اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، صباح الإثنين، 11 فلسطينيًا في مداهمات شنتها في أنحاء متفرقة من الضفة الغربية المحتلة. وأعلن جيش الاحتلال أن ستة من المعتقلين مطلوبون لأجهزته الأمنية، على خلفية أنشطة مقاومة للاحتلال.
وقال شهود عيان إن عشرات من جنود المشاة داهموا قرية بدرس، غرب المدينة، انطلاقًا من المنطقة الغربية، واعتقلوا الشاب مصعب سامي عوض، 23 عامًا، والشاب أحمد يوسف عوض، 20 عامًا، ونقلوهما إلى جهة مجهولة. وذكروا أن الجنود اقتحموا القرية برفقة دورية في المخابرات، حيث أقدموا على تفتيش المنازل وتخريب محتوياتها، كما صادروا هواتف محمولة ومبلغًا ماليًا.
وفي ذات السياق، اقتحمت قوة عسكرية مخيم قلنديا، شمال مدينة القدس، واعتقلت الشابين خليل ويوسف حماد، ونقلتهما إلى جهة مجهولة، بعد تفتيش منزليهما. وشهدت بلدات القدس إغلاقات ومداهمات، عقب تنفيذ عملية الدهس بالشاحنة، الأحد، والتي قُتل على إثرها أربعة جنود، وجرح 15 آخرين.
وفي مخيم العروب، شمال الخليل، اعتقلت قوّات الاحتلال الأسيرين المحررين أحمد عبد الرحمن أبو سل، ومهند جابر أبو سل، بعد اقتحام منزليهما في المخيم، حيث اندلعت مواجهات خلال اقتحام المخيم. وفي بلدة بيت فجار، جنوب بيت لحم، اعتقلت قوّات الاحتلال الشابين إيهاب إياد طقاطقة و يزن محمد ديرية.
كما فتّشت قوّات الاحتلال عددًا من منازل المواطنين في قرية واد رحال، جنوب بيت لحم، وسجلت أرقام هويات المواطنين، فيما اندلعت مواجهات أخرى مع الاحتلال في بلدة حوسان، غرب بيت لحم، عقب اقتحام قوة عسكرية البلدة، وتنفيذ عمليات تمشيط بذريعة إلقاء حجارة على مركبة للمستوطنين.
وفي مدينة الخليل، فتّشت قوّات الاحتلال مخرطة، تعود ملكيتها للمواطن خليل هاشم النتشة، فيما نصبت حواجز عسكرية في محاور متفرقة من المحافظة.
وفي سياق متصل، زعم جيش الاحتلال ضبط أسلحة مصنعة محليًا في بلدة بيت فجار، جنوب شرقي بيت لحم. وفي جنين، اقتحمت قوات الاحتلال، فجر الإثنين، المنطقة الصناعية في المدينة، واعتقلت مُدرّسين، واستجوبت آخرين ونكلت بهم.
وقال شهود عيان إن عدة دوريات عسكرية داهمت مناطق سكنية قرب المنطقة الصناعية في جنين، واعتقلت أسيرين محررين هما علام زياد جرادات، 43 عامًا، من مدينة جنين، ومحمد أحمد أبو طامع، 46عامًا، وفتشت منزليهما.
وأشار الشهود إلى أن قوات الاحتلال فتشت منازل أقارب المواطن "أبو طامع" في الشارع العسكري، واستجوبتهم قبل مغادرة المنطقة.
وفي أعقاب تنفيذ عملية الشاحنة، أعربت أوساط أمنية إسرائيلية عن خشيتها من أن تشكل العملية إلهاما لمنفذين محتملين، قد يحاولون محاكاة عملية الشاحنة، بعد نجاح المنفذ في قتل أربعة جنود وإصابة 15 آخرين.
وذكر المحلل العسكري في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، رون بن يشاي، أن عملية الدهس من الممكن أن تشكل وقودًا لموجة عمليات جديدة، كما حدث سابقًا، منذ بداية انتفاضة القدس، في أكتوبر / تشرين الأول 2015، وتلا كل عملية ناجحة عمليات "ارتدادية"، في محاولة لتقليد العملية.
أما محلل الشؤون الفلسطينية في موقع "والا" العبري، آفي زخاروف، فذهب هو الآخر إلى أن العملية ستدفع بمنفذين، ينتظرون ساعة الصفر لتنفيذ عملياتهم، إلى محاولة محاكاة العملية، بالنظر إلى ضخامتها والخسائر الكبيرة التي رافقتها.
في حين عزا "زخاروف" فترة هدوء العمليات إلى جهود قوى الأمن الإسرائيلي، بالإضافة إلى الجهود الأمنية الفلسطينية، ومكافحة ما أسماه "التحريض عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وتعاون شركة "فيسبوك" في هذا الخصوص.
بينما أكد "زخاروف" على أن السبب الرئيسي لتجدد العمليات لم يختف بعد، وهو غياب الأفق السياسي، والإحباط الذي يعيشه الشارع الفلسطيني من أداء السلطة الفلسطينية، و"التحريض" عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
في حين تسعى حركة "حماس"، وفقًا لـ"زخاروف"، إلى إحياء إرث مهندس متفجراتها، يحيى عياش، والذي صادف، قبل أيام، الذكرى الـ21 لاغتياله، وذلك عبر تدشين حملة على مواقع التواصل لمحاكاة "المهندس"، قائلاً إن ذلك يجعل الأجواء أكثر سخونة، وقابلة لخلق عمليات جديدة في أية لحظة، سواءً أقل أو أكثر تخطيطًا من العملية الأخيرة.
وقرر المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر "الكابنيت" هدم منزل منفذ عملية القدس المحتلة، فادي القنبر، في جبل المكبر في القدس المحتلة، ومنع تسليم جثمانه إلى أهله، واعتقال كل من يؤيد "داعش"، أو يؤيد العملية البطولية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، اعتقالاً إداريًا.
ويشار إلى أن "القنبر" نفذ، ظهر الأحد، عملية دهس بطولية، أدت إلى مقتل أربعة جنود إسرائيليين، وإصابة 15 آخرين، ثلاثة منهم في حالة الخطر الشديد.
واجتمع "الكابنيت" بشكل طارئ لمناقشة العملية البطولية وتداعياتها، وقرر في نهاية جلسته هدم منزل عائلته في أقرب وقت ممكن، ومنع تسليم جثمانه إلى عائلته، كما قرر مسؤولون أمنيون تشديد الخناق على جبل المكبر في القدس، واتخاذ إجراءات على أرض الواقع ضد السكان الفلسطينيين هناك، واعتقال كل من يؤيد "داعش"، أوو يؤيد العملية البطولية على مواقع التواصل الاجتماعي.
أرسل تعليقك