسكري.

وخلال أسبوعين حبس العالم أنفاسه فيهما، أُجريت اتصالات سرّية بين واشنطن وموسكو، وافق بعدها الزعيم السوفياتي نيكيتا خروتشوف على سحب الصواريخ تحت إشراف الأمم المتحدة، في مقابل ضمانات بعدم غزو الجزيرة الكوبية ورفع الحصار المفروض عليها .والمثير أن وزارة الدفاع الروسية التي لم تكشف ملابسات موت العسكريين السوفيات، أعلنت في الوقت ذاته أن الكرملين منح 18 ضابطاً سوفياتياً شاركوا في العملية، أرفع الأوسمة التي حملت آنذاك اسم "وسام لينين".

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

روسيا تدعو واشنطن إلى التعلُّم من دروس التاريخ من كوبا روسيا تدعو واشنطن إلى التعلُّم من دروس التاريخ من كوبا



ميريام فارس تتألق بإطلالات ربيعية مبهجة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 19:07 2025 الثلاثاء ,29 إبريل / نيسان

اعوجاج العمود الفقري ما أسبابه وكيف يعالج
 العرب اليوم - اعوجاج العمود الفقري ما أسبابه وكيف يعالج

GMT 02:28 2025 الثلاثاء ,29 إبريل / نيسان

بغير أن تُسيل دمًا

GMT 03:01 2025 الإثنين ,28 إبريل / نيسان

استشهاد 70 شخصًا فى قطاع غزة خلال 24 ساعة

GMT 02:43 2025 الثلاثاء ,29 إبريل / نيسان

الإنسانية ليست استنسابية

GMT 02:57 2025 الإثنين ,28 إبريل / نيسان

الطيران الأميركي يستهدف السجن الاحتياطي

GMT 01:04 2025 الإثنين ,28 إبريل / نيسان

قصف مبنى في ضاحية بيروت عقب تحذير إسرائيلي

GMT 02:45 2025 الثلاثاء ,29 إبريل / نيسان

عبد الناصر يدفن عبد الناصر

GMT 00:58 2025 الإثنين ,28 إبريل / نيسان

أوغندا تعلن السيطرة على تفشي وباء إيبولا

GMT 07:50 2025 الأحد ,27 إبريل / نيسان

ميريام فارس تتألق بإطلالات ربيعية مبهجة

GMT 02:48 2025 الثلاثاء ,29 إبريل / نيسان

إنهاء الهيمنة الحوثية

GMT 03:16 2025 الإثنين ,28 إبريل / نيسان

سعر البيتكوين يتجاوز مستوى 95 ألف دولار

GMT 02:13 2025 الإثنين ,28 إبريل / نيسان

محمد صلاح يتألق مع ليفربول

GMT 02:42 2025 الثلاثاء ,29 إبريل / نيسان

معركة استقرار الأردن
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab