شهدت العاصمة العراقية بغداد إجراءات امنية مشددة من قبل القوات الحكومية يرافقها قطع الطرق المؤدية إلى السفارة التركية بعد تدفق المئات من اتباع رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر أمام السفارة المذكورة الذي دعى اليها اتباعه احتجاجًا على عدم سحب قوات بلادها من الأراضي العراقية.
وتظاهر المئات من أتباع التيار الصدري، الثلاثاء، أمام مبنى السفارة التركية وسط العاصمة بغداد احتجاجًا على عدم سحب قوات بلادها من الأراضي العراقية، وحمل المتظاهرون شعارات منددة لتواجد تلك القوات مطالبين انقرة بالإسراع في إخراجها.
وكان زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر حول في خطاب متلفز امس التظاهرات التي كانت من المقرر انطلاقها أمام محكمة الساعة إلى مبنى السفارة التركية، وكان الصدر دعا الأسبوع الماضي أتباعه إلى الاحتجاج اليوم أمام محكمة الساعة للتنديد، بما بتت به المحكمة الاتحادية بعدم دستورية قرار رئيس الحكومة حيدر العبادي بإلغاء مناصب نواب رئيس الجمهورية.
فيما اتخذت القوات الأمنية، الثلاثاء، إجراءات مشددة يرافقها قطع الطرق المؤدية إلى السفارة التركية وسط العاصمة بغداد، قبيل انطلاق التظاهرات التي دعا إليها زعيم التيار الصدري.
وكشف مصدر في الشرطة العراقية لـ"العرب اليوم" أن القوات الأمنية شددت إجراءاتها وانتشرت في محيط مقر السفارة التركية مشيرًا إلى إغلاق جميع الطرق المؤدية إلى مبنى السفارة.
كما تشهد معارك الموصل تحذيرات دولية من بينها منظمة العفو الدولية، من أن الفارين من المناطق الخاضعة لسيطرة تنظيم داعش في العراق، وخصوصًا في الموصل، يواجهون التعذيب والاختفاء القسري والإعدام خارج نطاق القضاء، في هجمات انتقامية من جانب الميليشيات والقوات الحكومية العراقية.
وقالت المنظمة في تقرير إن الأدلة المستمدة من مئات المقابلات تكشف عن "رد فعل مرعب ضد المدنيين"، الذين يفرون من الأراضي الخاضعة لسيطرة داعش وخاصة من المسلمين السنة، وتعكس خطرًا لانتهاكات جماعية فيما تجري العملية العسكرية لإعادة السيطرة على مدينة الموصل الواقعة تحت سيطرة التنظيم المتشدد.
وقال مدير برنامج الشرق الأوسط في منظمة العفو الدولية، فيليب لوثر، إن أالعراق حاليا يواجه تهديدات أمنية حقيقية للغاية ومميتة من جانب داعش، لكن لن يكون هناك مبرر لأعمال الإعدام خارج نطاق القضاء والاختفاء القسري والتعذيب والاعتقال التعسفي، من المهم للغاية أن تتخذ السلطات العراقية خطوات لضمان عدم حدوث تلك الانتهاكات المروعة مجددا".
وحث لوثر الدول الأخرى الداعمة للعمل العسكري ضد قوات داعش في العراق أن تظهر عدم استمرارها في غض الطرف عن الانتهاكات، ويستند تقرير العفو الدولية إلى مقابلات مع نحو 470 معتقلا سابقا وشهود عيان ونشطاء ومسؤولين وأقارب للضحايا.
ويتهم التقرير ميليشيات الحشد الشعبي وقوات الحكومة بارتكاب انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان بما في ذلك جرائم حرب وتنفيذ الآلاف من أعمال الإعدام خارج نطاق القضاء لمدنيين فروا من المناطق الواقعة تحت سيطرة داعش.
وكان العديد من الضحايا نزحوا أثناء العمليات العسكرية مطلع العام الجاري في الفلوجة والشرقاط والحويجة والموصل، ووفقا لتقرير المنظمة الدولية، فإن 12 رجلاً على الأقل و4 صبية من قبيلة الجميلة قد تم إعدامهم خارج نطاق القضاء بعد أن سلموا أنفسهم لعراقيين يرتدون زي الجيش والشرطة في آيار/مايو الماضي.
وأوضح التقرير أن 73 رجلًا وصبيًا آخرين من نفس القبيلة كانوا قد فروا إلى بلدة السجر شمالي الفلوجة قد تم احتجازهم قبل بضعة أيام ومازالوا مفقودين، وتعهدت الحكومة العراقية في يونيو بعقاب كل من يثبت تورطه في انتهاكات ضد المدنيين بعد العمليات العسكرية.
وأعلن وزير الدفاع الكندي هارجيت ساجان مشاركة القوات الكندية في عملية تحرير مدينة الموصل من تنظيم داعش التي بدأت الاثنين، وأكد ساجان في مجلس العموم الكندي اليوم أن القوات الكندية تقوم بدعم المقاتلين الأكراد الذين يندفعون باتجاه مدينة الموصل لتحريرها من داعش.
وتابع: "إنني فخور جدا بحقيقة أن القوات المسلحة الكندية لعبت دورا هاما في دعم قوات الأمن العراقية وقادرة على المساعدة في عملية الموصل، جعلنا قوات الأمن العراقية قادرة على القيام بعمليات على نحو فعال".
وكشف نائب قائد القوات الخاصة الكندية الجنرال بيتر داوي قبل أسبوعين بأن قواته تقضي وقتا طويلا في الخطوط الأمامية كنتيجة انتقال الحملة ضد داعش من الدفاع إلى الهجوم، وهو ما أدى إلى مشاركة الجنود الكنديين في عدد من المعارك ضد داعش، دون أن يقدم تفاصيل محددة.
وأعربت الولايات المتحدة عن ثقتها بنجاح القوات العراقية في عملياتها في استعادة السيطرة على مدينة الموصل من قبضة تنظيم داعش، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية مارك تونر في ايجاز صحافي: "كما سمعتم من الرئيس باراك اوباما ورئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في بداية الشهر الجاري ان مهمة استعادة الموصل لن تكون سهلة".
واوضح "بطلب من الحكومة العراقية ستستمر الولايات المتحدة في تقديم المساعدات والتدريبات والاستشارات لاستكمال هذه المهمة الدقيقة"، مضيفًا: أن الولايات المتحدة تعهدت أيضًا بدعم الجهود الإنسانية والإغاثية في العراق من أجل مساعدة النازحين العراقيين في العودة إلى منازلهم".
أرسل تعليقك